قبل ساعات من بدء اجتماع دولي استبقته احتجاجات عالمية غير مسبوقة، سعي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإنقاذ مباحثات قادة مجموعة العشرين التي تستضيفها بلاده اليوم وتهدف لإحتواء أزمة مالية تنذر بإنكماش عالمي. وكان قرار الحكومة اليونانية امس الأول بإجراء إستفتاء حول اتفاق أخير مع القادة الأوروبيين في بروكسل برفع قيمة المساعدات الي 130 مليار يورو مقابل شطب نصف ديون اليونان والدفع بمزيد من إجراءات التقشف قد أحدث صدمة في البورصات اليونانية والأوروبية وسط مخاوف بشأن الإستقرار السياسي في أثينا. وجاء اجتماع ساركوزي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومسئولين من الاتحاد الأوروبي ومديرة صندوق النقد الدولي قبل اخر ينضم له رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بعد انهيار شهدته أسواق المال الأوروبية والعالمية أعقب الإعلان اليوناني. وبحسب محللين كانت قمة العشرين التي تعقد في مدينة "كان" فرصة لأن تظهر أوروبا للعالم تمكنها من السيطرة علي أزمة صعبة وانها وضعت نهجا قويا لاحتواء تلك الأزمة. لكن الخطوة التي أقدم عليها باباندريو ستحرج ساركوزي الذي يحاول اقناع دول صاعدة كبيرة مثل الصين والهند بمد شريان حياة مالي لمنطقة اليورو. ويؤدي قرار باباندريو الي أسابيع من عدم اليقين في وقت تتوق فيه منطقة اليورو التي تضم 17 دولة الي فترة هدوء لتنفيذ اجراءات الإنقاذ التي تم الاتفاق عليها للتغلب علي أزمة الديون السيادية التي تكبلها. وفي أثينا حصل باباندريو امس علي دعم حكومته لخططه بإجراء الاستفتاء لكن يبقي أمامه اقناع زعماء منطقة اليورو. وكان بعض النواب في حزب باباندريو قد دعوه للاستقالة متهمين إياه بتعريض عضوية اليونان في منطقة اليورو للخطر بقراره الذي اعتبروه "صادما". لكن دعم الحكومة لباباندريو يمهله بعض الوقت قبل تصويت في البرلمان غدا الجمعة علي الثقة بحكومته. وفي كلمة نادرة قال ساركوزي من أمام قصر الاليزية "فاجأ هذا الاعلان أوروبا كلها.. الخطة.. هي السبيل الوحيد لحل مشكلة الديون في اليونان." وفي ايطاليا اعتبر رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني ان قرار أثينا بمثابة "الخيار غير المتوقع الذي يرسل مؤشرات سلبية للمستثمرين". وفي ألمانيا دعا وزير المال الالماني فولجانج شويبله اليونان الي تبديد الشكوك "في اسرع وقت ممكن بشأن الطريق التي ترغب في سلوكها" بعد الاعلان عن اجراء الاستفتاء. في تلك الأثناء قال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي ان بنوك التنمية يمكن أن توفر تمويلا يصل الي مائتي مليار دولار لمساعدة البلدان الفقيرة علي التعامل مع الصدمات الناتجة عن أزمة الديون السيادية الاوروبية. وأمام إحتجاجات استبقت القمة بأيام تحول منتجع "كان" الساحلي الي معسكر حصين استعدادا للقمة.