نبيل العربى أثار القرار العاجل والمفاجئ الذى اتخذه المجلس العسكرى بترشيح "نبيل العربى" لمقعد أمانة الجامعة العربية بديلا للدكتور "مصطفى الفقى"، تساؤلات عديد من المراقبين، حيث ربط بعضهم بين القرار وبين اللقاء الذى سبقه بساعات قلائل وجمع بين السفيرة الأمريكية بالقاهرة "مارجريت سكوبي" والمشير "طنطاوى" – رئيس المجلس الأعلى للقوات المشلحة.وقد ذهب خبراء آخرون إلى أبعد من ذلك، حيث أكدوا أن قرار ترشيح "العربى" ليس له علاقة بفرص نجاح "الفقى" فى الفوز بالمنصب، بقدر علاقته بمواقف وزير الخارجية المصرى تجاه القضية الفلسطينية تحديدا، خاصة أنه كان المهندس الأول لعملية المصالحة المدوية بين الفصيلين المتناحرين على مدى سنوات "فتح" و"حماس"، وهى المصالحة التى أشعلت غضب الصهاينة – حلفاء الأمريكان الرئيسيين بالمنطقة، ضد كل من قيادات حركة "فتح" و"القيادة السياسية المصرية" على حد سواء.وهو ما يلقى بأصابع المسئولية عن "إزاحة" نبيل العربى عن منصبه المرموق فى سُدَّة الخارجية المصرية، إلى "جراج" أمانة الجامعة العربية، وهو المصطلح الشهير فى الدبلوماسية المصرية فى وصف هذا المنصب الذى يتحول القائم به إلى مجرد منفذ سياسات بدلا من صانع لها، كما هو الحال بالنسبة للعربى كوزير – سابق - للخارجية..! التساؤلات تثور مجددا – بحسب مراقبين - بشأن الفرق الذى أحدثته ثورة 25 يناير، بشأن استقلالية القرار السياسى المصرى، عما كان عليه قبلها، حيث سبق وأن أكدت تقارير غير رسمية أن الإطاحة بوزير الخارجية الأسبق "عمرو موسى" بالطريقة ذاتها إلى الجامعة العربية، قد جاء على خلفية ضغوط مارستها الإدارة الأميريكية على حليفها – الرئيس المخلوع مبارك - وذلك لمصلحة "إسرائيل"، التى لم تكن "راضية" عن الأداء الدبلوماسى ذى الطابع العروبى القومى ل"موسى"، وهو المشهد الذى يتكرر الآن بحذافيره على الصعيد ذاته، من حيث عدم الرضا الصهيونى عن أداء الخارجية المصرية التى فضلت تغليب المصالح العربية على إعطاء الأولوية للرضا السامى الصهيو – أميريكى كما كان الحال إبان عهد النظام البائد، وحيث كانت النتيجة رضوخ القيادة السياسية المصرية لطلبات أمريكا بالإطاحة بالعربى، لكى يأتى بدلا منه – على الأرجح - من يكون أكثر طاعة لتوجيهات أمريكا ومصالحها فى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالشأن الإسرئيلى بكل تأكيد.