يكشف الصحفي الأميركي هومان مجد في كتابه الصادر مؤخرا "آية الله يلتمس الاختلاف" ما يصفه بالتناقض الكبير بين السياسات الداخلية والخارجية لجمهورية إيران الإسلامية، وبالأخص في تعاملها مع الولاياتالمتحدة الأميركية. ويشير المؤلف إلى أن حفيد آية الله العظمى ونجل دبلوماسي إيراني، أصبحوا الآن "مواطنين أميركيين" كما يجمع معلومات داخلية حول كيف تعمل إيران بقدرة استثنائية على شرح تاريخها وهوسها للقراء الغربيين. وبحسب صحيفة "القبس" الكويتية ففي الكتاب يرسم المؤلف هومان مجد صورة للدولة التي "تفتخر بميراثها الفارسي، وتربكها حالتها الخارجية، وتزدري فكرة أن تقوم الولاياتالمتحدة بإملائها كيف تقوم بالتعامل مع المجتمع الدولي". يظهر المؤلف ميراث التناقضات في الشخصية الإيرانية التي أربكت الأميركيين على مدى أكثر من ثلاثين عاما. حيث يلتقي مع مسئولين حكوميين تم تحديهم في القصر الرئاسي، وبحذر شديد يتوجه إلى احتفالات عاشوراء حيث يضرب الإيرانيون أنفسهم بالسياط. عبر جميع هذه الصور المتناقضة يأخذ المؤلف مجد القراء في جولة نادرة في إيران ويشركهم في مشاهدات حول إرثها المعقد. حيث يعتبر إيران دولة مسلمة، دولة شيعية، وربما فوق كل ذلك دولة فارسية. ويظهر مجد بأنه حيث أن الشيعة تميزهم عقدة المنزلة الدنيا والفرس تميزهم عقدة التفوق، فإن الإيرانيين مخلصون بشكل عنيف لحماية حقوقهم، العامل الذي أسهم في تصلبهم بخصوص البرامج النووية. ووفق الصحيفة ، فالكتاب يظهر أنه على الرغم من مركزية إيران بالنسبة للمصالح الأمنية الأميركية والتغطية الواسعة التي تلقاها إيران في الاعلام الغربي، فإن الدولة تبقى أحجية ولغزا بالنسبة لمعظم الأميركيين. وذلك جزئيا لان الكثير من الشعب في الولاياتالمتحدة يميل الى مساواة إيران المعاصرة مع حكومتها الدينية و/أو بيان الشعب اللاذع للرئيس. إلا انه وكما يشير مجد فإن إيران هي مجتمع معقد يضم مجموعة محدودة من الطبقة الوسطى المتعلمة وشبابا أصبحت نظرتهم الحضارية المتكلفة والعالمية مدفونة تحت انهيار ثلجي من الحملات الدعائية التي تخرج عن حكام الدولة الثيوقراطيين والمعلقين في الاعلام الأميركي