أثار إعلان كل من كوريا الجنوبية والصين وفنزويلا، حظر استيراد الجبنة الموزاريلا إيطالية الصنع بعد الفحوصات التي أثبتت أحتوائها على كميات كبيرة من مادة "الديوكسين" المسببة للسرطان، حالة من الهلع الشديد على المستوى العالمي. من جانبها صرحت إيطاليا في بداية هذا الأسبوع : "أن بعض الموزاريلا من منطقة كامبانيا الجنوبية، تحتوي على مستويات من الديوكسين أكثر من المسموح بها" وأرجعت ذلك إلى تلوث العلف الذي قدم لقطعان جاموس البافالو التي تنتج أفضل أنواع الحليب لصنع الموزاريلا، ومن المحتمل أن يكون من جانب افراد عصابات متورطين في عمليات تخلص من نفايات بصورة غير قانونية. وقالت جمعية المزارعين الايطاليين "كولديريتي" في بيان لها، إنه ومنذ تفجر هذه المخاوف، فإن القطاع يخسر 790 ألف دولار كل يوم، كما تراجعت مبيعات هذا الصنف من الجبن بين 25 إلى 60 %، بينما ستأخذ مسالة إعادة المبيعات إلى مستوياتها السابقة قرابة شهر. وحول أثر الموزريلا التي يعتبر المكون الأساس لأنواع البيتزا المختلفة في مصر صرح المهندس حاتم صلاح عضو غرفة الصناعات الغذائية المصرية أن هذا النوع من الجبن يصنع بالكامل محليا ماعدا كميات ضئيلة جدا لا تتعدا ال 2% يتم استيرادها من فرنسا. وأضاف حاتم صلاح أن الموزريلا المصنعة محليا خاضعة للرقابة التامة وخاليا تماما من أي نوع من أنواع المواد الكيماوية المضرة. وجدير بالذكر أن مادة الديوكسين تعتبر أحد أهم وأخطر المواد الكمياوية وأكثرها سموماً وخطورة وتأثيرًا على صحة الإنسان، وتكمن خطورتها في أنه يتكوَّن كمادة وسيطة أثناء تحضير بعض الصناعات البتروكمياوية، وتنتقل هذه المادة شديدة السمية إلى الأسماك والحيوانات والماشية واللحوم والطيور ومنتجات الألبان، وتختزن هذه المادة السامة في دهون هذه الكائنات، وعندما يأكلها الإنسان تنتقل إليه وتترسب في الدهون المختزنة في جسمه؛ وتسبِّب له كل الآثار الصحية والبيئية السلبية التي تنجم عنها. كما تكمن الخطورة في أن هذه المادة غير قابلة للتكسير أو الذوبان بأي شكل من الأشكال، ولا تتغذَّى عليها أي من البكتريا المتكافلة الموجودة في الطبيعة؛ فبمجرد أن تتكون تبقى في البيئة، وتنتقل من وسط إلى آخر حتى تصل إلى الإنسان، تُحدث تأثيراتها المدمرة فيه على مر السنوات الطويلة بصورة تدريجية، وتزيد هذه الآثار المدمرة كلما زادت كثافة هذه المادة المسرطنة. ومن الآثار الصحية التي تنجم عن التسمم بمادة "الديوكسين" الأورام السرطانية المختلفة التي تنتشر في أماكن متعددة من جسم الإنسان خاصة الجهاز الهضمي والليمفاوي وسرطان الدم "اللوكيميا"، كما تسبب مادة الديوكسين بعض التغيرات الجذرية في درجة ذكاء واستيعاب وتعلم الإنسان خاصة الأطفال وتغير سلوكياتهم وإصابتهم بأمراض نفسية وعصبية خطيرة. كذلك تسبب مادة الديوكسين خللاً ونقصاً أو ضعفاً في كفاءة الجهاز المناعي؛ مما يؤدي إلى تكرار الإصابة بالأمراض المعدية المختلفة، والحساسية وأمراض المناعة الذاتية.