أكثر من أربعة آلاف منتج حلال في أوروبا".. "القوة الشرائية الكبيرة للمسلمين في ألمانيا وأوروبا دفعت الشركات إلى توفير منتجات الحلال".. "شركات ضخمة جمعت أموالاً طائلة من منتجات الحلال". هذه العبارات تجسد حقيقة باتت ظاهرة في الأسواق الألمانية والأوروبية، وهي انتشار المنتجات الغذائية التي تطابق أحكام الشريعة الإسلامية، مع الزيادة المتنامية لعدد المسلمين في ألمانيا وأوروبا، بحسب تقرير نشره موقع شبكة "دويتش فيلا" الألمانية الذي رصد هذه الظاهرة. وقال التقرير الذي نشرته الشبكة الخميس: يُشكل المسلمون في ألمانيا والقارة الأوروبية قوة شرائية كبيرة، مما دفع المتاجر الكبرى إلى توفير منتجات تحمل علامة "حلال"، وضرب التقرير نماذج عدة على مثل هذه المنتجات والشركات، وكيف سعت مصانع وعلامات تجارية شهيرة إلى توفير منتجات تلائم أذواق ورغبات المستهلك المسلم. وتنتشر حلوى "جومي بيرس" في ألمانيا؛ حيث يعشقها الأطفال من جميع الأصول، ولكن قاعدتها الجيلاتينية التي تؤخذ من البروتينات الحيوانية ومنها الخنزير جعلتها بعيدة عن متناول كثير من الأطفال المسلمين، مما دعا علامة "هاريبو" الألمانية الشهيرة في مجال إنتاج الحلوى منذ العام 2001 إلى إنتاج "جومي بيرس" ببروتينات ليست مأخوذة من الخنزير، كي تحمل علامة "حلال". وبحسب هاريبو، فإن خط إنتاج هذه الحلوى الحلال التي تباع في ألمانيا موجود في تركيا، إلا أن التقرير الذي نشرته موق ال"دويتش فيلا" الألماني أكد أن بيع الأغذية الحلال لم يعد مقتصرًا على المتاجر التركية، سواء في تركيا أو تلك التي يملكها مسلمون من أصول تركية في ألمانيا؛ حيث تعرض نظيرتها الألمانية بيعها بشكل متزايد. ولا تقتصر أنشطة الحلال على الحلوى؛ حيث امتدت إلى البقالة والمواد التموينية الأخرى، مع اتساع عدد الشركات التي توفر المنتجات الحلال في ألمانيا وأوروبا، فبحسب تقرير لهيئة الرقابة والترخيص لمنتجات الحلال في أوروبا، ومقرها في مدينة روزيلزهايم الألمانية، توجد400 شركة في ألمانيا توفر المنتجات الحلال. وفي هذا الإطار يقول محمود تاتاري الذي شارك في تأسيس الهيئة في العام 2001: "الاتجاه في تصاعد، والسوق ينمو بنسبة تبلغ نحو 16 في المائة سنويًا، وتقدر قيمتها حاليا بما يتراوح بين 4 مليارات و5 مليارات يورو (ما بين 5.94 إلى 7.43 مليارات دولار)". ويضيف تاتاري قائلا: "إنَّ المنتجات الغذائية تمثل نحو 90 % من المواد المرخصة، ويوجد في مختلف أنحاء أوروبا أكثر من 4 آلاف منتج حلال في السوق، وقد اكتشف تجار التجزئة (رواج) الأغذية الحلال؛ حيث تزداد طلباتهم من كبرى متاجر المواد التموينية الألمانية". وذكر تقرير "الألمانية" أن التجارة في منتجات الحلال لا تحقق ازدهارًا في ألمانيا وأوروبا فقط، بل في العالم أجمع؛ حيث تفيد التقديرات بأن المسلمين سيشكلون 30 في المائة من سكان العالم بحلول العام 2025، بحسب إحصائيات مراكز أبحاث أمريكية. وتوجد أوسع أسواق الحلال في ماليزيا وإندونيسيا والشرق الأوسط، أما في أوروبا فإن أوسعها يقع في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، مع تجاوز عدد المسلمين هناك حاجز مليون نسمة. ووفق التقديرات التي أظهرتها الهيئة التي تقوم بترخيص منتجات العديد من شركات الأغذية الأوروبية الكبرى، فإن شركات ضخمة مثل "نستله" السويسرية جمعت أموالاً طائلة من منتجات الحلال. وبحسب مصادر في الشركة السويسرية التي كانت من أوائل الشركات الأوروبية التي دخلت هذا المجال في ثمانينيات القرن الماضي، فإن منتجات الحلال شكلت 5 في المائة من عوائدها في العام 2008، وتنتج "نستله" أكثر من 300 منتج متنوع من مشروبات ومنتجات ألبان تحمل علامة "حلال". وقالت المتحدثة باسم الشركة نينا باكيس: "إنه من ضمن 456 مصنعًا ل(نستله) في جميع أنحاء العالم فإن 75 منها يحمل ترخيصًا ل "منتجات الحلال". وبحسب تقرير لمنتدى "بيو" الأمريكي للدين والحياة العامة صدر في أكتوبر الماضي، فإنَّ هناك حوالي 38 مليون مسلم في أوروبا، من بينهم أكثر من أربعة ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا وحدها، يمثلون نسبة 4.9% من إجمالي تعداد السكان البالغ 81 مليون نسمة، وغالبيتهم من أصول تركية وعراقية وفلسطينية.