أكد خبراء أسواق المال ومحللون ماليون وجود تأثيرات مرتقبة علي أداء الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" بسبب حملات المقاطعة التى تعرضت لها جراء قيام رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار المساهم الرئيسي ب "موبينيل" ، بنشر صوراً مسيئة للمسلمين علي صفحته الخاصة بموقع "تويتر". وقالوا أن اتجاه الشركة لإطلاق حملة ترويجية وتسويقية ضخمة بمثابة طوق النجاة الأخير لإنقاذها من كبوتها، لا سيما مع تراجع أعداد مشتركيها الحاليين وانتقال عدد كبير منهم إلى الشركات المنافسة. رى وائل عنبة، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الأوائل لإدارة المحافظ المالية، أن أزمة "موبينيل" بدأت قبل قيام ساويرس بنشر الرسوم الكاركتيرية، عندما أعلنت عن انخفاض كبير فى إعداد المشتركين أواخر أبريل الماضي نظراً لانخفاض العروض التسويقية التى تقدمها لعملائها عن باقي الشركات الأخري المنافسة وهو ما دفع البعض إلى التوجه نحو الشركات الاخري . توقع عنبه أن تتأثر نتائج الربع الثالث سلبياً فى الربع الثالث من العام الجاري وليس الربع الثاني وذلك لأن الأزمة حدثت فى الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي، كما توقع انخفاض أعداد المشتركين اذ لم تنجح الشركة فى تلافى التداعيات السلبية للازمة التى تمر بها حالياً . ويرى عنبه أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو قيام ساويرس بتقديم عروض ترويجية قوية تساعد الشركة على تلافي الأزمة الراهنة، مشيراً إلى أن أسهم "موبينيل" فى البورصة تأثرت بشدة خلال الجلسات القليلة الماضية، إلا أنه يرى أن التوزيعات المرتفعة ستساعد السهم على الحفاظ على قيمته فى السوق المصري، إضافة إلى أن اتفاقية البيع التى وقعها "ساويرس" مع فرانس تيليكوم تضمن له بيع السهم بسعر يبدأ من 222 جنيه خلال الثلاث سنوات المقبلة . ويتفق مع الرأى السابق.. ولاء حازم، نائب مدير إدارة الأصول بشركة اتش سي لتداول الأوراق المالية، متوقعاً تأثر إيرادات الشركة فى الفترات المقبلة خاصة مع إقبال عدد من عملاء "موبينيل" للتحول الى شركات أخرى منافسة . أضاف حازم أن "ساويرس" ليس الطرف الرئيسى فى أزمة "موبينيل" ليس بصفته المالك الرئيسى للشركة، وإنما تضم الشركة مساهمون آخرون، أبرزهم شركة "فرانس تيليكوم" الفرنسية، وبالتالي فإن المتضرر الأكبر سيكون المساهمون الآخرون، مطالباً بضرورة قيام الشركة بتوضيح ذلك للعملاء حتى يتفهموا الأمر كاملاً ويعوا تماماً أن ما يحدث يؤثر على أداء الشركة وخططها المستقبلية . ويرى حازم أن الحل الوحيد لخروج "موبينيل" من هذه الأزمة هو التخطيط لعروض دعائية وترويجية ضخمة تساعد فى جذب عملاء جدد، خاصة وأن سوق الاتصالات المصري من الأسواق التى تتأثر إيجاباً بشكل كبير بانخفاض الأسعار والعروض الجاذبة . وأشار عيسى فتحى، العضو المنتدب لشركة "سوليدير" لتداول الأوراق المالية، إلى أن السبب الرئيسى لمشكلة "موبينيل" يرجع إلى الالتباس الديني والسياسي والاقتصادي الذى يعيشه المصريين فى الوقت الراهن فى أعقاب ثورة 25 يناير، لاسيما بعد ردود الأفعال المبالغ فيها من قبل بعض الأطراف . وقال عيسى: "شركات الاتصالات المنافسة اصطادت فى "المية العكرة"، ونجحت فى جذب عملاء جدد عبر الترويج لعروض جيدة ودقائق مجانية وذلك فى أطار "المنافسة غير الشريفة" وهو ما قد يؤثر على أعداد مشتركي موبينيل مستقبلا ". أوضح عيسى ان شركة موبينيل ليست ملكاً لساويرس وحده، إنما مملوكة لعدد من المساهمين، وقد يلجأ ساويرس فى حال تفاقم الأزمة إلى بيع حصته فى الشركة إلى فرانس تيليكوم طبقاً لما هو متفق عليه فى العقد الذى تم توقيعه العام الماضي وبالتالي سيكون حملة الأسهم هم الأكثر تضرراً . أكد العضو المنتدب لشركة "سوليدير" لتداول الأوراق المالية ان الشركة فى حاجة إلى دعم قوي من الدولة ، مقترحاً ان يقوم مجلس الوزراء بعقد اجتماع بين أطراف المشاحنات بهدف تهدئة الأمور استيضاح الموقف كاملاً . وطالب عيسى بضرورة التعقل فى إدارة مثل هذه القضايا خاصة بعد الاعتذار الأخير الذى قدمه ساويرس على إحدى قنواته الفضائية وتأكيده على احترام الدين الاسلامي والمسلمين ، كما طالب "موبينيل" بضرورة وضع خطط إعلانية ضخمة فى صفحات الجرائد وعلى شاشات التلفزيون تضم اعتذار ساويرس مغلف بالحملات الترويجية التى تساعد فى جذب شرائح جديدة من العملاء . وعن أداء السهم فى السوق، قال عيسى أن سهم "موبينيل" بداً فى التماسك اعتباراً من الساعة الأخيرة لجلسة الثلاثاء وحتى تعاملات اليوم ، مؤكداً على ان قيام الشركة بحملة ترويجية ضخمة قد تخفف من وطاة الأزمة الحالية وهو ما سوف يؤثر ايجابياً على أداء السهم وقد ينقله نقله أخرى فى السوق . وأكد مصدر بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أن المؤشرات المبدئية لعمليات انتقال العملاء خلال الفترة الحالية تؤكد انتقال عدد كبير من مشتركي "موبينيل" إلي شركتي "فودافون" واتصالات" بسبب حملات المقاطعة، مشيرا الي مساهمة عروض إلغاء رسوم الانتقال بنفس الرقم وتحميلها للشركة المنتقل إليها في جذب مزيد من العملاء. وفقدت "موبينيل" 90 الف عمليا ابريل الماضي في خطوه سبقت حملات المقاطعه فيما اضافت فودافون مصر 470 الف مشترك واتصالات 340 الف مشترك الشهر نفسه . ومن جانبها أقرت "موبينيل" باتجاه عدد من عملاء الشركة لإلغاء تعاقداتهم معها والانتقال إلى شركات أخرى منافسة بسبب حملات المقاطعة. وقال حسان قبانى، الرئيس التنفيذى للشركة، فى تصريحات سابقة، إن بعض العملاء استجابوا لدعوات مقاطعة الشركة التى لا يمتلك فيها ساويرس حصة كبيرة أو مسيطرة، بل هى مملوكة لمجموعة مساهمين أبرزهم شركة أورانج ذراع فرانس تليكوم الفرنسية. وأشار إلى أن الشركة قد تعيد النظر فى خطتها الاستثمارية المنتظر عرضها على مجلس الإدارة خلال الشهر المقبل نظراً للغموض الذى يحيط بالوضع الحالى، خاصة أن أى مسؤول حكومى لم يخرج بكلمة واحدة لمساندة الشركة فى الأزمة التى تمر بها الآن، موضحاً أن الشركة كانت تعتزم ضخ 3 مليارات جنيه استثمارات فى شبكتها، لكن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدى إلى تضاؤل فرص موافقة مجلس الإدارة على الخطة الاستثمارية المزمع تنفيذها بعد عرضها على الإدارة. وأستبعدت المجموعة المالية هيرمس القابضة ، تاثر إضافات مشتركى "موبينيل" فى الربع الثاني بسبب المقاطعة التى حدثت أواخر يونيو الماضي ، وتوقعت صافى اضافات للمشتركين بحوالى 400 ألف مشترك فى الربع الثاني، والتى تعد اقل اضافات متوقعة بين مشغلين المحمول الثلاث. وتوقعت هيرمس أن يشهد أداء موبينيل تحسناً فى الربع الثاني مقابل الربع الماضي، كما توقعت ارتفاع متوسط العائد للمستخدم الواحد خلال الربع مقابل الربع السابق بنسبة 4%، ليؤدى الى زيادة ربعية بنسبة 8% فى ايرادات اللاسلكى.فيما توقعت ارتفاع هامش الربح قبل استقطاع الفوائد والضرائب والاهلاك والاستهلاك المجمع بمقدار 37% ، وتوقعت ان تسجل الارباح 173 مليون جنيه مقابل 23 مليون جنيه فى الربع الاول. وتأثرت أسهم "موبينيل" بشدة على خلفية حملات المقاطعة ، وهوى السهم باكثر من 12.4% خلال 8 جلسات ليتراجع من مستوي 134.93 جنيه (إغلاق فى 28 يونيو) وصولا الى مستوى 118.16 جنيه (إغلاق أمس )، ونجح السهم خلال جلسة اليوم فى تعويض جانب من خسائره مسجلا ارتفاع قدره 1.09% ليغلق عند 119.45 جنيه بتداول 66.9 الف سهم بلغت قيمتهم حوالي ثمانية ملايين جنيه من خلال 133 صفقة منفذة . يبلغ رأسمال "موبينيل" المصدر والمدفوع مليار جنيه موزع على عدد 100 مليون سهم بقيمة أسمية 10 جنيهات للسهم الواحد ، ويتوزع هيكل ملكيتها على موبينيل للإتصالات بنسبة 51% وأوراسكوم تليكوم القابضة ب 20% و أسهم التداول الحر بنحو 29% .