أفردت صحف العالم صفحاتها للحديث عن الشأن السورى وكيف أن كل حلفاء الأسد تركوه وحيدا أمام رياح ثورة شعبه المطالبة بالحرية والعدالة فى تطبيق القوانين والحد من الفساد وزادت الضغوط بمطالبات الدول الغربية وبعض الدول العربية بتنحى بشار الاسد عن الحكم ووصلت السخونة أوجها بعد قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية الدايلى تلغراف: جيران سورية ينقلبون لأشد منتقديها انفردت صحيفة الديلي تلغراف بتحليل عن تطورات الثورة السورية تحت عنوان "جيران سورية ينقلبون إلى أشد منتقديها". قالت الصحيفة إن المجتمع الدولي تعامل مع تحذيرات النظام السوري الأسبوع الماضي من أنه يواجه حربا طائفية وهجوما عدائيا من الخارج بنوع من السخرية. وواصلت الصحيفة قائلة إن الرئيس السوري، بشار الأسد، كان ينظر إليه على أنه مجرد ديكتاتور آخر يطلق التهديدات بهدف إبقاء شعبه المتململ تحت المراقبة ومنتقديه تحت السيطرة. وأضافت الصحيفة أنه أثبت الآن وللمفارقة أنه على حق لكن لا يعني هذا أنه كسب أحدا إلى صفه إذ في ظل انزلاق البلد إلى نزاعات مسلحة بين مجموعات عسكرية مختلفة أي بين القوات النظامية والمنشقين عن الجيش، تتحد ضده الدول المجاورة لسورية. وقالت الصحيفة إن لا أحد توقع أن تقود تركيا المجاورة الدول المناوئة له وخصوصا أنها كانت تتبع حتى بداية السنة الحالية سياسة خارجية معلنة تقوم على "تصفير المشكلات" مع الجيران. ومضت التلغراف قائلة إن التوقعات لم تكن تشير بأي حال من الأحوال إلى أن الجامعة العربية ستؤيد العمل العسكري ضد إحدى الدول الأعضاء فيها في إشارة إلى ليبيا خلال حكم العقيد معمر القذافي. لكن الآن أصبح كل شيء ممكنا إذ طرحت خيارات من قبيل فرض عقوبات دبلوماسية ومالية على سورية كما طرحت خيارات أخرى لا توصف بأنها ذات طبيعة عسكرية لكنها ولا شك تنطوي على إشراك جنود وطائرات في تنفيذها. وتابعت الصحيفة قائلة إن الاحتمال الأبرز هو إقامة الجيش التركي "منطقة عازلة أو ملاذا آمنا" داخل الحدود السورية على غرار الملاذ الآمن الذي أقامته الحكومة داخل الأراضي التركية للاجئين الأكراد خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 1991. وواصلت الصحيفة قائلة إن السؤال الملح هو ما إذا كان أي من قادة المنطقة يملك الخبرة التي تتيح له إيجاد مخرج من الأزمة التي تسبب فيها كل من الرئيس الأسد والربيع العربي. وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا حذرت الأسد مرارا من أنه أضاع فرصته الأخيرة ولهذا فإنها ستبدأ الآن في تنفيذ تهديداتها. وكذلك، فإن الجامعة العربية بدورها ومن خلال بيان السبت الماضي ستمضي في هذا الاتجاه. لكن تركيا والجامعة العربية تأملان على الأرجح كما تقول الصحيفة في أن تتبدد معارضة روسيا والصين للعقوبات الأممية على سورية لكن ليس هناك ما يؤشر على ذلك في الوقت الراهن ومن ثم فإن مواجهة غير مسبوقة تلوح في الأفق. وختمت الصحيفة قائلة إن هذه المواجهة إذا اندلعت، فلن يكون هناك حل سلمي للأزمة السورية. الانتندبنت : روبرت فيسك يؤكد عدم قرب رحيل الأسد صحيفة الإندبندنت التي نشرت مقالا لروبرت فيسك تحت عنوان "الأسد لن يرحل إلا إذا انقلبت ضده الدبابات". قال فيسك إن توقعات بعض الأطراف في الغرب مبنية على مقاطع فيديو منشورة في موقع يوتيوب وليس على وقائع تحدث على