يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحشد تأييد لخطة تحفيز قيمتها 825 مليار دولار وسط معارضة بعض المشرعين، وتعهد بتوفير فرص عمل جديدة وتحسين الرعاية الصحية وارساء الاسس لمستقبل يعتمد على مصادر الطاقة النظيفة. ولفت السبت في أول خطاب اذاعي أسبوعي الى ان عدد المتقدمين للحصول على اعانات بطالة خلال الاسبوع الاخير من ديسمبر/ كانون الثاني 2009 يعد الاعلى في 26 عاما محذرا من أن نسبة البطالة قد تصل الى أرقام في خانة العشرات وأن الاقتصاد قد ينكمش تريليون دولار عن طاقته القصوى ما لم التحرك سريعا. وقال الرئيس الجديد "ما لم نتحرك بجرأة وبسرعة فقد يصبح الوضع السيء أشد سوءا" وتوقع توقيع خطة للتعافي الاقتصادي لكي تصبح قانونا ساريا في غضون شهر. ومن المنتظر ان ينشر البيت الابيض في الساعة 1100 بتوقيت جرينتش، تقريرا يضع "النقاط على الحروف" فيما يتعلق بخطة التحفيز التي سبق أن أعلنها أوباما. وتوقع الرئيس الامريكي ان تعمل خطة الانعاش الاقتصادي على انقاذ او خلق من 3 ملايين الى 4 ملايين وظيفة وتستثمر في أولويات مثل تطوير الطاقة النظيفة والتعليم وتحسين كفاءة الرعاية الصحية. وقال أوباما انه يعتزم مضاعفة قدرة بلاده على توليد الطاقة من مصادر متجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوي وتناول أيضا بناء شبكة كهرباء جديدة بخطوط وصل طولها 4828 كيلومترا. وفي سياق متصل، لفت الى انه يعمل على التوفير على دافعي الضرائب ملياري دولار سنويا عن طريق جعل 75% من المباني الاتحادية أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، وتوفير 350 دولارا على الاسرة العاملة في فواتير الطاقة عن طريق حماية 2.5 مليون منزل من العوامل الجوية. وقال الرئيس ان برنامج الانعاش الاقتصادي يشمل تمويلا لحوسبة السجلات الصحية للبلاد وهو ما من شأنه وفير مليارات الدولارات من تكاليف الرعاية الصحية وينقذ أرواحا لا تحصى. ويتضمن برنامج الانعاش أكبر استثمار منفرد في الرعاية الصحية الوقائية في تاريخ امريكا لضمان حصول الناس على التطعيمات والمساعدة على الاقلاع عن التدخين والحد من البدانة. وقال أوباما ان خطة التحفيز تشمل تمويلا لتحديث أو تجديد 10 الاف مدرسة واقراض 4 ملايين طالب جامعي. ومن المقرر كذلك أن تخدم اموال الانقاذ اصلاح الطرق الامريكية والتوسع في نظم النقل الجماعي وتحسين الاجراءات الامنية في 90 ميناء رئيسيا بالولاياتالمتحدة وبناء شبكات اتصالات أكثر كفاءة للشرطة وسائر أجهزة الامن والسلامة. ولفت الرئيس الامريكي الرابع والاربعون الى ان البعض يساوره شكوك بشأن حجم ونطاق خطة الانعاش، لهذا تعتزم ادارته نشر تفاصيل برامج الانفاق على موقع الكتروني يخصص لهذا الغرض لضمان الخضوع للمساءلة والشفافية. وتولى أوباما مهام الرئاسة الثلاثاء في خضم أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها الولاياتالمتحدة منذ الكساد العظيم. وواصل خطابه الاذاعي الدعوة التي بدأها مطلع يناير/ كانون الثاني 2009 للفوز بموافقة الكونجرس سريعا على مشروع قانون لانفاق 825 مليار دولار يأمل أن ينتشل الاقتصاد من الركود. وكان أوباما التقى قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في البيت الابيض الجمعة ويعتزم لقاء المشرعين الجمهوريين في مقر الكونجرس الثلاثاء في محاولة لبناء توافق اراء حول الخطة ورأب الصدع الحزبي الذي قسم واشنطن لسنوات. (رويترز)