قبل نحو عامين من الآن شهد "دويل مكماناس" - مراسل صحيفة "لوس آنجيلوس تايمز" الأميريكية - اجتماعا بين عدد من النشطاء السياسيين الإسلاميين من مصر وتونس والأردن، وبين مسئولين رسميين بالإدارة الأميريكية.. وهناك وجه أحدهم السؤال إلى مسئول أمريكى: هل سوف يسمح الغرب للإسلاميين بالمنافسة فى انتخابات نزيهة - افتراضية وقتئذ بالطبع - بما قد يعنى وصول الإسلاميين إلى الحكم؟ فرد المسئول عليهم سؤالهم بسؤال مفاده: وهل سيسمح الإسلاميون - إذا وصلوا للحكم - بإقامة انتخابات ديمقراطية حرة حتى لو كان هذا يعنى أنهم سيخسرونها؟
بالطبع - يقول "مكماناس" - كانت كلها أسئلة افتراضية لأن مجرد طرح فكرة انتخابات حرة من رابع المستحيلات .. أما الآن فقد أضفت أحداث الربيع العربى الذى دشنته الثورات فى مصر وتونس وغيرها، غلالة الواقعية على التساؤلات نفسها. ففى تونس بات من المتوقع أن تحوز الأحزاب الإسلامية غالبية المقاعد البرلمانية فى الانتخابات التى بدأت اليوم هناك، وهى أول انتخابات نزيهة تجرى فى البلاد ربما فى تاريخها كله.. وفى مصر الوضع مشابه تماما، حيث يؤكد المراقبون أن جماعة الإخوان المسلمين - أقوى حركة سياسية مصرية - والأحزاب السلفية سوف تقتنص نسبة كبيرة قد تقترب من الأغلبية البرلمانية، لدى انعقاد الانتخابات بعد أيام قلائل. أما فى ليبيا الحرة .. فإنه لا يوجد من ينكر الدور الكبير الذى لعبته القوى الإسلامية هناك فى العمليات العسكرية التى قادت إلى القضاء على نظام القذافى وقتله فى النهاية. وهو ما يعنى إعادة طرح السؤال مجددا: هل سيسمح الإسلاميون بالديمقراطية إذا بلغوا سدة الحكم؟؟؟