محاضرة دومينيك ستراوس بجنوب أفريقيا محيط – زينب مكي
أقر صندوق النقد الدولي أنه تخلى عن فكرة "الوصفات النافعة لكل زمان ومكان" والتي كانت تدفع الدول الفقيرة وخاصة في أفريقيا إلى النظر إليه على أنه " شيطان" يعمل لإقراض الحكومات المحلية مقابل تطبيق وصفة جاهزة سلفاً.
وأشاد رئيس صندوق النقد الدولي، دومينيك ستراوس كان في حديث للشبكة "سى ان ان" الإخبارية الأمريكية على هامش محاضرة ألقاها في جنوب أفريقيا بقادة الدول الأفريقية مؤكدا أنهم أحسنوا في الفترة الماضية إدارة الاقتصاديات المحلية لدرجة جعلت القارة تتجنب الكثير من تداعيات الأزمة المالية العالمية الأخيرة.
وأضاف ستراوس كان أن فريق عمله وضع سياسات "أكثر مرونة وتراعي خصوصيات كل دولة بشكل مستقل"، مشيرا إلى أن الأموال التي ضخها الصندوق خلال الفترة الماضية بالقارة السمراء ساعدت على إنقاذ الكثير من الأرواح وتعزيز الديمقراطية وتقوية العملات المحلية لبعض الدول.
وحول مواقف الدول الأفريقية والفقرة من الصندوق قال ستراوس كان: "لقد نظر إلينا الكثيرون على أننا شياطين، وخاصة خلال العقد الماضي الذي ارتبطت فيه القروض التي قدمناها ببرامج عمل فاقمت من المشاكل، ولكننا تعلمنا من الماضي ومن الانتقادات."
فقراء افريقيا وتابع قائلاً: "الحديث عن صندوق النقد كان أمراً سيئاً في ذلك الوقت، لأن دخولنا إلى أي بلد كان يقترن بتعرضه للمشاكل الاقتصادية، علماً أن تلك المشاكل كانت سابقة لوصولنا".
وعلى صعيد أخر ، استبعد ستراوس كان أن يتدخل الصندوق لإنقاذ اليونان من أزمة الديون المتفاقمة التي تعاني منها قائلا: "يجب على الاتحاد الأوروبي أن يواجه المشكلة مع المصرف المركزي الأوروبي، وبالطبع فإن صندوق النقد سيكون سعيداً بالمساعدة إن تطلب الأمر ذلك، مع أنني أستبعد الوصول إلى هذه المرحلة لأن الأوروبيين قادرون على إنجاز الأمر".
وفي وقت سابق قال ستراوس كان خلال جلسة نقاش في جامعة نيروبي إن أفريقيا تتعافى من الأزمة الاقتصادية العالمية ويمكن أن تشهد نموا نسبته 4.5% خلال العام الجاري 2010.
ووفقا لأرقام صندوق النقد ، تراجع النمو في منطقة دول جنوب الصحراء الكبرى إلى نحو 2% بعد أن سجلت في السابق متوسط نمو نسبته بين 5 إلى 7%، مؤكدا إن الكثير من الدول الأفريقية ساهمت في تفادي الكثير من المشاكل الكبيرة من خلال تطبيق سياسات مالية جيدة قبل الأزمة لكن حذر من الإحساس بالرضا بشأنها في المستقبل.
وحذر المسئول الدولي من أن التغير المناخي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الاقتصادات الأفريقية قائلا إنه " بدون اتخاذ إجراء ، ستعاني أفريقيا بشكل أكبر من المجاعة والفيضانات ونقص الغذاء والأمراض بما قد يتسبب في مزيد من عدم الاستقرار والنزاع".