تحدث اللواء اركان حرب سعيد مهدى السعدنى من سلاح المشاة عن ذكرياته عن معركة تبة الشجرة وهى احدى البطولات الرائعة المسجلة على ارض الواقع حتى الان قال وهو سعيد بذكره لهذه المعركة للاجيال الحالية والقادمة ليستفيدو من تجربة الخروج من الظلام الى النور والدفاع عن ارض الوطن بأسلحة خفيفة وغير متطورة كان وقتها بالجيش الثانى الميدانى يحمل رتبة الملازم وقائد الفصيلة المكلفة بالاستيلاء على تبة الشجرة بدأت الاحداث فى تمام الساعة الرابعة الثامن من اكتوبر قبل المغرب بساعة كانت فصليتى فى مراسى الكوبرى فى شرق القناة والفصيلة اليمنى من الفرقة الثانية والفاصل بين الفرقة الثانية والفرقة 16 كنت مسؤل عن تأمين الفاصل ، يوم 8 اكتوبر كان مخصص سارية دبابات للفرقة الثانية لكتيبة للعمل مع ساريتى للاستيلاء على مركز القيادة الخاصة بالعدو الصهيونى فى تبة الشجرة على مسافة 10كم شرق قناة السويس ويمين الطريق الاوسط بمسافة 1كم. وتحدث عن اهم تجهيزات مركزقيادة الصهاينة: المركز كان عبارة عن غرفة عمليات ونقطة ملاحظة استطلاع ونقطة نيران مدفعية ومعها نقطة طبية مجهزة على اعلى مستوى من الخدمة الطبية والمنطقة الادارية التى تكهنت وموجودة حتى الان بمحافظة الاسماعيلبة وقد اقيم مكانها قاعة استقبال واصبحت مزار سياحى. كيفية الاستيلاء على مركزقيادة اليهود فى تبة الشجرة: وتحدث عن يوم 8 اكتوبر الساعة الرابعة عصرا وصلت سارية الدبابات واتخذت اوضاعها فى الفرقة الثانية والفرقة 16 على الجانب الايمن للفصيلة وصدرت الاوامر للقوات المصرية بركوب افراد المشاة للدبابات حوالى 10 دبابات وكانت عبارة عن 45 فرد مشاة باسلحتهم الخفيفة عبارة عن الآر بي جي والرشاش الخفيف وطقم مدفع ميكنة وبعد تمام ركوب الفصيلة اندفعت الدبابات خارج راس الكوبرى المحدد فى اتجاه تبة الشجرة فى لتجاه مركز القيادة الذى يبعد 9 كم فى عمق سيناء والقوة المكلفة من مركز القيادة يقابلها مع دورية الاستطلاع بقيادة الملازم حبيب وتم تبادل المعلومان عن مركز القيادة وحجم القوة وكيفية التعامل معها وكان قرارى بعد الحصول على تلك المعلومات سرعة احتلال الميول الشرقية لتبة الشجرة وتجهيزات خطة نيران سريعة والاستعداد للتعامل مع قوات العدو فور اكتشافها. اهم المعلومات التى تم الحصول عليها بخصوص المركز قال اللواء مهد بان مركز القيادة محتل بكامل قوتة وتدافع عن سارية مشاة ميكانيكى معادية باجمالى 12 دبابة سنريو وقوة السارية المشاة والافراد اكثر من جندى اسرائيلى بلاضافة الى طقم العمليات من ضباط الاستطلاع والعمليات. اسلوب تنفيذ الاستيلاء على تبة الشجرة: قال بعد نزول افراد المشاة من على الدبابات على الارض قرر قائد سارية الدبابات اتخاذ سارية نيران فى منطقة غرب تبة الشجرة حتى يخرج من تأثير المقذوفات الموجهة ونيران الدبابات المعادية واصبحت القوة المواجهة للعدو قوامها 45 فرد باسحلتهم