خوفا من سيطرة الأجانب.. دعوة لإقامة صناديق سيادية أوروبية الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى في الوقت الذي ما زالت تعاني فيه أوربا والولايات المتحدة من ويلات الأزمة المالية التي كادت تعصف بالنظام الاقتصادي العالمي حتى دفعت الكثير من البنوك الغربية إلى حافة الانهيار ومن ثم دفعت الحكومات نحو إنفاق مليارات الدولارات لاستعادة الاستقرار والثقة، دعت فرنسا دول الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة إقامة صناديق ثروات سيادية خاصة بهم لشراء أسهم البنوك التي تعانى من مصاعب, مبديه تشككها في صناديق الثروات السيادية التي تقيمها الدول الخليجية وروسيا. واقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي ضرورة إقامة صناديق ثروات سيادية خاصة بهم لشراء أسهم البنوك التي وقعت فريسة للازمة المالية التي أجمع الخبراء أنها الأسوأ منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين. ونقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن ساركوزى أن صناديق الثروات السيادية لابد أن تقيمها كل دولة عضو على حدة كاستجابة للازمة المالية , في إشارة إلى منع البنوك الأوروبية والشركات الاستراتيجية التي أضعفتها الأزمة المالية من الوقوع في أيد أجنبية في أعقاب الأزمة. وكان تقرير لمجموعة (سي بي ريتشارد إليس) العالمية،قد توقع أن تتجه بوصلة صناديق الثروات السيادية الخليجية إلى أسواق العقارات في أميركا وأوروبا وبريطانيا، مستفيدة من الأسعار المغرية التي وصلت إليها السوق في الغرب، نتيجة أزمة الرهن العقاري. ونقلت صحيفة "الأنوار" اللبنانية عن التقرير أن الصناديق السيادية سوف تصبح أحد أهم المستثمرين في أسواق العقارات التجارية مع إمكان استثمار نحو 725 مليار دولار على مدى السنوات السبع المقبلة. ويساند ساركوزى الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي منذ زمن تقوية دور حكومات منطقة اليورو في إدارة عملتهم الموحدة وهو ما ينبغي أن يتعامل معه البنك المركزي الأوروبي في استقلالية. وعلى صعيد متصل صرح الرئيس الفرنسي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو للبرلمان الأوروبي في إستراسبورج في فرنسا بأنهما سيدعوان الصين والهند، أكبر اقتصادين صاعدين، للمشاركة في قمة العالم المنتظرة حول إصلاح النظام المالي العالمي. وقال ساركوزى في إشارة إلى القمة القادمة المتعلقة بالإصلاح المحتمل للنظام المالي العالمي لمنع تكرار الأزمة المالية "إنني سأذهب مع باروزو لزيارة الصين والهدف هو أيضا إقناع كل من الصين والهند بالمشاركة في هذه القمة". ومن جانبه افق الرئيس الأمريكى جورج دبليو. بوش عقب اجتماع عقده مع ساركوزى وباروزو فى منتجع "كامب دافيد" مطلع الأسبوع الجاري على استضافة قمة عالمية حول الأزمة المالية من المتوقع عقدها عقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 4 نوفمبر بفترة وجيزة. وقال ساركوزى أن هذه القمة ينبغي أن تضم مجموعة الدول الثماني الصناعية والاقتصادات الخمسة الكبرى الصاعدة بقيادة الصين والهند، مؤكدا أن الأزمة المالية ذات طبيعة عالمية لذلك تستلزم حلولا عالمية.