الشيخ خالد مهنا ...رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام ..نرقب شهر الصوم ونتحراه ثم ماذا !!.. عام كامل بأيامه ولياليه قد ..قوَّض خيامه ..وطوى بساطه ..وشدَّ رحاله .. بما قدمنا فيه من خير أو شر ..وصدق الله ..{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً } .. { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً } .. وقد قيل : تمر بنا الأيام تترى ..وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر .. إنَّ الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود ..ولو أنفقنا جبال الأرض ذهباً وفضة .. من أعظم نعم الله عليك أن مدّ في عمرك وجعلك تدرك هذا الشهر العظيم .. فكم غيَّب الموت من صاحب ..ووارى الثرى من حبيب .. فتذكر من ..صام معنا العام الماضي ..وصلى التراويح وصلى العيد .. ثم أين هو الآن بعد أن غيبه الموت وضمة القبر والحد في التراب ؟! .. اجعل لك من هذا الحديث نصيب ..قال صلى الله عليه وسلم : ( اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك ..وصحتك قبل سقمك .. وفراغك قبل شغلك ..وشبابك قبل هرمك ..وغناك قبل فقرك ) رواه الحاكم فاحرص يا مسكين ..أن تكون من خيار الناس كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم حين سُئل : أي الناس خير ؟! ..قال : ( من طال عمره وحسن عمله ) .. كيف لا يُبشّر المؤمن ..بفتح أبواب الجنان !.كيف لا يُبشّر المذنب ..بغلق أبواب النيران !. كيف لا يُبشّر العاقل ..بوقت يُغلّ فيه الشيطان !.من أين يشبه هذا الزمان زمان ؟! قال معلى ابن الفضل : كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ..ثم يدعونه ستة أشهر أن يتتقبل منهم رمضان .. *وقال يحيى بن كثير كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان ، وتسلم مني رمضان متقبلاًً .. *وقد كان نهج وسنة ابن عمر رضي الله عنهما لا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين ،* وقال نافع: ( كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح) *وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف. *وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن. *وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين. *وكان محمد ابن شهاب الزهري إذا دخل رمضان فإنّما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام . هذه هي أيام بذل الثمن فمرحى بشهر طيب مبارك كريم ..فيه انزل القرآن والكتب السماوية .. وفيه الشفاعة بالصيام والقرآن..في رمضان ..التراويح والتهجد ..في رمضان .. التوبة وتكفير الذنوب .. في رمضان ..تصفد الشياطين ..وفيه .. تغلق أبواب الجحيم وتفتح أبواب الجنان ..في رمضان ..الجود والإحسان والعتق من النيران ..
بين الجوانح في الأعماق سكناه ولم أزل في هواه ما نقضت له قد شاخ جسمي ولكن في محبته في كل عام لنا لقيا محببة بالعين والقلب بالآذان أرقبه والليل تحلو به اللقيا وإن فنوره يجعل الليل البهيم ضحىً ألقاه شهراً ولكن في نهايته في موسم الطهر في رمضان الخير من كل ذي خشية لله ذي ولعٍ
فكيف أنسى ومن في الناس ينساهُ! عهداً ولا محت الأيام ذكراهُ ما زال قلبي فتىً في عشق معناهُ يهتز كلُ كياني حين ألقاهُ وكيف لا ! وأنا بالروح أحياهُ قصرت ساعاتها أُحيى لها وأحلاهُ فما أجلَّ وما أجلى محياهُ يمضي كطيف خيال قد لمحناهُ تجمعنا محبة الله لا مالٌ ولا جاهُ بالخير تعرفه دوماً بسيماهُ قال الله : { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ، عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } .. تأمل وتدبَّر معي من الذي سقاهم !! { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ، إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً } هذه هي أيام بذل الثمن في ا لوصول إلى تلك الدرجات وتلك الجنان .. والله إنه لنعيمٌ لا يستطيع الخيال له تصويرا ، ولا يستطيع اللسان عنه تعبيرا ، وليس الخبر كالمعاينة.. انتظر { َإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } . إنها الجنة ، ودار السلام ، ودار الخلد ، ودار المقامة ، ودار الحيوان .. إنها جنة المأوى ، والمقام الأمين ، وجنات عدنٍ ، وجنات النعيم .. إنها مقعد صدق عند مليك مقتدر..إنها الفردوس .. وما أدراك ما الفردوس !! ثبت في الصحيحن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس .. فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، ومنه تُفجّر أنهار الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ) . وإذا أردت أيها المشتاق أن تكون من أهل الفردوس فاسمع أوصافهم كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشدّ كوكب دريّ في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يتمخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الأُلُوَّة ، أزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم عليه السلام ) متفق عليه . وعن كعب رضي الله عنه قال : ما نظر الله إلى الجنة إلا قال : طيبي لأهلك...فتزداد ضعفاً حتى يدخلها أهلها .. اسمع إيها المشتاق .. اسمع ايها المشتاق وزد شوقاً واستبشاراً.. إن الله جلت قدرته أعد في الجنة غرفاً شفافة يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، متألقة كأنها النجوم بلغت حدَّ الكمال في السعة والتمكين .. قصورها من ذهب لا يشاكله ذهب الدنيا ولا يماثله لأنه جوهر شفاف في غاية الصفاء..