عززت قوات الأمن الأفغانية الاجراءات الأمنية وتم وضعها في حالة استنفار في العاصمة كابول أمس جاء ذلك عقب أعنف هجوم نفذته حركة طالبان في قلب كابول ضد بعض المنشآت الحكومية والقصر الرئاسي والذي اسفر عن مقتل12 شخصا وآثار المخاوف والقلق بشأن مدي قدرة الحكومة الأفغانية علي حماية المواطنين.وقد بدت الشوارع هادئة وعادت حركة المرور إلي طبيعتها عقب الهجوم الدامي. وذكرت وكالة الاسوشيتدبرس ان قوات الأمن الأفغانية تمكنت بمساعدة مستشاري حلف شمال الأطلنطي الناتو من إعادة النظام بعد نحو خمس ساعات من القتال مع عناصر طالبان في كابول. وقد كشف الجنرال ديفيد ريتشاردز قائد الجيش البريطاني ان مقاتلي طالبان الذين شنوا ذلك الهجوم تلقوا تعليمات بمهاجمة اكبر عدد ممكن من المواقع الحيوية لاعطاء انطباع بأنهم موجودون في كل مكان. وأضاف ان رد قوات الأمن الأفغانية علي الهجمات كان جيدا وهو مايدحض المنتقدين الذين يشككون في قدرتها علي صد مثل هذه الهجمات. وقد اعتبرت وكالة الأنباء الفرنسية ان الهجوم الأخير يعكس ضعف دفاعات كابول ويثبت ان مقاتلي طالبان مازالوا يشكلون خطرا علي أمن وسكان البلاد. واعتبرت ان ذلك الهجوم هو الأعنف منذ نحو عام وسيلقي بظلاله علي المؤتمر الدولي المقبل الذي سيبحث مستقبل أفغانستان والمقرر ان تستضيفه لندن نهاية الشهر الحالي. من جانبه استبعد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قبول قادة حركة طالبان عرض المصالحة مع السلطات الأفغانية معتبرا ان حدوث ذلك يعد ضعيفا. وأشاد جيتس بالإعلان عن خطة جديدة للمصالحة سيعرضها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي حسب ما أعلن المتحدث باسمه في28 يناير الحالي في مؤتمر لندن حول مستقبل أفغانستان, ولكنه أكد ان الملا عمر وزعماء آخرين في طالبان لن يلقوا السلاح في حال لم يتغير الوضع علي الأرض. وقال جيتس علي متن طائرة تنقله الي الهند شخصيا سأتفاجأ كثيرا في حال حصول مصالحة مع الملا عمر.وأوضح جيتس ان إدارة الرئيس باراك أوباما لم تطلع بعد علي تفاصيل خطة السلطات الأفغانية. وعلي صعيد تعزيز الدور الدولي في أفغانستان ذكرت صحيفة التايمز البريطانية ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تبحثان سبل تعزيز دور الهند في أفغانستان بما في ذلك خطوة مثيرة للجدل تتعلق باقتراح بتدريب الهند لقوات الامن الأفغانية. وأوضحت الصحيفة ان ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي لباكستان وأفغانستان سيبحث ذلك وأفكارا اخري خلال زيارة سيقوم بها إلي نيودلهي. وفيما يتعلق بردود الأفعال علي هجوم طالبان أدانت استراليا أمس العملية التي نفذتها حركة طالبان في قلب كابول معتبرة ان هذا الهجوم الإرهابي يهدف إلي زعزعة الحكومة الأفغانية الجديدة, وقال وزير الخارجية ستيفن سميث إن أفغانستان مازالت منطقة صعبة جدا وخطيرة جدا واصفا هذه العملية بأنها هجوم إرهابي.. وفي غضون ذلك اعتبر تقرير للأمم المتحدة ان انتشار الفساد في أفغانستان يشكل الهاجس الأكبر الذي يقلق الأفغان اكثر من قضايا الأمن والبطالة. وكشف التقرير الذي حمل عنوان الفساد في أفغانستان والصادر عن مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات أن59% من أبناء الشعب الأفغاني يشعرون بأن انتشار الفساد وانعدام النزاهة العامة يشكلان هاجسا اكبر من انعدام الأمن والذي يشعر به54% من السكان في الوقت الذي يري52% أن البطالة تمثل القلق الأكبر. واستنادا الي استطلاع لآراء7 آلاف و600 شخص في12 مقاطعة وأكثر من ألف و600 قرية أفغانية كشف التقرير أن الرشوة هي كالخبز اليومي في حياة المواطنين في أفغانستان.. وأشار التقرير إلي أن متوسط الرشوة يبلغ160 دولارا111 يورو في بلد يبلغ فيه إجمالي الناتج المحلي للفرد425 دولارا سنويا وبلغة الأرقام فإن هذا يعني أن الأفغان يدفعون2.5 مليار دولار كرشاوي سنويا وهذا يعني أنهم يدفعون مايعادل ربع إجمالي الناتج القومي للبلاد.