لاحظت مجلة تايم الامريكية اليوم الثلاثاء أن مرشحى الرئاسة فى مصر أضحوا يتبعون نهجا جديدا فى حملاتهم الانتخابية، وهو زيارة المدن الصغيرة والقرى الفقيرة فى شتى انحاء مصر، والتواصل مع الناخبين بطريقة لم يكلف الرئيس المخلوع حسنى مبارك نفسه عناء القيام بها. وذكرت المجلة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الالكترونى - أن هذه الجولات من شأنها تعريف مرشحى الرئاسة على البيئة الصعبة التى سيحكمونها فضلا عن مطالب ومشاكل المواطنين فى هذه المناطق. وركزت المجلة الامريكية على تدافع مرشحى الرئاسة على اطلاق الوعود والتعهدات للنهوض بمستوى معيشة المواطنين الفقراء فى مصر ( أكثر من 40 مليون مصري يعيشون على أقل من 2 دولار فى اليوم) لاسيما تنشيط حركة السياحة التى تعانى الركود منذ اكثر من عام والتى تعد المحرك الرئيسى للاقتصاد المصرى. وأشارت إلى تعهدات المرشح الرئاسي عمرو موسى بالارتقاء بالمزارعين المصريين فى محافظات الوجه البحرى والدلتا، حيث تعانى اغلب هذه المحافظات من قلة المياه الصالحة للشرب ونقص شبكات الصرف الصحى وشبكات الكهرباء، بينما تعهد منافسه الرئيسي عبد المنعم أبوالفتوح، وهو طبيب واسلامي مستقل، بالارتقاء بمنظمة الرعاية الصحية وإصلاح التعليم، فى الوقت نفسه الذى اجتمع فيه موسى وابوالفتوح على ضرورة القضاء على الفساد الذى تفشى فى مصر فى شتى المجالات الاقتصادية والسياسية منذ عدة عقود. ورأت مجلة التايم الامريكية أن قلة خبرة المصريين بالعملية الانتخابية والتصويت لمرشح بعينه، قد يصعب المهمة امام الناخبين لتحديد مرشح جدير للفوز برئاسة الجمهورية فى مصر خلال الانتخابات الرئاسية المقر اجراؤها فى 23 و24 من شهر مايو الجارى.. مشيرة إلى أن كثرة وعود مرشحى الرئاسة زادت من حيرة الناخبين . واعتبرت المجلة أن المناظرة الاخيرة التى جمعت موسى وابو الفتوح تبارى فيها المرشحان الرئاسيان على توجيه الانتقادات وكشف ماضى كل منهما، حيث انتقد موسى علاقة ابو الفتوح بجماعة الاخوان المسليمن فى حين شن ابو الفتوح هجوما لاذعا حول علاقة موسى بالنظام السابق. واعتبرت أن المرشحين حاولا كسب تأييد الناخبين من خلال تسليط الضوء على أهم السمات التى يبغضها أغلب المصريين وهى كره النظام السابق. ولفتت إلى أنه على الرغم من أن استطلاعات الرأى الاخيرة كشفت عن تقدم عمرو موسى ، غير أن العديد من المحللين السياسيين اكدوا أن أغلب المصريين لم يقرروا بعد فى هذه المرحلة أى مرشح سيصوتون له فى الانتخابات. ونقلت التايم عن عمرو موسى قوله إنه ينبغي أن يكون الرئيس المصري القادم خبيرا فى العلاقات الدولية لا سيما علاقاته مع الدول العربية بشكل خاص .. مشيرا إلى أن هذه المرحلة العصيبة التى تمر بها البلاد لابد ان يقودها رجل من ذوى الخبرة. كما سعى موسى الذى خدم فى وزارة الخارجية المصرية لاكثر من أربعة عقود لتحسين صورته لدى الناخبين بقوله انه تمت الاطاحة به من السلك الدبوماسى فى مصر نتيجة انتقاده للنظام مما اعتبروه تهديدا سياسيا محتملا. غير أن المجلة نقلت عن اشخاص من داخل حملة عمرو موسى الانتخابية قولهم إن وضع موسى فى خانة "الفلول" يعد بمثابة عقبة هائلة فى طريق حشد الاصوات المؤيدة له. ورصدت المجلة تزايد الانتقادات حول عمرو موسى ، واتهام منتقديه له بأنه يتلقى الدعم من اصحاب المصالح مع النظام السابق، وتأكيدهم على رغبتهم فى أن يتولى رئاسة مصر شخص من "الميدان"، حيث نقلت المجلة عن بعض الاشخاص قولهم فى اعقاب المؤتمر الذى عقده موسى فى بلدة دكرنس بالمنصورة، إنه تم استئجار اشخاص للهتاف له خلال المؤتمر وإيهام الناس بأنهم يدعمونه. فى المقابل، أشارت المجلة إلى أن مؤيدي ابوالفتوح وضعوا هذا المرشح للرئاسة فى إطار الرجل المعارض الذي قضى حياته في معارضة وانتقاد النظام الاستبدادى في البلاد، حيث أضحى ذلك الاطار بمثابة أوراق الاعتماد التي اكسبته شعبية هائلة لدى جموع من الإسلاميين المتشددين إلى اليساريين والليبراليين وحتى الشباب. بيد أن المجلة أشارت ايضا إلى أن وصف ابوالفتوح بأنه عضو من اعضاء الاخوان المسلمين أثار العديد من التساؤلات حول مدى ولائه للجماعة التى تسيطر على الاغلبية فى البرلمان، وذلك على الرغم من فصله من الجماعة عقب اعلانه نيته فى الترشح للانتخابات الرئاسية الأمر الذى رفضته الجماعة لسياستها المعلنة بعدم الدفع باى مرشح للرئاسة وهى السياسة التى عدلت عنها الجماعة مؤخرا.