حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من تحول أزمة الاقتصاد الأمريكي الراهنة إلى كارثة إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها مطالبا أعضاء الكونجرس بتجاوز خلافاتهم والموافقة على خطة الانقاذ الاقتصادي التي تفوق قيمتها 827 مليار دولار دون اي تأخير خلال الأسبوع الجاري. ودعا أوباما في مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض الكونجرس الأمريكي لإقرار خطة تحفيز وإنعاش الاقتصاد الأمريكي التي اقترحها من أجل إيجاد أربعة ملايين فرصة عمل ودفع حركة النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة والاستثمار في قطاعات الطاقة والرعاية الصحية والتجهيزات الأساسية. وأكد أهمية إعادة الثقة في النظام المصرفي وتوفير القروض للمستهلكين وقطاع العمل في الولاياتالمتحدة. وقال اوباما في كلمته التي اوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إن الحكومة الفيدرالية هي الكيان الوحيد الذي يستطيع ان يعيد الاقتصاد الامريكى الى الحياة مع ضعف القطاع الخاص بسبب الركود الاقتصادي. واضاف ان الحكومة الفيدرالية وحدها القادرة على كسر الحلقة المفرغة التي تؤدي إلى فقدان فرص العمل للشعب وانفاق أموال أقل ما يؤدي الى مزيد من تسريح العمال وكسر تلك الحلقة هو بالضبط ما تهدف اليه هذه الخطة. واشار الى ان الخطة تتضمن توفير 2500 دولار ائتمان ضريبي لهؤلاء الذين يكافحون من أجل دفع تكاليف الدراسة الجامعية وتخفيف ما قيمته 1000 دولار من الضرائب عن الطبقة المتوسطة. وستسهم هذه الخطة التي تجمع ما بين استقطاعات تبلغ قيمتها مئات المليارات من الضرائب لصالح ابناء الطبقة المتوسطة مع الاستثمارات المباشرة في مجالات مثل الرعاية الصحية والطاقة والتعليم والبنية التحتية في الحفاظ على الوظائف وخلق فرص عمل جديدة وشركات جديدة مما يساعد الاقتصاد الامريكي على النمو من جديد في الوقت الحاضر وفي المستقبل. وقال الرئيس إن أكثر من 90% من فرص العمل التي تخلقها هذه الخطة ستكون في القطاع الخاص بما في ذلك "فرصة عمل لبناء توربينات عمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية وانتاج السيارات التي تستهلك كمية اقل من الوقود. واضاف ان ذلك سوف يقلل من الاعتماد على النفط الأجنبي وتحديث تكلفة نظام الرعاية الصحية التي توفر المليارات من الدولارات وتنقذ عددا لا يحصى من الأرواح. وقد سجلت أعداد الطلبات الجديدة المقدمة للحصول على اعانات بطالة في الولاياتالمتحدة اعلى مستوى لها منذ 26 عاما في ظل استمرار استمرار فقدان المزيد من الوظائف في سوق العمل بفضل الاداء السلبي المتواصل للاقتصاد الأمريكي. وقالت وزارة العمل الأمريكية في تقرير لها إن عدد المتقدمين لاول مرة للحصول على اعانات بطالة ارتفع في الاسبوع الأخير من شهر يناير الماضي بواقع 35 ألف شخص ليصل الى 626 ألفا مما يشكل اعلى معدل لطلب اعانات البطالة منذ نهاية اكتوبر عام 1982. واضاف التقرير ان عدد العاطلين عن العمل الذين يتلقون اعانات بطالة بلغ 4.79 مليون شخص وهو ما يشكل اعلى مستوى تم تسجيله على الاطلاق. وقد ادت الارقام الجديدة التي تشير الى استمرار زيادة معدل البطالة الأمريكي على نحو غير مسبوق الى استجابة سيئة في بورصة نيويورك رغم تقرير حكومي اظهر زيادة مستوى الانتاجية بنسبة 3.2% في الربع الاخير من العام الماضي على نحو يشكل ضعف توقعات المحللين لتلك الفترة. وعلى صعيد تداعيات الأزمة المالية الراهنة فقد أكد رئيس صندوق النقد الدولي شتراوس كان أن اقتصدايات الدول المتقدمة دخلت بالفعل مرحلة "الكساد" في الوقت الذي قد تتزايد فيه حدة الأزمة المالية إلا إذا ما تم إصلاح النظام المصرفي. وأشار إلى أن خطط التحفيز الاقتصادي بمفردها لن تنجح في انتشال الاقتصاد العالمي من الركود ما لم تصحبها إجراءات لإعادة الثقة للنظام المصرفي.