أعلن احد القادة العسكريين ، اليوم ، في مدينة سرت الليبية لقوات المجلس الوطني الانتقالي ان عائلات المسئولين السابقين في نظام الهارب معمر القذافي يهربون من سرت ومن بينهم والدة وشقيق موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي . فيما أعلن قائد عسكري في قوات النظام الليبي الجديد لوكالة "فرانس برس" الاثنين ان مدينة بني وليد احد اخر معاقل العقيد الليبي الفار "تحررت بالكامل"، فيما كانت عائلات مسؤولين سابقين من النظام السابق تهرب من سرت.
وقال سيف اللاسي قائد لواء الزليتن (شمال شرق بني وليد) الذي شارك في الهجوم على بني وليد، ان "مدينة بني وليد (على بعد 170 كلم الى جنوب شرق طرابلس) تحررت بالكامل والطريق اصبحت الان مفتوحة شرقا باتجاه سرت وجنوبا باتجاه سبها وغربا باتجاه طرابلس".
وعلى الارض اطلق المقاتلون النار في الهواء من اسلحة خفيفة وثقيلة على وقع هتافات "الله اكبر" ابتهاجا بتقدمهم كما رفعوا علم السلطات الليبية الجديدة على مبان ومساجد عدة كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وسيطرت قوات المجلس الوطني الانتقالي على المستشفى الذي بدأ يعمل من جديد بعد زيارة فريق من الصليب الاحمر حمل معدات طبية كما ذكر مراسل لفرانس برس شاهد ايضا ستة جرحى وسبع جثث متحللة في مشرحة المستشفى.
وبعد معارك عنيفة صباح الاثنين تمكنت قوات النظام الجديد من طرد انصار القذافي من المطار الواقع جنوبالمدينة بحسب قائد اخر يدعى سالم غيد الذي افاد عن سقوط قتيلين على الاقل و70 جريحا منذ مساء الاحد.
وقال "لم يعد هناك قوات موالية للقذافي في المطار" مؤكدا ان مقاتليه اختاروا مواقع على الجبال المطلة على المطار وليس احتلال مبانيه لكي لا يكونوا هدفا سهلا لقوات القذافي.
وكانت قوات المجلس الانتقالي التي تحاصر بني وليد منذ اكثر من شهر، شنت الاحد هجوما على المدينة بعد تعليق المعارك لمدة اسبوع من اجل التحضير لشن هجوم جديد ورص الصفوف اثر تكبد خسائر كبيرة امام قوات القذافي التي يقدر المجلس عديدها داخل المدينة ب1500 رجل.
وكانت قوات المجلس تراهن على سقوط سرت التي تبعد 360 كلم عن طرابلس لحشد قواتها على جبهة بني وليد لكنها تواجه منذ اسبوع مقاومة شرسة في اخر جيوب هذه المدينة.
وصرح موسى يونس قائد قوات المجلس الوطني في بني وليد لفرانس برس "غدا قوات كتيبة جادو ستتوجه الى سرت" وهي اهم كتيبة في بني وليد.
وفرار عائلات مسؤولين سابقين في نظام القذافي من سرت الاثنين ومن بينهم والدة وشقيق موسى ابراهيم المتحدث السابق باسم القذافي، احيا آمال مقاتلي المجلس الوطني للاستيلاء بسرعة على سرت.
وصرح وسيم بن حميدي المكلف العمليات العسكرية على الجبهة الشرقية لسرت ان ست سيارات تنقل رجالا ونساء واطفالا فرت صباحا من حيي الدولار ورقم 2 حيث يتحصن مقاتلو القذافي لكنها لم تكن تنقل "مطلوبين".
وقال قائد اخر في المجلس الوطني ان الفارين اكدوا ان معتصم القذافي احد ابناء القذافي لا يزال في سرت.
وتتناقل قوات المجلس الوطني بانتظام معلومات متناقضة حول وجود اقارب للقذافي في سرت وبني وليد. والاسبوع الماضي اعلن القبض على معتصم القذافي في سرت قبل نفي هذه الانباء.
وقال حميدي "كما ترون يبدو ان استراتيجية محاصرة الاحياء تأتي بنتيجة لان اسر مسؤولين في النظام (السابق) تفر".
وبعدها بدقائق شن مقاتلو المجلس الانتقالي هجوما بالاسلحة الرشاشة وقذائف الهاون على حيي دولار ورقم 2 شمال سرت حيث يبدي مقاتلو القذافي مقاومة شرسة منذ ايام.
وصرح بن حميدي لفرانس برس ان "مقاتلين اسروا صباحا اعطوا معلومات عن مبنى في الحي رقم 2 يستخدمه انصار القذافي مركز قيادة. استخدمنا دباباتنا لاطلاق النار على مركزهم واستهداف القناصة".
وصرح احد قادة المجلس لمراسل فرانس برس "نحاصر الحي من كل الجوانب".
ويتوقع المجلس سقوط سرت لاعلان "تحرير كامل البلاد" وتشكيل حكومة مكلفة ادارة المرحلة الانتقالية.
وفي طرابلس اعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الذي يزور العاصمة الليبية اعادة فتح السفارة البريطانية مشددا على اهمية دمج المقاتلين في العملية الانتقالية.
واعلن هيغ في ختام محادثات مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل "من المهم دمج المليشيات في عمل المجلس الوطني الانتقالي، وبعد ذلك وبالطبع في الحكومة الوطنية الانتقالية التي ستشكل عند اعلان تحرير البلاد".