صرح مؤخرا الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي أن روايته الجديدة "ساحرة فلورنسيا"، تعرض لوجهة نظر مغايرة لتلك التي عرفت عن ميكيافيلي. وأكد الكاتب - المعروف برواياته المسيئة للإسلام - رؤيته عن الرواية في كلمته التي ألقاها مؤخرا في مكتبة برشلونة بصحبة الكاتب الإسباني خوان جابرييل باثكيث وفي إطار الحلقات التي تنظمها المكتبة بين الكتاب والقراء بعنوان "قيمة الكلمة". ويعرض سلمان في روايته قصة مستوحاة من شخصيات تاريخية، الامبراطور الهندي أكبر، وأميرة فلورنسيا الأجمل على مستوى العالم، والتي تعود إلى الفترة ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر. وأشار رشدي في حديثه وفق "ألف ياء" إلى أنه بدأ في نظم روايته منطلقا من فكرة الاختلافات الجذرية بين الشرق والغرب، إلا أنه بعد ذلك ومع تطور بنية وكيان العمل اكتشف أن الرواية تبرز التشابه بين العالمين، وليس التناقض بينهما مبديا وجهة نظر متعاطفة مع رؤية ميكيافيلي. وأضاف رشدي أن فكرة العمل استغرقت البحث في النصوص التاريخية لمدة عشر سنوات، وهو ما قام به بالتوازي مع كتابته لأعماله الأخرى. يذكر أن الصحف العربية اهتمت برواية رشدي الأخيرة "ساحرة فلورنسا" الصادرة عن دار كيب والتي تتحدث عن شاب إيطالي يدخل مدينة "فتحبور سيكري" الغنية المبنية من حجر الرمل، والتي رصعت أبراجها بالعاج. يبهر الفلورنسي أرغاليا الملك أكبر بحكاياته عن جمال كاراكوز التي تفتن الرجال الأقوياء بمن فيهم شاه الفرس المغرور الذي لا يفطن إلى "استقلال جمالها الكبير الذي لا يستطيع رجل امتلاكه، والذي امتلك نفسه، ومال حيث أحب مثل الريح". ووفق صحيفة "الحياة" اللندنية يمزج الكاتب القص التاريخي بالخرافة، كان عهد الملك "أكبر" ليبيرالياً بالنسبة إلى القرن السادس عشر، وحاول سليل الأتراك المسلمين الذين احتلوا الهند توحيدها، وسمح بالنقاش الحر في بلاطه. على أن حلمه بتوحيد القبائل والأعراق والأديان انتهى معه في الوقت الذي كانت أوروبا تبدأ بالتحرر من قبضة الكنيسة. وذكرت صحيفة "الحياة" أن من شخصيات الرواية الحقيقية نيكولو ماكيافيلي الذي يحرره رشدي من سمعته السيئة، ويقصر جريمته على رصد التآمر والخداع في السياسة لا التحريض عليهما. يذكر أن العالم الإسلامي استنكر منح الملكة البريطانية إليزابيث الثانية للمؤلف سلمان رشدي لقب "فارس" فهو صاحب رواية "آيات شيطانية " التي يهزأ الكاتب فيها برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وبزوجاته وبالمقدسات الإسلامية والأنبياء والملائكة بصورة فجة، ويجري على ألسنتهم الشريفة الألفاظ النابية، حتى أنه لم يكتب بالرموز وإنما تعمد أن يكتب الشخصيات باسمها صراحة. ووصف مكةالمكرمة بمدينة الجاهلية إلى غير ذلك من الكتابات التي دعت معادو الإسلام أنفسهم لاعتبار روايته بذيئة!! وختم رشدي روايته بتسجيل سعادته البالغة بأنه صار إنجليزيا وأنه نجا من الإسلام ومن تخلف شعوب الشرق الإسلامي إجمالا، وتنتهي الرواية بإنتحار بطلها الذي يحمل انفصاما في الشخصية فتارة هو جبريل رمز الخير وتارة هو الشيطان رمز الشر. على إثر الرواية خرجت المظاهرات في كل عواصم العالم الإسلامي متجهة نحو السفارات البريطانية وتحرق دمى لسلمان رشدي ونسخا من الكتاب، وفي 14 فبراير 1989 أصدر الإمام الخوميني الأب الروحي للثورة الإيرانية فتوى بإهدار دم مؤلف وناشري الرواية، كما خصص حسن صانعي وهو إيراني مكافأة مقدارها 3 ملايين دولار لكل من يقتل سلمان رشدي.