الأرض، مضيفا أن التوقعات بقرب رحيل الأسد متفائلة على نحو ميؤوس منه. وذكَّر فيسك قراءه بأنه سبق له أن أجرى مقابلة مع التلفزيون السوري في وقت سابق من الشهر الجاري قال فيها إن الوقت ينفد أمام الأسد وبسرعة. لكن فيسك استدرك قائلا إن توقعات وزارة الخارجية الأمريكية ومراكز البحوث في واشنطن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بقرب رحيل الأسد غير صحيحة لأنه لن يرحل الآن. ولاحظ فيسك أن وسائل الإعلام حرفت بعض الشيء كلام ملك الأردن إذ نسبت إليه الدعوة إلى تنحي الأسد في حين قال بالحرف الواحد "لو كنت مكانه، لتنحيت"، وهناك فرق بين المعنيين. وقال فيسك إن مقابلة الملك عبد الله مع البي بي سي من أفضل المقابلات التي أجراها ولاسيما حينما قال إن المشكلة لن تحل إذ استبدل الأسد بشخص آخر من داخل النظام أي من حزب البعث الحاكم. وخلص فيسك إلى أن أملا خافتا يراوده مفاده أن الأسد هو أقدر شخص على أخذ زمام المبادرة والوفاء بتعهداته (اعتماد دستور جديد وإقرار تعددية سياسية وتطبيق ديمقراطية حقيقية إلخ) ولاحظ فيسك أن رغم حالات الانشقاق التي يشهدها الجيش السوري، فإن الانتصار في الثورات لا يكون عن طريق رشاشات الكلاشينكوف وإنما عن طريق انشقاق فرقة دبابات أو أكثر بالإضافة إلى بعض الجنرالات (على غرار ما حدث في ليبيا) وختم فيسك بالقول إن هذا السيناريو لم يتبلور في الوقت الراهن، مضيفا أن النظام السوري لا يزال يحظى بالدعم العسكري الروسي حتى الآن. ففي صحيفة الاندبندنت حملت إحدى الافتتاحيات عنوان "الانتقاد العربي لسورية مطلوب، لكن له مخاطره". ولكن ما هي تلك المخاطر؟ تقول الصحيفة إن من الملاحظ أن الدول التي تتحمس لانتقاد الأنظمة التي تواجه انتفاضات شعبية، بدءا بليبيا وانتهاء بسورية، هي أنظمة صديقة للغرب، كالأردن وقطر. هذا يحمل مخاطر أن تستغل الأنظمة ذلك باتهام المحتجين بأنهم يلعبون ورقة غربية، وهذا يشكك في مصداقية الحركات الاحتجاجية وكفيل بخلق بلبلة، وقد استغل القذافي والأسد ذلك فعلا في حرب دعائية ضد منظمي الاحتجاجات. الفاينانشال تايمز الجامعى العربية وجدت صوتها أخيرا صفحات صحيفة الفاينانشال تايمز أيضا لم تخل من تقارير وتعليقات على تداعيات الوضع في سورية. ديفيد غاردنر كتب مقال بعنوان "وجدت الجامعة العربية صوتها أخيرا". يقول الكاتب إن الربيع العربي الذي امتد حتى الخريف بدأ يحف بالمفاجآت، وقد جاءت أخراها من الجامعة العربية. كانت الجامعة قد توصلت الى اتفاق مع بشار على وقف قتل المحتجين وسحب الجيش من المدن كحمص وحماة وإطلاق سراح آلاف المعتقلين. لم يكن هناك أي أمل في أن ينفذ نظام قرر شن حرب على شعبه شروطا كتلك، كما يرى الكاتب. صحيح أن قرار تجميد عضوية سورية ما زال بانتظار تأكيد من وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون في الرباط، إلا أن عملية سحب الدبلوماسيين من سورية قد بدأت. أما الجديد في خطوة الجامعة العربية ، بالإضافة الى قرارها المفاجئ فهو أنها وجهت رسائل الى جهات غير الأسد، الجيش ، مطالبة إياه بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، وكذلك بدأت نقاشا حول الاعتراف بالمعارضة، كذلك فهي تريد إشراك مجلس الأمن الدولي . ويرى كاتب المقال أن الوضع الجديد سيجعل من الصعب على الصين وروسيا معارضة اتخاذ قرار في مجلس الأمن.