أعربت المحامية فدوى البرغوثى زوجة المناضل والقائد الفلسطينى مروان البرغوثى عن تمنياتها بألا يعود الرئيس محمود عباس (أبومازن) إلى المفاوضات مع إسرائيل إلا بصفقة لا تقل عن ألفي أسير على رأسهم القادة الفلسطينيون والأسرى القدامى. وقالت المحامية الفلسطينية - فى تصريحات لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله - "إننى أتمنى ألا يتدخل أبومازن فى تحديد الأسماء المشمولة فى الدفعة الثانية من صفقة شاليط والبالغة 550 أسيرا وأن يترك الأمور بين حماس وإسرائيل تسير بالشكل المتفق عليه..
وبعد ذلك إذا إراد أن يعود للمفاوضات آمل أن يعود بألفي أسير وليس ألفا ، ويكون على رأسهم مروان البرغوثى والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات والأسرى القدامى.
وأضافت فدوى البرغوثى "يجب أن يكون سقف الرئيس الفلسطينى عالى جدا ردا على التعنت الإسرائيلى فى موضوع القيادات والأسرى القدامى... الرد الحقيقى نتنظره من منظمة التحرير وعلى رأسها أبومازن وهو أن يقول إننى لن أعود إلى المفاوضات بأسم المنظمة إلا حينما يتم الإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى... وأن يتم وضع جدول زمنى للافراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وأن تبدأ بالقدامى والقيادات". وتابعت "مراون وسعدات هم قادة فى منظمة التحرير وهم أعضاء فى المجلسين الوطنى والمركزى وأعضاء فى المجلس التشريعى بالانتخاب وسعدات أمينا للجبهة الشعبية ومروان عضو اللجنة المركزية... فهل يعقل أن تعود المنظمة للمفاوضات وهم داخل السجن؟ .. هذا سؤال كبير يجب الإجابة عليه ردا على التعنت الإسرائيلى؟.
وحول ما تردد فى وسائل إعلام حماس بأنها شاورت قادة الحركة الأسيرة بخصوص صفقة التبادل ، أجابت المحامية الفلسطينية قائلة "إن حماس لم تستشر قادة الحركة الأسيرة حتى أن قادتها داخل السجون سمعوا عن ذلك فى وسائل الإعلام كما أنها لم تأخذ بالملاحظات التى تقدمت بها الحركة".
وعن تقييمها لصفقة تبادل الأسرى ، قالت المحامية فدوى البرغوثى زوجة المناضل والقائد الفلسطينى مروان البرغوثى إن الصفقة تعتبر إنجازا وطنيا إلا أنها - فى تقديرى - تركت آلاما وجراحا عميقة وكبيرة جدا خاصة وأن النتائج لا تتناسب مع الوعود التى قطعتها حماس على نفسها وروجت لها سنوات طويلة.
وأضافت "موضوع الأسرى هو موحد للشعب الفلسطينى ولا يجوز تجزئته والحديث عنه كفصائل أو كمجموعات أو كانتماءات سياسية والشىء غير المنطقى عندما نعلم أن نسبة أبناء فتح فى سجون إسرائيل تبلغ 56\% من إجمالى الأسرى والمعتقلين فيما يفرج فقط عن 43 معتقلا..هذا ذر للرماد فى العيون..ما كنا نريده من الصفقة أن تكون هناك بمعايير وألا تظهر وأن فيها انتقاء وعشوائية".
وأعربت فدوى البرغوثى عن أسفها إزاء تصريحات بعض من قادة حماس الذين قالوا أننا حصلنا على 99 أو95 % من شروطنا فى حين خلت الصفقة من قادة انتفاضة الأقصى التى كانت تصر الحركة عليهم وتعتبرهم خطا أحمر لا يمكن تجاوزه ولا يمكن إتمام الصفقة بدونهم لأنها تعتبرهم قادة مرحلة مهمة فى تاريخ الشعب الفلسطينى.
وقالت "إننى لغاية شهر يونيو الماضى وكانت لدى تطمينات من قبل حماس والجهات المصرية بأن مروان البرغوثى سيكون فى الصفقة وأنه لن تكون صفقة بدونه لكننى لا أفهم ماذا حدث فى الشهور الماضية"..متسائلة لماذا لم يتصل أحد من قادة حماس بأهالى القادة المستثنيين من الصفقة ويوضحوا لهم ما جرى بدلا من أن يتركوهم للاعلام الإسرائيلى؟..ألسنا أسرا وكان يبأن يتصلوا بنا ويقولوا لنا ما هى الأسباب التى دفعت بالأمور لهذا الحد؟.
وتابعت "أننى عملت على مدى عشر سنوات فى حملة واسعة فى 50 دولة فى العالم من أجل الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين وليس من أجل زوجى فقط..ولم أميز بين فتح وحماس والجهاد .. فكلهم ذهبوا وناضلوا من أجل فلسطين..فهى أكبر منا جميعا..وهم فضلوا حريتها وحرية الشعب الفلسطينى على حريتهم".
وحول معنويات القائد الفلسطينى مروان البرغوثى على خلفية إعلان الصفقة ، قالت المحامية فدوى البرغوثى إن زوجها معنوياته مرتفعة جدا حيث زاره المحامى فى السجن .. ولايزال يردد شعاره المعروف "إذا كان ثمن حرية شعبى فقدان حريتى فأنا مستعد لدفع هذا الثمن".
وأضافت "مروان فرح جدا للعائلات التى خرجت إلا أنه يتألم لأن هناك فى نفس القسم معه أسرى قدامى تجاوزوا العشرين عاما فى سجون الاحتلال ولم يفرج عنهم.. فهو كونه قائد وزعيم وطنى كبير يعرف الأمور ويفهمها ويدرك ما يحدث..ولا يمكن أن يتأثر بمثل هذه الأمور".
وعما إذا كان توقيت الصفقة مقصودا ، أجاب فدوى البرغوثى قائلة "إن إسرائيل أرادت أن تحبط إضراب الأسرى وتغطى عليه لأنه يضعها فى موقف محرج أمام العالم خاصة وأن وضعهم بات مأساويا ، إلا أن العالم انشغل الآن بالحديث عن الصفقة وعن المبعدين والعائدين لبيوتهم...كما أن الناس بدأت فى تحضيرات استقبال أبنائها المفرج عنهم".
وحول كيفية تدارك الثغرات فى صفقة شاليط والخطيئة التى حصلت فى اتفاق أوسلو بإبقاء الأسرى والمعتقلين ، رأت المحامية الفلسطينية أن هذا يتطلب عملا وجهدا كبيرا من كل الأطراف لتدراك ذلك بالعمل من أجل الإفراج عن الأسرى والمعتقلين.
وأعربت فدوى البرغوثى عن تهانيها لكل المفرج عنهم ولعائلاتهم وأمهاتهم قائلة إننى جزء من الأهالى الذين مازالوا ينتظرون معتقليهم ومناضليهم..ومشيرة إلى أن الصفقة كانت إنجازا وطنيا ووضعت حدا لمعاناة عدد كبير من الأسرى الذين قضوا عشرات السنين وتجاوزتهم كافة الاتفاقيات..إلا أن الإخراج كان فى الإعلام بعد الإعلان عنها غير مدروس ولم يراع مشاعر العائلات.