نفى مسؤول امريكي بارز أن تكون الخارجية الأمريكية مصدر المعلومات التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" بشأن اتخاذ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قرارا نهائيا ألا يعود إلى اليمن بسبب ضغوط أمريكية مورست عليها. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إن الموقف الأمريكي تجاه الوضع في اليمن لم يتغير وإن واشنطن لا تزال تدعو إلى انتقال سلمي منتظم وفوري للسلطة في اليمن لاعتقادها بأن هذه العملية الانتقالية تشكل أفضل وسيلة لخدمة مصالح الشعب اليمني وبأن هذه العملية لا يمكن أن تنتظر قرارا ليتخذ بشأن مستقبل الرئيس صالح. وقال تونر لراديو "سوا" الامريكي: "بالنسبة لمستقبل الرئيس صالح، هذا شيء نترك له أن يتحدث عنه، ولا أعرف ما إذا كان قرّر البقاء في السعودي أم لا". وأضاف تونر أنه في نهاية المطاف يعود للرئيس صالح تحديد هذا الأمر أو إعلانه من خلال الحكومة اليمنية أو منه شخصيا. وكانت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية نقلت عن مصادر امريكية ، لم تسمها، ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قرر ألا يعود إلى بلاده نهائيا، وذلك بسبب خوفه من محاكمة مثل التي أجرتها الثورة المصرية للرئيس المصري السابق حسني مبارك. واضافت المصادر ان السفير الأمريكي لدى اليمن جيرالد فايرستاين، طلب من رئاسة الخارجية الأمريكية ألا تتحدث عن الضغوط الأمريكية على صالح، ولكن عن المصالح الأمريكية وذلك لأن صالح، كما قال السفير شخص عنيد، ويجب عدم وضعه في ركن ضيق. وقالت المصادر أن معارضين لصالح داخل اليمن طلبوا هم أنفسهم من السفير "عدم التفاوض مع صالح في وسائل الإعلام، لأن صالح حسب معارضيه مستعد ليتحالف مع الشيطان، "القاعدة"، ومع الحوثيين، على الرغم من عدائه القوي لهم". وقالت المصادر الأمريكية إن السفير نقل لوزارة الخارجية أن صالح إذا عاد فسيكون أكثر غضبا على معارضيه، خاصة الذين حاولوا قتله، خاصة أن إصابات صالح لا تمنعه من العودة لأنها حريق خارجي، ومشاكل في التنفس. من جانبها، أعلنت أحزاب المعارضة اليمنية في تكتل اللقاء المشترك عن اجتماع تأسيسي في السابع عشر من الشهر الجاري لإشهار جمعية وطنية لقوى الثورة الشعبية السلمية، وقالت إنه سينبثق عن هذه الجمعة الوطنية مجلس وطني يتولى قيادة قوى الثورة لاستكمال عملية التغيير الثوري والسياسي حسب قولها. من جانب آخر، ذكرت مصادر حكومية يمنية الثلاثاء أن عدد النازحين من محافظة أبين جراء المواجهات المسلحة الدائرة هناك منذ قرابة شهرين بين قوات الجيش اليمني ومسلحي تنظيم القاعدة ارتفع ليصل إلى 100 ألف نازح ونازحة. وقالت المصادر إن 75 ألف نازح يتوزعون على محافظين عدن ولحد، فيما نزح قرابة 25 ألف شخص في إطار المحافظة. وكان عقد الاثنين اجتماع موسع للجهات الحكومية بالمنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في اليمن ناقش أوضاع النازحين في محافظات صعدة وعمران وصنعاء جراء الحرب في شمال البلاد مع الحوثيين، إضافة إلى أوضاع النازحين في محافظة أبين. ويواصل مسلحو القاعدة السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وعدة مدن وبلدات، في حين تستمر المواجهات مع هذه العناصر المتطرفة. على صعيد آخر، فرقت قوات الأمن اليمنية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت اليمنية مظاهرة ليلية الاثنين خرجت للتنديد بما يسمى عسكرة مدينة الشحر المجاورة. وقال شهود عيان إن شخصين جرحا برصاص قوات الأمن. وكان شخصان قتلا وجرح آخرون في مدينة الشحر برصاص الأمن اليمني عندما خرجوا قبل عدة أيام في مظاهرة للتنديد بقتل رجال الأمن لأحد أبناء المدينة. وفي حضرموت أيضا قتل شخص في نزاع على المشتقات النفطية المنعدمة تقريبا من محطات التعبئة والتي تباع في السوق السوداء.