باريس: يرتفع عدد مستهلكي المنتجات الحلال في فرنسا بنحو 15% كل عام حيث يقدر عددهم قرابة سبعة ملايين مستهلك. واخذ سوق منتجات الحلال زخما كبيرا خاصة في ضوء وجود جاليات مسلمة كبيرة في فرنسا حيث تقدم العديد من المطاعم وجبات حلال ومنها مطاعم كبرى خصصت بعض محالها لتقديم وجبات حلال مثل مطعم الوجبات السريعة في فرنسا "كويك". كما ان هناك العديد من الاسواق المركزية "سوبر ماركت" تعرض منتجات الحلال الغذائية في جميع انحاء فرنسا بل انه لا تكاد يخلو اي سوق غذائي فرنسي من منتجات الحلال. ويشير مكتب الاستشارات الاقتصادية "سوليس" في دراسة نشرها في ديسمبر الماضي الى ان سوق الحلال في فرنسا شهد تطورا ملحوظا حيث تقدر عائداته المالية بنحو 5.5 مليار يورو العام الماضي منها 4.5 مليارات تنفقها الاسر على المنتجات الغذائية ونحو مليار يورو للمطاعم. ويوضح المكتب ان سوق الحلال يستهدف عشرة ملايين مسلم في اوروبا في ضوء وجود 17 مليون مسلم في اوروبا منهم سبعة ملايين في فرنسا فيما تقدر ايرادات السوق ب150 مليار يورو في العالم. ولم يقتصر سوق الحلال على المنتجات الغذائية بل دخل الى السوق مستحضرات التجميل حيث تعرض العديد من شركات التجميل مستحضرات حلال اي لا تحتوي على اي مواد كحولية او دهون خنزير. وشهدت العاصمة الفرنسية في 29 و30 مارس الماضي النسخة الثامنة من معرض كبير لمواد الاغذية ومستحضرات التجميل الحلال تحت عنوان "حلال اكسبو" حيث اقيم في ارض المعارض بمنطقة "فرساي" على مساحة تقارب 800 متر مربع. واكد مدير المعرض انطوان بونيل في تصريح لوكالة الانباء الكويتية "كونا" ان المعرض يهدف الى توضيح منتجات الحلال في الاسواق الفرنسية والاوروبية ويستهدف المهتمين في مجال توزيع منتجات وخدمات الحلال في اوروبا. وذكر بونيل انه تم خلال المعرض عرض مجموعة كبيرة من الاغذية الصحية عالية الجودة والمنتجات غير الغذائية التي تحترم المتطلبات الثقافية والدينية الاسلامية حيث اصبح معرض حلال المكان المناسب لتسهيل التجارة بين المنتجين وقنوات التوزيع التقليدية والتجزئة والمطاعم. وقال مدير المعرض ان "سوق الحلال سوقا مزدهرا بالفعل وهو يقدم كل عام منتجات جديدة غيرت كثيرا من سوق المنتجات الطازجة التي تباع في الاسواق التقليدية منذ 15 عاما" موضحا انه في الوقت الحاضر يمكن للمستهلك المسلم شرب مشروبات الطاقة الحلال واكل الحلويات وملابس ومستحضرات التجميل. واضاف "انه يصعب على الشركات الصناعية فهم سوق الحلال حيث لم يكن هناك تنظيم وتصنيف لها في فرنسا وهو ما اجبر معرض الحلال هذا العام ليكون اكثر صرامة حول الجودة والمنشأ المكتوب على المنتجات المعروضة. واوضح بونيل "يجب علينا التاكد من ان مكونات المنتجات متوافقة مع مبادئ احترام الحلال التي اقرت من قبل السلطات الدينية لذا تم الطلب هذا العام من جميع العارضين عرض الشهادات التي تفيد بذلك". وذكر ان تسمية الحلال على المنتج تؤرق القانون الفرنسي الذي يحظر تسويق منتجات لا تتوافق مع المعلومات الواردة عليها كما ان المرسوم الفرنسي لسنة 1980 ينص على انه لا يجوز التضحية بالحيوانات وفق طقوس دينية الا من قبل منظمات دينية معترف بها ومسجلة لدى وزارة الزراعة وبناء على توصية من وزير الداخلية. وقال مدير المعرض ان القانون الفرنسي ينص ايضا على ضرورة احترام المتطلبات الغذائية للمستهلكين المسلمين والامتثال الى الشروط الاوروبية. واكد ان "حلال اكسبو" في نسخته الثامنة يعزز مكانته في القارة الاوروبية وقدرته على جمع كل الثقافات المسلمة في القارة حيث استقطب عددا كبيرا من الزوار وشهد المعرض العام الماضي زيادة بنسبة 20% في العارضين و38% في نسبة الزوار. وقال بونيل ان الزوار توزعوا الى زوار اجانب بنسبة 43.7% وايضا زوار فرنسيين بنسبة 34%.