خبراء: الأحوال الاقتصادية تلعب دوراً أساسياً في أسعار النفط تلعب أحوال الاقتصاد العالمي دوراً أساسياً في الحالة النفسية للمضاربين بالسوق النفطية من تفاؤل وتشاؤم حيث تؤثر كثيراً على الأسعار، بالإضافة لإساسيات السوق وهي العرض والطلب والمخزون النفطي، وأرجع خبيران نفطيان ارتفاع أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي إلى عدة عوامل ومؤثرات أهمها الأساسيات المعروفة التي تتحكم في السوق النفطية، بالإضافة إلى سيطرة حالة من التفاؤل على المضاربين في الوقت الحالي. وقال الخبيران لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" إن هذا الارتفاع في الاسعار الذي يزيد على دولارين للبرميل يتزامن مع اجتماع منظمة "أوبك" المقرر عقده في فيينا في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ولكنه بشكل عام لن يؤثر على قرار تخفيض الانتاج الذي اتخذته "أوبك" في عام 2008. وقال موسى معرفي، الخبير النفطي: إن قرار منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في عام 2008 بتخفيض الانتاج 4.2 مليون برميل يومياً كان من أعظم القرارات التي حدت من انهيار الأسعار وحافظت عليها فيما بين 70 إلى 80 دولاراً وهو السعر العادل الذي اشاد به الجميع. وتابع أن المشكلة الحالية هي التزام دول "أوبك" بتخفيض الانتاج الذي كان نسبته في البداية 75% والان وصل إلى 50% فقط مبيناً أن أكثر دول "أوبك" التزاما بتخفيض الانتاج هي الكويت والسعودية والإمارات. وأشار إلى أن دول من خارج "أوبك" استغلت الظروف وقرار "أوبك" بتخفيض وزادت من انتاجها النفطي ومنها روسيا التي زادت من انتاجها ليلامس ال 11 مليون برميل يومياً الامر الذي اثر على اسعار النفط بشكل كبير جدا. وبين معرفي أن الحالة النفسية للمضاربين في السوق النفطية من تفاؤل وتشاؤم تؤثر كثيراً على الاسعار بالاضافة لاساسيات السوق وهي العرض والطلب والمخزون النفطي واحوال الاقتصاد العالمي، مؤكداً سيطرة حالة من التفاؤل عليهم في الوقت الحالي. وأوضح أن التفاؤل سببه مؤشرات الانتاج في دول الشرق الاقصى كالهند والصين وتحسنها مؤخرا والتفاؤل بالنمو في هذه الدول الامر الذي ادى لزيادة الطلب على النفط، مشيراً إلى أمور أخرى استجدت وأدت لزيادة الاسعار ابرزها التحسن في معدلات البطالة في الولاياتالمتحدة والسحب من المخزون النفطي الاستراتيجي. وأعرب عن رأيه أن "الزيادة وقتية قد تستمر لنهاية أكتوبر/تشرين الأول وقد تتعدى حاجز ال 83 دولارا للبرميل لكنها ستعود للانخفاض وتصل ربما لاقل من 70 دولارا وتستمر على الاقل لمنتصف 2011". وأضاف أن ما يدعو للقلق ايضا التوقعات بزيادة حرارة فصل الشتاء بمعدل درجتين عن العام الماضي الامر الذي يقلل من استخدام زيوت التدفئة وبالتالي يقل الطلب على النفط، مشيراً إلى أن بعض المحللين المتشائمين توقعوا هبوط الاسعار لما دون ال 60 دولارا. من جانبه، أكد الخبير النفطي محمد الشطي أن بيانات اقتصادية أمريكية وصينية اسهمت بشكل افضل من المتوقع في دعم مستويات اسعار النفط، مضيفاً أن قطاع الصناعات التحويلية في الصين شهد انتعاشاً مما قدم أدلة جديدة على متانه الاقتصاد الصيني. وذكر أن التوقعات تشير إلى ارتفاع مبيعات السيارات في الصين خلال الفتره المقبلة مع محاولات الحكومة رفع قدرة السوق المحليه الاستيعابيه الاستهلاكيه لاحداث التوازن مقابل الصادرات. وأوضح أن الاستهلاك في الصين مازال قويا مضيفا ان واردات الصين من النفط الخام في شهر اغسطس/آب من عام 2010 وصلت 9.4 مليون برميل يومياً مقابل 4.4 مليون برميل يوميا في اغسطس/آب 2009. وألمح إلى تراجع طلبات اعانات البطالة الأمريكية وصعود ارقام الناتج المحلي الاجمالي الامريكي بصورة افضل من المتوقع وقال ان أسعار النفط ارتفعت بدعم من تراجع الدولار والذي يؤدي الى ارتفاع اسعار معظم السلع الأولية. وقال الشطي: إن تراجع المخزونات في الولاياتالمتحدة أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم ساهم في ارتفاع الاسعار الامر الذي عزز حاله التفاؤل في السوق، متوقعاً أن يتجاوز سعر البرميل ال 80 دولارا بسبب ارتفاع الاستهلاك في الربع الرابع من عام 2010 على زيوت التدفئة. وأشار إلى عدد من الاسباب التي قد تدفع سعر النفط للارتفاع منها أي انباء ايجابيه عن حاله الاقتصاد العالمي أو التصعيد الأمريكي والدولي فيما يتعلق بالملف النووي الايراني، مؤكداً تزايد عدد الشركات النفطية التي اوقفت تعاملاتها مع ايران هذا العام وسط حملة أمريكية لعزل طهران وفرض عقوبات أكثر صرامة عليها. وأضاف أن شركة "ايني" الايطالية العملاقة للنفط والغاز اعلنت انها بصدد تسليم عمليات تشغيل حقل "دارخوفين" في ايران لشركاء محليين كما اعلنت شركه الطاقة الفرنسية توتال انها ستوقف مبيعات البنزين لايران وكذلك ستفعل شركة "لوك اويل" الروسية وعدد اخر من الشركات. وعن تزامن هذا الارتفاع في الاسعار مع اقتراب اجتماع الاوبك المقبل اكد الشطي عدم وجود خطوات جديدة ستتخذها "أوبك"، مشيراً إلى أن العديد من وزراء الاوبك اكدوا عدم وجود أي تغير في القرارات. وقال إن تأكيداتهم هذه كانت بخصوص استمرار العمل بقرار سحب مايقارب من 4.2 مليون برميل يوميا من السوق والذي تم الاتفاق عليه في وهران بالجزائر وان كان مستوي الالتزام مازال يدور حول 50% فقط. وأوضح أن مستوى الاسعار الحاليه يجعل من الصعب اجراء ايه تعديلات على القرار خصوصا وان السوق إلى حد ما متوازنه لافتا الى ان بعض التقارير اكدت ان نيجيريا ربما تناقش موضوع زياده حصتها الانتاجيه الحاليه من 1.673 مليون برميل يوميا لتتماشى مع قدراتها الانتاجيه وهي 2.7مليون برميل يوميا. يذكر أن برميل النفط الكويتي وصل سعره يوم الخميس الماضي 75.39دولار فيما كان سعره في بداية الاسبوع الماضي 73.52 بينما سجل سعر برميل سلة اوبك 77.48 في يوم الخميس وكان سعره في بداية الاسبوع 75.06 دولار.