وحصباء أرضها الياقوت والجوهر..وترابها المسك والزعفران .. مفروشة بالفُرش الناعمة من السندس والأطاليس والاستبرق في غاية الرقة والنعومة .. تتشقق في أرجائها الأنهار ، وتجري في وسطها الغدران .. قال تعالى : { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ } *وروى الترمذي في جامعه عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ في الجنة لغرفاً يُرى ظاهرها من بطونها ، وبطونها من ظهورها ) ، فقام إعرابي فقال : يا رسول الله لمن هذه الغرف ؟!، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لمن طيّب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام ).. فهذا هو الثمن فادفعوه ما دمنا في زمن الإمكان ..أما أعظم نعيم في الجنان فهو ..التمتع بالنظر إلى وجه الرحمن .. وهذا مؤكد في السنة و آيات القرآن .. قال تعالى : { وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ،لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } { فالحسنى } : هي الجنة .. و{ الزيادة } : هي النظر إلى وجهه الكريم .. بذلك أخبر الذي أُنزل عليه القرآن صلوات ربي وسلامه عليه .. *فعند مسلم في صحيحه من حديث صهيب رضي الله عنه قال : قرأ رسول صلى الله عليه وسلم ( { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ، قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى منادٍ : يا أهل الجنة إنَّ لكم عند الله موعداً ويريد أن ينجزكموه ، فيقولون ما هو ؟! ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، ويزحزحنا عن النار !! فيكشف الحجب فينظرون إلى الله فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه وهي { الزيادة } في قوله تبارك وتعالى ) نعم .. سيرون ربهم.. وسيغمر وجوههم نضارة وإشراقاً .. سيتجلى لهم ربهم ، وسيضحك لهم وسيُحاضر كل واحد منهم محاضرة.. سيتجلى لهم ربهم ، وسيضحك لهم وسيُحاضر كل واحد منهم محاضرة.. { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
فيا نظرة أهدت إلى الوجوه نضرة للهِ أفراح المحبين عندما وللهِ أبصار ترى الله جهرة فلا
أضاء لها نورٌ من الفجر أعظم يخاطبهم من فوقهم ويُسلِّم الضيم يغشاها ولا هي تسأم والذي لا إله إلا هو لقد أخبر الله بهذا ، وأخبر به الذي لا { يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } سترى ربك ..سترى ربك.. سترى الذي خلقك وصورك ..سترى الذي كساك وسقاك وأطعمك ..سترى الذي للإسلام والإيمان هداك ووفقك { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً } .. *في الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال : ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ) فما هو الثمن ؟؟؟!!!.. *قال صلى الله عليه وسلم : ( فإن استطعتم إن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) .. فأبشروا يا أهل صلاة الفجر والعصر .. ويا خسارة النائمين.. ويا خسارة المتخلفين .. *قال ابن مسعود رضي الله عنه : والله ما منكم من إنسان إلا أن ربه سيخلو به يوم القيامة كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر .. &وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : إن أدنى أهل الجنة منزلة مَن ينظر إلى ملكه ألفي عام يرى أدناه كما يرى أقصاه ، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين ... وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين ... &وقال الحسن رحمه الله : لو علم العابدون في الدنيا أنهم لا يرون ربهم في الآخرة لذابت أنفسهم في الدنيا ولتقطعت قلوبهم كمدا.. قال الله جل في علاه : { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } ومن دعائه صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ) . هذا هو أعظم النعيم .. وإنَّ أعظم العذاب في النار حرمانهم من النظر إلى وجه الجبار { كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ }.. أما ما فيها من الثواب والنعيم .. ففيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون .. لا يموتون ، لا يمرضون ، لا يهرمون .. فيها دور وقصور .. وأنهار وأشجار.. وجنات من نخيل وأعناب .. فيا أيها الغافل ..ربح القوم وخسرت ..وساروا إلى الحبيب مسرعين وما سرت..وقاموا بالأوامر وضيعت ما به أُمرت.. هل جاءك من خبر العيون والأنهار التي تجري تحت تلك الدور والقصور .. هل جاءك من خبر العيون والأنهار التي تجري تحت تلك الدور والقصور .. فإنها أنهار تجري من تحت غرفهم وقصورهم وبساتينهم .. من يشرب من هذه الأنهار شربة لا يظمأ بعدها أبداً .. وماؤها أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأبرد من الثلج ، وأطيب ريحاً من المسك ، لا تنقص بكثرة الشراب ، ولا تتغير بطول المكث .. شربها يزيد في نور الوجوه والأجسام ، وينور القلوب والأرواح والأبدان .. الشارب منها يزداد معرفة وقرباً وشوقاً ويقيناً.. *عند البخاري من حديث أنس أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوَّف ، فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر) أما العيون .. فقد قال تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } وقال سبحانه { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } أنظر إلى من نسبهم في العبودية { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } وهذا أعظم النداء ..