عمرو وكيري ولقطة للتاريخ تواصلت تداعيات ساخنة، على المشهد الانتخابي المريب الذى جمع بين المرشح "عمرو موسي" وبين "جون كيري" – أحد زعماء مجلس الشيوخ الأميريكي، فيما اعتبره مراقبون نوعا من المؤازرة غير المباشرة من جانب الإدارة الأميريكية لعمرو موسي، وهو الوحيد الذي اختصه أحد المسئولين الأميريكيين بتلك الزيارة. وقد يقول قائل، إنها قد تكون زيارة تقليدية بين صديقين جمعتهما أروقة الدبوماسية العالمية، سواء على مستوى اللقاءات التى جمعت بين مسئولين مصريين ونظرائهم الأميريكيين أو بين "موسي" كأمين عام سابق للجامعة العربية وبين رموز السياسة الأميريكية، إلا أنه لا يمكن إغفال توقيت الزيارة، التى كانت لتمر مر الكرام، إذا كان موسي فى منصبه الطبيعي أو خارج منصبه، وليس بصدد الترشح لرئاسة مصر، مما يجعل من الأهمية بمكان أن يقف على مسافات متساوية من جميع القوي السياسية فى الداحل والخارج، حتى لا يحسب عليه انتمائه لتيار بعينه أو انفراده بتأييد جهة ما بعينها. هذا وقد استغل منافسو "موسي" اللقطة الشائكة التي جمعته بكيري، فى محاولة للتقليل من جماهيريته، وإظهاره فى صورة "عميل الأمريكان"، واتهام أمريكا بالتالي بأنها الراعي الرسمي لحملة عمرو موسي الانتخابية، إلا أنه من المؤكد أن الحضور الأمريكي اللافت فى مؤتمر انتخابي لأحد مرشحي الرئاسة فى مصر، لا يجب التساهل بشأنه، خاصة فى ظل الحساسية التى تركها الرئيس المخلوع "مبارك" لدي قطاع كبير من المصريين، على خلفية ارتمائه فى أحضان الكيان الصهيو أمريكي، طوال سنوات حكمه، التى لم يعترض فيها على اي قرار صادر من واشنطن، سواء تعلق بالشأن المصري أو العربي على حد سواء. جدير بالذكر أن "عمرو موسي" متهم فى نظر الكثيرين بأنه أحد كبار مهندسي التطبيع مع العدو الصهيوني، وكانت بصماته واضحة فى الاتفاق الكارثي لتصدير الغاز الطبيعي، وهو الاتفاق الذي اتخذ المجلس العسكري أخيرا قرارا بوقف سريانه، مرجعا ذلك لاختلاف بين الشركاء بشأن الأسعار.