سرت (ليبيا) (ا ف ب) - تراجعت قوات المجلس الوطني الانتقالي التي طوقت فلول قوات معمر القذافي في اثنين من احياء سرت، نحو كيلومترين ظهر الخميس تحت نيران كثيفة، فيما تراجع قادة النظام الجديد عن اعلانهم القبض عن المعتصم نجل معمر القذافي. وانسحبت قوات المجلس الوطني التي كانت تامل في القضاء على اخر جيوب المقاومة في حيين سكنيين شمال غرب المدينة، الى مقر الشرطة الذي سيطروا عليه الثلاثاء، اي حوالي كيلومترين، حسب مراسل فرانس برس.
وقال المقاتل حميد ناجي من قوات المجلس "اضطررنا الى الانسحاب نحو المقر العام للشرطة (قرب الساحة الوسطى في المدينة) وسنستخدم المدفعية الثقيلة لضرب قوات القذافي".
وقبل الانسحاب قال قائد ميداني لوكالة فرانس برس ان قواته تحاول تجنب استخدام نيران المدفعية الثقيلة لقصف حي الدولار و"الحي رقم 2" السكنيين لتجنب ايقاع قتلى بين المدنيين.
وقال المقاتل فيصل برنغو على خط الجبهة الجديد "خضنا معارك شوارع اليوم، لكننا توقفنا. انهم يطلقون علينا الصواريخ وقذائف الهاون وقنابل يدوية".
وقال الجراح رواد فريوان في مستشفى ميداني على المدخل الغربي لسرت ان اربعة من مقاتلي المجلس الانتقالي قتلوا واصيب اربعون بجروح. واوضح ان معظم الاصابات ناجمة عن نيران مقاتلي المجلس الانتقالي والقناصة الموالين للقذافي.
وقال فيصل برنغو "لا يزال 500 مقاتل موالون للقذافي في سرت. قواتنا اسرت اليوم 15 منهم"، مؤكدا تحرير الحي 3، ولكنه اكد ان "معارك ضارية لا تزال تدور في الحيين 1 و2 على الساحل في شمال غرب لمدينة".
وتعتبر مدينة سرت هدفا رئيسيا للقادة الليبيين الجدد الذين قالوا انهم لن يعلنوا تحرير البلاد ويبدأوا الفترة الانتقالية لانتخاب حكومة قبل سقوط المدينة.
قوات المجلس الوطني الانتقالي يواجهون كتائب القذافي في سرت في 12 تشرين الاول/اكتوبر 2011
وبدأت قوات النظام الجديد حصارها لسرت في 15 ايلول/سبتمبر قبل ما وصفوه بانه "الهجوم الاخير" الجمعة الماضية. وقتل 91 من المقاتلين واصيب المئات، طبقا لمصادر طبية.
ويسيطر مقاتلو النظام الجديد على الساحة الرئيسية والواجهة البحرية في المدينة وكذلك على مركزالمؤتمرات وحرم الجامعة والمستشفى.
الا انهم واجهوا مقاومة قوية غير متوقعة في غرب المدينة رغم انهم يسيطرون على شرق المدينة باكمله.
ونفى عبد الكريم بيزامة مستشار رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل اعتقال المعتصم نجل معمر القذافي في سرت.
وقال لفرانس برس "هناك اشتباه بان المعتصم اعتقل ويتم التحري والتأكد من عدة شخصيات تم اعتقالها واسرها وعند التأكد من ذلك سيتم الاعلان رسميا عن اعتقال المعتصم".
وقال القائد وسام بن احمد احد القياديين الميدانيين لقوات المجلس الوطني الانتقالي على جبهة سرت ان "بعض الاسرى الذين قبضنا عليهم يقولون ان (معمر) القذافي موجود في سرت".
والزعيم السابق فار بعد ان حكم البلاد 42 سنة منذ سقوط مقره في طرابلس في 23 اب/اغسطس.
وعدا عن سرت لا تزال قوات المجلس الانتقالي تحاصر واحة بني وليد على بعد 170 كلم جنوب غرب طرابلس.
ولكن يوسف عمرو المقاتل على الجبهة قال ان كتيبته تراجعت 30 كلم الاربعاء بسبب خلاف مع وحدات اخرى متهمة بعدم الامتثال لاي تعليمات.
ونفى ذلك رئيس اللجنة المحلية للمجلس الانتقالي في بني وليد الحج مباك الفتناني قائلا انه تم تعليق المعارك استعدادا للهجوم على 1500 من مقاتلي القذافي في بني وليد التي لا يزال 5% من سكانها بداخلها.
وفي الغرب، اضطربت حركة العبور على الحدود بين تونس وليبيا بشدة الخميس عند معبر راس جدير على اثر حوادث مختلفة اصيب خلالها ليبيان بالرصاص.
من جهة ثانية، اعلن وزير النقل الليبي انور الفيتوري في بيان اعادة فتح جزئية للمجال الجوي الليبي بعد اغلاقه منذ فرض منطقة حظر جوي فوق البلاد في شباط/فبراير بقرار من الاممالمتحدة، حيث بات ممكنا استئناف الرحلات التجارية.
واعلن الفيتوري ان المجال الجوي الليبي بات مفتوحا جزئيا امام الرحلات التجارية، بحسب بيان المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا.
وافاد الحلف الاطلسي في بيان ان "الاتفاق يبدا الية نقل السيطرة على المجال الجوي الى الليبيين ودول اخرى على غرار مالطا من اجل تواصل تدفق المساعدات الانسانية وزيادتها".
واعيد الخميس تشغيل انبوب الغاز غرينستريم الوحيد الذي يصل ليبيا بايطاليا واوروبا بعد توقف دام ثمانية اشهر، كما اعلنت شركة "ايني" التي تديره مع المؤسسة الليبية للنفط.
من ناحية اخرى صرح وزير النفط والمالية الليبي علي الترهوني ان ليبيا لن تمنح اية عقود نفط جديدة الا بعد انتخاب حكومة جديدة.
واضاف انه سيتم التدقيق في كل قرش دفع في اطار العقود النفطية في عهد النظام السابق المشتبه به بالفساد.
وبشأن حقوق الانسان، دعت منظمة العفو الدولية في تقرير الخميس المجلس الانتقالي الى انهاء الاعتقالات التعسفية وسوء معاملة السجناء.
وكتبت المنظمة انه "في بعض الحالات، هناك ادلة على حصول تعذيب لانتزاع اعترافات او لمعاقبة" اشخاص متهمين بانهم على صلة بالنظام السابق، وخصوصا سود البشرة.