وعادت ريما لعادتها القديمة".. هذا الوصف الأقرب للانطباق على الموقف المصري "العسكري" من المذابح التى تدور رحاها على بوابة مصر الشرقية، حيث تشن "إسرائيل" عدوانها ضد المقاومة الفلسطينية فى غزة منذ ثلاثة أيام حتى الآن، وهو العدوان الذى لم يفرق بين مدنيين ومقاتلين مسلحين من حركة "حماس" للمقاومة الإسلامية، مما أسفر عن استشهاد نحو العشرين وإصابة المئات من بينهم نساء وأطفال. وقد نوهت صحيفة "واشنطن بوست" الأميريكية، بأسبقية قوات الكيان الصهيوني فى شن العدوان، عندما ترصدت أحد قادة أفرع المقاومة الفلسطينية، وسط عملية عسكرية هى الأكبر من نوعها منذ عملية الرصاص المصبوب عام 2008، فيما ردت قوات من حركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي"، بإطلاق دفعات متتالية من صواريخها على المستوطنات اليهودية فى الأراض المحتلة، دون أن تسفر عن إصابات فى صفوف العدو. واشارت الصحيفة إلى أنه وعلى استحياء حاولت القيادة العسكرية والخارجية المصريتين التدخل لوقف المجازر، دون جدوى، بينما وبالمقابل، فإنه على ما يبدو أن كلا طرفي الصراع الدائر على الأراض الفلسطينية، قد تجنب توسعة مدي العمليات العسكرية، على خلفية الذكريات الأليمة التى خلفتها معركتهما الأخيرة قبل ثلاثة سنوات، التى بدأت بعدوان صهيوني واسع النطاق، أسفر عن استشهاد المئات وتدمير الكثير من البني التحتية للمقاومة الحمساوية، وانتهي بمقاومة مستميتة من جانب الأخيرة، مما أجبر الكيان الصهيونى على وقف عملياته العسكرية بعد سقوط القتيل الخمسين فى صفوف جيشه، خاصة بعد أن تحولت هذه الحرب إلى وسيلة لفضح بربرية "إسرائيل" أمام أعين العالم أجمع. جدير بالذكر أن الموقف المصري الذى كان معتادا تجاه الاعتداءات الصهيونية ضد الأشقاء فى غزة، زمن الرئيس المخلوع، كان يتراوح بين الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة دون السعي للضغط على "الأصدقاء" فى تل أبيب لوقف المجازر، وبين المساندة الرسمية وغير الرسمية للعدو الصهيونى، كما جري قبل وأثناء عملية الرصاص المصبوب عام 2008.