ها نحن اليوم في أول أيام عيد الفطر المبارك اعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالخير واليمن والبركات وقد جاءت فاتورة بيزنس العيد بمزيد من المعاناة للأسر «المعثرة» جراء احتياجات العيد من ملابس وكعك ومناسبات اجتماعية. فبعد أيام سبقت العيد في السوق وعلى أصوات الباعة ازداد أمر الأسعار تعقيداً، فلكل يوم أسعاره ولكل منطقة أيضاً أسعارها، وكل الطرق تؤدي إلى جيب المواطن المكتوي أصلاً بنار الأسعار. قبل العيد تشهد الأسواق في معظم أسواق الدول والبلدان الإسلامية ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وبين الارتفاع العالمي واستغلال بعض التجار أصحاب النفوس الضعيفة، ضاع المواطن الغلبان وبدت حيرته سقفها عال. وفي هذا الصدد يقول حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية سابقاَ إن فاتورة بيزنس الفطر جاءت ليتصدرها "الكعك" حيث يبلغ انفاق المصريين على سبيل المثال ما يقدر بنحو 1.8 مليار جنيه بمتوسط انفاق 100 جنيه لكل أسرة. وأضاف أنه إذا ما تم حساب الفاتورة بشكل أشمل فإننا بصدد 4.5 مليار جنيه قيمة بيزنس العيد ووسائل الترفيه والتسلسة وإيجار السيارات . ورغم ضخامة المبلغ إلا أن عبد العظيم لا يستبعد أن يصل إلى أكثر من ذلك مع أوجه أخرى لم يتم حسابها، مشيراً إلى أن الأعياد تمثل دائماً مصدر إنفاق لجميع الأسر بمختلف مستوياتها . رابح آخر مستفيد من قدوم العيد وهم تجار السمك فبعد شهر رمضان تهفو نفوس المصريين للأسماك فأطباقها ندر ما توجد على مائدة رمضان، مما يجعلهم يعودون إليها في العيد بالأحضان. ومن المتوقع أيضاً أن تشهد سوق ألعاب الأطفال في العيد انتعاشا وزيادة في المبيعات، إذ أن الطلب على الألعاب يرتفع في العيد لما له من خصوصية لدى الاطفال، خصوصا أن غالبيتهم يأخذون "عيدياتهم" ويتوجهون لشراء الألعاب. وعلى العكس من ذلك، ينسحب الركود على سوق الذهب الذي يشكو أصلا من تراجع المبيعات، ولا يختلف الطلب على الذهب في العيد هذا العام كثيراً عن الأيام العادية، خصوصا في ظل ارتفاع أسعاره العالمية والمحلية. وقد يقتصر الطلب على قطع صغيرة وبسيطة ليست ذات قيمة، ولا يمكن الحكم بأن هناك ارتفاعا في الطلب على الذهب في العيد. من ناحية أخرى وتحديداً نظرة إلى غزة التي يبدو فيها العيد مختلفاً بعض الشيء حيث تحولت كلمة "عيد بأية حال عدت يا عيد ، بما مضى أم لأمر فيك تجديد" ، إلى لازمة على الألسنة ، فيما يذهب البعض إلى أن العيد للصغار وليس للكبار الذين تزدحم حياتهم بالهموم والواجبات التي يأتي العيد ليضيف إليها أعباء جديدة ، لاسيما لذوي الدخل المحدود في ظل الحصار المفروض. واستقبل مواطنو غزة بمختلف شرائحهم عيد الفطر ومتطلبات الاحتفاء به بفتور غير مسبوق، فالموظف الذي تلقى اخيرا راتبه ونسبة من مستحقاته المتأخرة منذ عام ونصف العام وجد نفسه مضطرا لقبول ما هو معروض من ملابس مضى على تكدسها في مخازن التجار أكثر من عام. وليس هناك من تاجر تمكن من استيراد اية بضائع جديدة منذ إغلاق معابر قطاع غزة في أعقاب بسط حماس لسيطرتها التامة على قطاع غزة. أما المتعطلون عن العمل ومن تلقى منهم اخيرا مساعدة مالية سواء من قبل السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس وحكومة الدكتور سلام فياض او من قبل رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية فلم يجد كلاهما ضالته في إدخال البهجة على ابنائه بشراء ملابس جديدة قديمة الصنع لارتفاع أسعارها فالمبلغ الذي تلقاه 400 شيكل" 100 دولار" لا يفي بشراء لوازم العيد من ملبس ومأكل ومشرب.