أبوظبى : أكد على عبيد اليبهوني محافظ دولة الإمارات في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" التزام المنظمة بضمان استمرار تدفق إمداد النفط وتحقيق أسعار معقولة . وقال إن الدول الأعضاء وظفت استثمارات كبيرة على المدى المتوسط في قطاعات استكشاف وإنتاج النفط والتكرير والتسويق. وقال اليبهوني في محاضرة له في المعهد البترولي بأبوظبي بعنوان " أوبك خمسون عاماً من النمو والاستقرار " أن أوبك باقية حيث أن أعضاءها ملتزمون بديمومة المنظمة كما أن دخول مصدرين جدد في الساحة سيؤدي إلى زيادة أعضائها" . وأضاف في كلمته التي أوردتها وكالة أنباء الإمارات "وام" إن وجود أوبك لم يكن للدفاع عن مصالح الدول المنتجة فحسب وإنما لتقديم مساهمة إيجابية أيضاً للسوق العالمية للطاقة وذلك لضمان سهولة الحصول على الطاقة للبشر في كل مكان وتوفير متطلباتهم من هذا المنتج الحيوي ولدفع عجلة التطور لاقتصاديات بلدانهم . وأكد اليبهوني أن دولة الإمارات كانت عضواً نشطاً في المنظمة حيث ترأست الدولة 25 مؤتمراً من مؤتمرات أوبك التي وصل عددها إلى 156 مؤتمراً حتى اليوم كما أخذت الإمارات منصب السكرتير العام للمنظمة مرتين واستضافت الاجتماع الوزاري للمنظمة مرتين في أبوظبى. وقال إن الإمارات استفادت بالمقابل من عضويتها في المنظمة حيث كسرت المنظمة سيطرة الشركات العالمية مما أفسح المجال لإنشاء شركة بترول أبوظبى الوطنية "أدنوك " عام 1971 .. لافتا الى أن أدنوك ومجموعة شركاتها تعتبر اليوم من أكبر شركات النفط والغاز في العالم وتعمل مع الشركات الدولية كشريك على قدم المساواة. وتطرق محافظ دولة الإمارات في "أوبك" إلي المراحل التي مرت بها منظمة "أوبك" منذ إنشائها وحتى الأن ، وأكد أن "أوبك" شكلت في فترة التسعينيات عامل استقرار في الأسواق إذ ساهمت في تقليل إنعكاسات الحروب التي وقعت في الشرق الأوسط 1990-1991 بعد أن ساد جو من التقلب وضعف في الأسعار بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية في دول جنوب شرق آسيا الأمر الذي ساهم في عودة الأسعار إلى الارتفاع بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وتعزيز التعاون الإقليمي والعولمة وثورة المعلومات وتطور التقنيات وتحقيق تقدم في الحوار بين أوبك والدول غير الأعضاء . وقال اليبهوني في محاضرته إنه منذ عام 2000 بدأ الصراع مع المضاربين وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة التقلبات على الرغم من استمرار تدفق الإمدادات في السوق إضافة إلى دخول مستثمرين جدد في سوق النفط واستخدام النفط كسلعة لاستثمار الأموال وارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في منتصف 2008 قبل انهيارها في بداية الأزمة الاقتصادية العالمية . وأكد أن المنظمة استمرت كعامل استقرار في أسواق النفط من خلال قمتي رؤساء "أوبك" في كاركاس عام 2000 والرياض عام 2007 التي وضعت استقرار السوق والتنمية المستدامة والبيئة كعناصر أساسية لسياستها ، وتبنت إستراتيجية شاملة وطويلة الأمد في عام 2005 .