واشنطن: اجمع أكثر من 80% من الخبراء الاقتصاديين أنهم يرون نهاية النفق المظلم مؤكدين أن الركود الاقتصادي قد انتهى وأن علامات الانتعاش بدأت تظهر وبوضوح في الاقتصاد العالمي ، غير أنهم يتوقعون أن يكون هذا التعافي بطيئاً خاصة في ظل المخاوف بشأن البطالة التي وصلت لمستويات قياسية هى الأعلى منذ أكثر من 26 عاما.
وذكرت دراسة الصادرة عن "الاتحاد الوطني لاقتصاد الأعمال في الولاياتالمتحدة"، أن أكثر من 80% من الخبراء الاقتصاديين الذين شملتهم الدراسة يرون أن الركود الاقتصادي قد انتهى وأن النمو قد بدأ، محذرين من أن هذا التعافي سيكون بطيئاً في ظل استفحال المخاوف بشأن البطالة والمديونية الفيدرالية العالية.
ومن جانبه قال لين ريسر رئيس الخبراء الاقتصاديين في جامعة "بوينت لوما نازارين" والرئيس المنتخب للاتحاد الوطني لاقتصاد الأعمال" وجدت الدراسة أن الأغلبية الساحقة من خبراء الاقتصاد في الشركات تعتقد بأن الركود قد انتهى بيد أن التعافي الاقتصادي من المرجح أن يكون أكثر تواضعاً من التعافيات التي كان يشهدها الناس في أعقاب التراجعات الحادة".
ولفتت الدراسة التي أوردت صحيفة "الاقتصادية" الإلكترونية أجزاء منها إلى أن الخبراء حسنوا نظرتهم الاقتصادية بالنسبة لعدة الفصول المقبلة، غير أنهم حذروا من أن تظل معدلات البطالة والعجز الاتحادي عالية خلال العام المقبل.
ويتوقع الاقتصاديون الآن أن ينمو الاقتصاد مقاساً بالناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.9% في النصف الثاني من العام الجاري، بعد التراجع الذي شهده على مدى أربعة فصول متتالية لأول مرة حسب السجلات التي تعود إلى عام 1947، كما توقعوا نمواً بنسبة 3% عام 2010. وتتوقع الدراسة أن يظل معدل العاطلين عن العمل عالياً لأن أصحاب العمل ما زالوا يتوخون الحذر، حيث ارتفع معدل البطالة بحسب وزارة العمل الأمريكية هذا الشهر من 9.7% إلى 9.8% في سبتمبر، وهو يعتبر ذلك أعلى معدل في 26 عاماً.
ورجح الاقتصاديون أن يستمر معدل البطالة في الارتفاع ليصل إلى 10% في الربع الأول من العام المقبل، قبل أن يتراجع إلى 9.5% مع نهاية عام 2010، وقد تسبب الركود الذي يعتبر الأسوأ منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي في فقدان 702 مليون وظيفة، وقد تم الإعلان في الأسبوع الماضي عن إجراء تخفيضات أخرى في الوظائف.
كما يرجح أن تقلل المخاوف بشأن البطالة من الإنفاق الأسري، حيث شهد معدل الإنفاق الاستهلاكي الشخصي ارتفاعا في النصف الثاني من هذا العام، ولكن يتوقع أن يظل منخفضاً عام 2010، ومع ذلك لا يتوقع أن يدخر الأمريكيون بالقدر الذي كانوا يدخرونه في العقود الماضية، إذ من المتوقع أن يتجاوز معدل الادخار متوسط الأعوام الأربعة الماضية الذي بلغت نسبته 2% ولكنه سيقل عن متوسط 9% في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
ويعد تعافي قطاع الإسكان نقطة مشرقة، إذ يتوقع الاقتصاديون أن يكون 2010 أول عام منذ 2005 يسهم فيه قطاع الإسكان في النمو الكلي، حيث يرجح أن ترتفع أسعار المنازل بنسبة 2% خلال عام 2010، ولكن أعضاء المجلس الوطني لاقتصاد الأعمال لا يعتقدون أن ذلك سيعوق تعافي قطاع الإسكان.
كما يتوقع أن يظل معدل التضخم متدنياً بسبب ضعف سوق العمل وغيره من العوامل، وعليه فإن الهيئة الاستشارية للمجلس الوطني لاقتصاد الأعمال - الذي يضم 44 خبيراً اقتصادياً شملتهم الدراسة - تتوقع أن يظل سعر الفائدة على الأموال الاتحادية عند مستواه القياسي الأدنى حالياً قريباً من الصفر حتى أواخر فصل الربيع المقبل قبل أن يبدأ في الارتفاع التدريجي.