اظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي - الاوروبي في باريس ان واقع العالم العربي اليوم يستدعي انعقاد مؤتمر للحوار بين المذاهب الإسلامية لأن ثقافة الحوار وقبول الآخر المختلف يجب أن تترسخ في العالم العربي بدلاً من ثقافة الغاء وإقصاء وإنكار الآخر. وبرأي 57.3 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان هيمنة الاستعمار الغربي على العالم العربي يعزز فكرة انعقاد المؤتمر بالسرعة الممكنة ودون تردد . اما 35.4 في المئة لا يؤيدون فكرة انعقاد مؤتمر للحوار بين المذاهب الإسلامية لأنه برأيهم سوف يؤدي الى تعميق الخلافات بين المذاهب حيث كل مذهب متمسك برأيه ولن يسمع الطرف الاخر . اما 7.3 في المئة لا يرون ان واقع العالم العربي اليوم يستدعي انعقاد مؤتمر للحوار بين المذاهب الإسلامية بسبب عدم إستقرار الأنظمة أو الأقطار التى شهدت ثورات الربيع العربي . وخلص المركز الى نتيجة: مع اندلاع الثورة في مصر وفي تونس وليبيا واليمن كانت التحركات الشعبية تأخذ طابعاً مطلبياً ذات علاقة بالأوضاع المعيشية التي يمر بها المواطنون دون أي يكون لهذه التحركات أي خلفية طائفية ومذهبية ، ولكن مع نشوب الأزمة في سورية وقبلها الحراك الشعبي في البحرين بدأت تكثر التأويلات والتفسيرات التي تتحدث عن خلافات مذهبية وطائفية وعن احتمال نشوب فتن قد تؤدي الى احراق المنطقة بأكملها. ومروجو هذه الأفكار انطلقوا من وجهتي نظر متباينتين : وجهة نظر تقول ان هناك مشروع لإقامة " الهلال الشيعي " ويضم ايران والعراق وسورية ولبنان وبعض مناطق الخليج العربي والبحرين . ووجهة نظر أخرى مناقضة تماماً تقول ان هناك مشروعاً سنياً للمنطقة تحت اسم "الإسلام المعتدل" وتمثله حركة الأخوان المسلمين التي تسلمت زمام الأمور في مصر وتونس والمغرب وليبيا ، وقبل ذلك في تركيا . من هذا المنطلق عمدنا في مركز الدراسات العربي الأوروبي الى طرع موضوعنا للنقاش والذي تبين بموجبه ان الأكثرية في العالم العربي تؤيد اقامة حوار بين المذاهب الإسلامية تفادياً لأي فتنة وحرصاً على إبعاد الشعوب عن الأصطفافات الطائفية والمذهبية . وتقديرنا ان هذه الأكثرية مصيبة في مواقفها إذ ليس من السهل اشاعة الفتن والتفرقة حتى وأن صح وجود مشاريع دولية او اقليمية او ما شابه ، لأن العوامل الإجتماعية والأقتصادية وكذلك السياسية باتت اقوى كما باتت الروابط محصنة بشكل اكبر.