الخفيفة هذا الحجم الهائل من القوات المعادية اثناء تقدم قوة المشاة الفصيلة الابعة باتخاذ اوضاعها على الميول الشرقية لتبة الشجرة فوجئنا بعدد 2 دبابة من مرابطها واطلقت احدهما نيرانها بالعيار الرئيسى على مجموعة قيادة الفصيلة اثناء تقدمها والتى تتكون من الملازم سعيد السعدنى قائد والرقيب حمزةعبد الحميد الذى استشهد فى تلك اللحظة نتيجة اصابتة اصابة بالغة بطلقة من العيار الرئيسى للدبابة عبارة عن دانة دبابة عملت على شطره الى نصفين ولم نتمكن من اسعافه ، وبعد اتخاذ اوضاعنا للأخذ بثأر الشهيد حمزة نادى احد الجنود يسمى محمد محمد فرج رامى آر بي جي فأطلق النيران بدقة احدث بها اصابة مباشرة فصلت برج الدبابة عن جسمها و قتل سائق الدبابة المعادية، وفى نفس التوقيت اطلق الجندى مصطفى رمضان رامى الآر بي جي على الدبابة في الميمنة وتمكن من اصابتها اصابة مباشرة. وبعد اصابة الدبابتين بدأ العدو سحب باقى الدبابات مستترا بنيران مدفعيتة بعيدة المدى التى امطرت الموقع بوابل من نيران المدفعية من مواقعها فى منطقة كثيب عفان ولتغطية هروب العدو من المركز فؤجئنا بعدد 2 طلعة سرب طائرات وقاذف مقاتل نطلق وابل نيرانها على قوة المشاة والتى تمكنت من الاستيلاء على تبة الشجرة وحرمان العدو من اعادة السيطرة عليها واجباره على ترك جميع محتويات المركز بعد قتال شرس استمر 7ساعات متواصلة ، ومع اول ضوء بدات القوة الرئيسية للكتيبة فى اتخاذ اجراءات تطهير المركز من الداخل واستكمال خطة لتأمين والدفاع عن المركز القيادة لحرمان العدو من اعادة احتلاله مرة اخرى ، واضاف بانه قام بتجميع باقى قوة الفصيلة التى لم اخسر فيها سوى شهيد واثنان من الجرحى الجنود بينما كبدنا العدو خسائر هائلة وبدأنا التحرك ووصلنا الى موقع السارية المعادية وتم التعرف على القوة المتبقية من السارية 16 وتم تبادل المعلومات معهم لمعرفة اوضاع العدو وقمنا باخلاء مجموعة الاسلحة السارية وعدد 3 افراد وجريحين تم اخلائهم لتقديم العلاج لهم.
وتم ابلاغ ماتحصلنا عليه من من معلومات عن اوضاع العدو وخسائر عناصر الفرقة 16 وحجم الاسلحة المعادية التى تم تدميرها فى المسافة بيننا وبين عناصر الفرقة 16 حتى يمكن مد خط اتصال تليفونى الى اقرب قائد متواجد وكانت هذة المعلومات تم ابلاغها الى قائد الكتيبة اللواء رجب عبد الرحيم عثمان واللواء المرحوم محمود حسن المصرى ومعهم الفريق حسن ابوسعدة والتى تم اتخاذ قرارهم بتأمين معاونة الفرقة 16 لااستمرار التمسك باوضاعهم ومواقعهم على ارض المعركة والتى ذكرها التاريخ بكل تفصليلها ليقراها الاجيال من شباب مصر ليعرفو ان عودة ارض سيناء لم تحصل عليها الابعد ان دفعنا الغالى والنفيس من ارواح شهدائنا الابرار والمصابين الموجودين حاليا منهم بجمعية المحاربين القدماء ورغم اصاباتهم البالغة يعملوا بجد وتفان لاانهم يحملون شعار الوطنية المقدسة للوطن والشعب.