كشف د. إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق أن خطط وسياسات واستراتيجيات مواجهة التداعيات السلبية الخطيرة المتوقعة للأزمة المالية العالمية لن تؤتى الثمار المرجوة ما لم تنطلق من السعى الجاد لزيادة الإنتاج، وذلك بتحقيق المزيد من الاهتمام بالقطاع الصناعي، الذى تمتلك فيه مصر ميزات نسبية عديدة كتوافر الأيدى العاملة والمادة الخام والطاقة، وأخيرا، السوق الكبير. وقال فوزي: للأسف الشديد، على الرغم من امتلاك مقومات التوسع فى القطاع الصناعي، إلا أنه إلى الآن ما يزال القائمون على إدارة الاقتصاد تصر على التوسع فى القطاعات الاقتصادية الخدمية، متجاهلين القطاعات الإنتاجية سواء الصناعية أو الزراعية، معتمدين فى ذلك بشكل شبه كلى على الاستيراد من الخارج. وأضاف: لابد من التحرك الجاد للتوسع فى إنشاء المزيد من المناطق الصناعية، التى يتم إدارتها بشكل جاد للغاية، لبناء نهضة حقيقية بعيدة كل البعد عن هذه الاستثمارات الوهمية فى القطاع المالي، التى ترتب عليها تآكل مئات المليارات من الفوائض الرأسمالية العربية خلال الشهور الأخيرة التالية للأزمة المالية العالمية. موضحا أن التوسع فى الاستثمارات الحقيقية الإنتاجية خاصة فى مجال المشروعات الصناعية أمر يوفر قدر كبير من الحماية لهذه الفوائض، التى تسعى هذه البلدان للاحتفاظ بها للأجيال القادمة، وبالتالى الأجدى لهذه الأجيال أن تكون فى هيئة مشروعات إنتاجية تحقق تنمية شاملة حقيقة بعيدة كل البعد عن التنمية الوهمية الرقمية. وأشار د. فوزى إلى أنه على الحكومة فى سعيها إلى تحقيق هذه النهضة الصناعية أن تراهن على السوق العربية، التى تعد من أكبر الأسواق فى العالمية، حيث التعداد السكانى الكبير وسيادة ثقافة الاستهلاك، ومن ثم فإن إنشاء مشروعات صناعية لخدمة هذا السوق ينتظرها نجاح كبير بأقل مخاطرة ممكنة، مؤكدا أنه من غير اللائق إحتماعيا أن يتم استيراد سلع عربية تراثية من دول أجنبية مثل الصين والهند. وشدد على أن الصناعة من أكثر المجالات الاقتصادية التى يمكن أن تقوم عليها نهضة حضارية شاملة لما يترتب عليها من قيم مضافة كبيرة مقارنة بغيرها من المجالات الاقتصادية الأخرى مثل الزراعة والتجارة، لذلك فإن تحقيق تنمية عربية شاملة أمر لن يتحقق إلا بزيادة الاهتمام بهذا القطاع، مشيرا إلى أن هذا لن يتحقق إلا بزيادة الاهتمام بالأمور التى تخدم بدورها على هذا المجال مثل البحث العلمى والتدريب والسعى لنقل التكنولوجيات الحديثة وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية العربية.