نشبت "خناقة" فكرية بين جريدة "المصري اليوم"؛ و حزب "النور" السلفي , بعد أن نشرت "المصري اليوم" مقالا منذ عدة أيام للكاتب "محمد سلماوي" هاجم فيه التيارات الإسلامية والأحزاب السلفية على وجه الخصوص. وكان سلماوي بدأ هجوما ضاريا عبر "المصري اليوم" ضد السلفيين مما دعا المهندس نادر بكار المتحدث الرسمي لحزب النور للرد على الادعاءات التي قذفهم بها سلماوي في مقاله, حيث تنفرد محيط بنشر تفاصيل الصراع الأيدلوجي بين الطرفيين وتلقى الضوء على ما جاء من اختلافات في وجهات النظر.
جاء في الرد الذي أصدره القيادي بالنور السلفي والذي حمل هجوما شديدا على "المصري اليوم" وسلماوي أن "ثمة سخرية واضحة تميز لهجة الأستاذ (سلماوي) لا تخطئها قريحة القارئ، لكني لن أتوقف عندها كثيرا", حيث إنه لا يجب التوقف عند من يلمز من اهتدوا بهدى الله ورسوله (ص)، ويقوم بالتعريض بهم كل هذا التعرض الفج (حسب القيادي السلفي), مستنكرا قيام سلماوي بالهجوم على أصحاب اللحى الذين يشكلون شريحة عريضة من المجمتع المصري متسائلا "هل الليبرالية التي تروجون لها تدعو إلى الحرية الشخصية؟ فلماذا إذن تهاجمنا ؟"، "أضاقت الأرض بالكفرة والملاحدة و لم تتسع لأتباع التيارات الإسلامية؟!".
بهذه الكلمات استرسل نادر بكار في رده على سلماوي، رافضا رغبة الأخير في إقصاء الإسلاميين من العمل العام لمجرد أنهم أصروا على ارتداء الجلابيب وأطلقوا اللحى قائلا "لماذا يصر الليبراليون على لغة الإقصاء العنصرية بكل مفردتها؟", حيث اعترض القيادي السلفي على الطريقة التي استقبلت بها وسائل الإعلام اهتمام حزب النور السلفي بالعملية الثقافية في مصر عبر قيامه بتنظيم غرس ثقافي بمحافظة الإسكندرية قائلا "إنه كان بدلا من الاهتمام بصنيعة النور الثقافية ذهبوا يقومون بأمور كل هدفها النيل من انجازات الحزب.
شبكة الإعلام العربية "محيط " لم تكتف بمجرد رد من القيادي السلفي فحسب, بل قامت بإجراء حوار عابر معه قال فيه ردا على الاتهامات التي طالما وجهت للإسلاميين بأنهم لم يشاركوا في الثورة منذ بدايتها, إن أتباع التيار الإسلامي قرروا المشاركة في الثورة منذ يوم 25 يناير، ولكن ما كان يجب أن يشارك السلفيون بكل ثقلهم في الثورة منذ بدايتها, نظرا لحالة الرهبة التي تنتاب البعض من التيارات الإسلامية ليس في مصر فقط، بل في العالم كله, مستخدما لفظ "سلفيو فوبيا" تعبيرا عن ما تسببه التحركات السلفية الإسلامية المنظمة في العالم من رهبة.
على الجانب الآخر كان الكاتب الصحفي "محمد سلماوي" قد نشر مقالا بجريدة "المصري اليوم" منذ أيام انتقد فيه التيارات الإسلامية السلفية قائلا إن اللحى طالت على الذقون، والجلابيب «كشت فى الغسيل»، وديننا الحنيف ترك الدعوة للتقوى والتسامح والرحمة ودخل مجال الصراع للاستحواذ على السلطة السياسية, مشيرا إلى أن السلفيين الذين لم يشاركوا في الثورة يقومون بمليونية في ميدان التحرير بغرض اختطافها؛ محذرا من أن تقوم دولة دينية في مصر كما في إيران.