"أوبك": انتعاش الدولار يعود بأسعار النفط نحو ال70 دولارا شكيب خليل رئيس أوبك توقع شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري والرئيس الحالي لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" تراجع أسعار النفط إلى مستوى يتراوح بين 70 و 80 دولار للبرميل إذا ما تعزز سعر الدولار الأمريكي وتلاشت التوترات الجيوسياسية. وقال خليل في تصريح بثته الإذاعة الجزائرية أنه إذا تعزز سعر صرف الدولار ووجد الملف النووي الإيراني المتعثر طريقه إلى الحل ستتجه أسعار النفط نحو مستوى 70 إلى 80 دولار للبرميل. وأضاف في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن أسعار النفط قد تراجعت إلى مستوى ال 125 دولار للبرميل نهاية الأسبوع الماضي في الأسواق العالمية بعد أن سجلت رقما قياسيا في 11 يوليو عندما وصل الخام إلى أكثر من 147 دولارا للبرميل. من جهة أخرى أشار خليل إلى أن دول منظمة "أوبك" قررت عقد اجتماع استثنائي في الجزائر في ال17 من شهر ديسمبر المقبل لبحث أسعار النفط والتطورات الراهنة للأسواق النفطية. تراجع أسعار النفط مقرونة بارتفاع الدولار وعلى صعيد متصل، فقد واصلت أسعار النفط تراجعها للأسبوع الثاني لتستقر دون مستوى ال 125 دولار في ظل عودة العوامل الأساسية المؤثرة في اتجاهات السوق متمثلة في مستويات العرض والطلب لتفرض ضغوطا على حركة الأسعار. وتقدر نسبة تراجع أسعار النفط الخام في بورصتى نيويورك للسلع ولندن بحوالي 16% على مدى الأسبوعيين الأخيريين مقارنة بالمستويات القياسية المسجلة في وقت سابق من الشهر الجاري حينما تجاوز الخام مستوى ال 147 دولار للبرميل. وقد أنهت أسعار النفط تداولات الأسبوع في الأسواق على أدنى مستويات لها منذ نحو 7 أسابيع حيث أظهرت تقديرات مبدئية ارتفاع انتاج "أوبك" بنحو 200 ألف برميل يوميا خلال الشهر الحالي وذلك في إطار مساعي المنظمة لتهدئة الأسعار والحفاظ على توزان السوق. وتأتي انخفاضات سعر النفط خلال الأيام الأخيرة في ضوء الانتعاش الملحوظ لسعر الدولار، حيث وصل اليورو لأدنى مستوياته منذ نحو أسبوعين، الأمر الذي كان له تأثيره بشكل عام على اتجاه أسعار السلع الأولية ومن بينها المعدن الأصفر. ارتفاع اسعار البترول ومن ناحية أخرى، فقد فرض ملف إيران النووي تأثيره على اتجاهات السوق البترولي لترتفع أسعار النفط من جديد فوق مستوى ال130 دولارا الأسبوع الماضي. فعلى الرغم من مؤشرات انكماش الطلب العالمي، أبدت أسعار النفط تجاوبا مع بداية الأسبوع الماضي لضغوط العامل الجيوسياسي في ظل عدم إحراز تقدم واضح خلال محادثات جنيف الأخيرة حيث ما زال ينتظر رد طهران على مطالب الدول الغربية بوقف برنامجها النووي. وأشارت شبكة بلومبرج الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلى أن هذا الانتعاش النسبي لأسعار النفط يأتي بعد انخفاضات الأسبوع قبل الماضي التي قدرت بأكثر من 15 دولار وذلك في ضوء أيضا احتمالات تأثر مستويات المعروض بالسوق الأمريكي نتيجة العاصفة الاستوائية المتجهة لمنطقة خليج المكسيك التي تسهم بنحو 25 % من إجمالي الإنتاج الأمريكي للنفط. وقد كان لتداعيات أزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة متمثلة في تقلبات أسواق المال وضعف سعر الدولار دورها في الارتفاعات المتلاحقة لأسعار النفط والتي وصلت لمستويات غير مسبوقة كان آخرها تجاوز ال145 دولار رغم مظاهر تباطؤ النمو العالمي وتراجع حجم الطلب على الطاقة خاصة على مستوى الاقتصاديات الصناعية.