دفع غياب جهاز مركزي للإشراف علي الذبح الحلال بعض الخبراء للشك في ان الحيوانات تذبح وفقا للإجراءات السليمة التي تحددها الشريعة الاسلامية..وتشير تقديرات الي ان نسبة اللحوم التي تحمل علامة »حلال« لكنها لا تتفق مع قواعد الشريعة الاسلامية تتراوح بين 04 و08 في المئة. يعيش في فرنسا أكبر عدد من المسلمين في غرب أوروبا ويبذل المنتجون جهودا كبيرة للحصول علي حصة من سوق اللحوم الحلال التي يبلغ حجمها 5.5 مليار يورو وتقضي الشريعة بذبح الحيوانات بعد التسمية والتكبير عليها في اتجاه القبلة وبتصفية الدم تماما.. ويري علاء جافوري من معهد حلال لإدارة صناعة الغذاء في باريس ان ما يصل الي 08 في المئة من اللحوم والمنتجات الاخري التي تحمل علامة حلال يحتمل في تقديره انها غير مطابقة للمواصفات. وقال جافوري الذي يتولي تدريب القصابين والمفتشين علي طريقة الذبح الحلال »إنهم يتولون التصديق (علي المطابقة لقواعد الشريعة) بأنفسهم«. وتشير تقديرات كامل قبطان امام المسجد الكبير في ليون الي ان ما بين 04 و 54 في المئة من المنتجات الحلال التي تباع في فرنسا لم تخضع لتدقيق صارم ولم يوضح اي من الخبيرين الأسس التي بنيت عليها تقديراته. ولا توجد هيئة مركزية للاطمئنان الي مدي صحة المنتجات الحلال ولا معيار موحد يتفق عليه كل المسلمين ولذا يصعب تحديد مدي مطابقة المنتجات الحلال للمواصفات.. ولم تصرح الحكومة إلا للمساجد الكبري في باريس وليون وإيفري بالإشراف علي عمليات الذبح الحلال وإصدار شهادات بذلك لكن جماعات غير رسمية في أنحاء فرنسا تصدر موافقات لمنتجاتها.. وقالت دنيا بوزار المتخصصة في علم الاجتماع »ما نشهده هو اتجاه يخضع بالكامل لعوامل السوق لأن البعض وجدوا فرصة لتحقيق الربح« وأضافت ان عددا متزايدا من المسلمين في فرنسا يعتقدون أنهم »إذا لم يأكلوا حلالا فسيذهبون الي الجحيم«.. ويريد مجلس مسلمي فرنسا الرسمي ان تتفق مساجد البلاد وجماعاتها الإسلامية علي ميثاق وطني يحدد قواعد واضحة للذبح الحلال من اجل مساعدة المسلمين في البلاد عند اختيار مشترياتهم. ويصل حجم سوق المنتجات الحلال الي مثلي حجم سوق الأطعمة العضوية في فرنسا التي يعيش فيها خمسة ملايين مسلم يتوقع ان يزيدوا بنسبة 02 في المئة سنويا مع اتساع نطاق الطبقة المتوسطة المسلمة. وأشار استطلاع أجري حديثا الي ان 06 في المئة من المسلمين الفرنسيين يشترون بصفة منتظمة المنتجات الحلال التي تشمل الوجبات المعلبة ومستحضرات التجميل التي تصدر لها شهادات خلو من اي مكونات مستخلصة من اللحوم.. وقال الشيخ السيد شيخ نائب امام المسجد الكبير في باريس ان وضع علامة »حلال« علي الأطعمة المغلفة طريقة يتبعها المنتجون لاجتذاب المستهلكين المسلمين.. وأضاف »لكن ذلك لا يعني انهم يستطيعون ان يفعلوا ما يشاءون نحتاج إلي مجموعة واحدة من المواصفات وطريقة واحدة لإصدار الشهادات وشعار واحد«.. ويتسم الموضوع بالحساسية في وقت تريد فيه الحكومة فرض حظر كامل علي النقاب وتشديد قوانين الهجرة وتسلط القضية الضوء علي صعوبة التكيف مع مبادئ الاسلام في المجتمع الفرنسي.. وقالت الممثلة السابقة بريجيت باردو الناشطة في مجال حقوق الحيوان والمعرفة بآرائها العنصرية في تصريحات لإذاعة أوروبا 1 إن اللحوم الحلال غزت الأسواق المحلية و»ينبغي ألا تفرض علي المستهلكين الفرنسيين«. وطالب ناشطون في مجال حقوق الحيوان بمنع الطريقتين الاسلامية واليهودية في ذبح الحيوانات قائلين ان تصفية الدماء تسبب معاناة هائلة للحيوانات.