مثل كرة الثلج الساقطة من أعلي قمة الجبل تأخذ أزمة صورة (ميكي ماوس باللحية وميمي ماوس بنقاب) التي نشرت علي الحساب الشخصي للمهندس نجيب ساويرس علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في التصاعد والتحول إلي كرة ضخمة تجرف كل من في طريقها.. ولم يعد الأمر مجرد هزار نشر عن طريق الخطأ كما يقول ساويرس والمقربين من حوله- والذين يقولون في دفاعهم عنه انه لا يتعامل بشكل مباشر مع إيميلاته ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به لكثرة سفرياته ومسئولياته.. حيث تتولي سكرتاريته عرض ما يرد إليه من رسائل.. لكنه دفاع هش.. ساهم فيه اعتذاره علي حسابه بتويتر .. وهو بالتأكيد علم من هؤلاء المقربين منه ان مستخدمي التويتر في مصر محدودون مقارنة بعدد مستخدمي الفيس بوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي والشات. كما أن الأمر انتشر كالنار في الهشيم..وعرف حتي من لا يستخدم هذه الوسائل بأمر الصورة الأزمة..والتي استفزت مشاعر المسلمين (خاصة السلفيين) وتم رفع دعوي قضائية ضد نجيب بتهمة ازدراء الأديان.. كما –وهذا هو الأهم- بدأت حملة لمقاطعة لشركة موبينيل والتخلص من شرائح المحمول الخاصة بها..وذلك من خلال الفيس بوك والإنترنت...وزاد الإيقاع الغاضب بتلك المظاهرات التي انطلقت من عدة مساجد في مختلف المحافظات. ولمن لا يعلم فإن شركة موبينيل (الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول) ما هي إلا شركة تمتلك شركة " فرانس تيليكوم" الفرنسية نسبة 52.17٪ من اسهمها ، وتمتلك فيها شركة "اوراسكوم للاتصالات" 02٪ من أسهمها وهي شركة تعمل في مصر فقط..أما أوراسكوم للاتصالات فهي شركة مصرية يمتلك المهندس نجيب ساويرس وعائلته 15٪ من أسهمها ، وله حق إدارتها كونه مالك الحصة الأكبر والشركة تعمل في الجزائر والعراق وزيمبابوي وهونج كونج وباكستان وبنجلاديش إضافة إلي مصر. وربما تكون مفاجأة للبعض منا عندما يعلم أن نجيب ساويرس يمتلك في "موبينيل" 02٪ فقط من الأسهم.. أما اوراسكوم للاتصالات فله بها 15٪ وقيمة السهم في شركة اوراسكوم للاتصالات ب04 قرشا.. بينما قيمة السهم في موبينيل 01جنيهات..ومنذ أسبوعين تقريبا –نشرت مجلة البورصة - خبرا مفاده أن ساويرس قرر أنه سيقوم بإجراء تقييم لأسهمه في اوراسكوم وتقييم لأسهمه في موبينيل من أجل أن يبادل ويشتري حصة اكبر من الأسهم في موبينيل.. طبعا أزمة الصورة وكما قلنا إضافة إلي حالة من التخوف تسيطر علي حاملي أسهم موبينيل منذ أن أحال المستشار عبد المجيد محمود النائب العام صفقة موبينيل إلي نيابة الأموال العامة العليا لعدم معرفتهم لموقفهم في حالة إثبات استيلاء ساويرس علي 24 مليون سهم بقيمة 572 قرشا للسهم من صندوق التأمينات الاجتماعية وهيئة الاتصالات والمواصلات والبنوك في حين أن القيمة العادلة للسهم من 11 الي 31 جنيها مما تسبب في خسائر فادحة وإهدار المال العام بسبب المجاملات في عصر النظام السابق.. كما أن المتابع الجيد لسوق الاتصالات والانترنت في مصر يعلم جيدا أن المزاج في السوق الآن يرفض التعامل مع خدمات موبينيل (خطوط- إنترنت -اجهزة-خدمات) في ظل هذه الأزمة..والتي قلنا في البداية إنها أخذت في الاتساع.. وبالطبع بدأت أسهم شركة موبينيل في البورصة في الهبوط!.. وبالطبع لم يكن حزب "المصريين الأحرار" بعيدا عن تلك الأزمة إذ بدأت شظاياها تصيبه بجروح بليغة فهناك حالات لاستقالات جماعية في بعض المحافظات كما أن الداعين له في بعض المحافظات توقفوا عن الترويج لمبادئه..وهو الأمر الذي دعا الحزب إلي إصدار بيان يستنكر فيها محاولات تحجيم الحزب في شخص واحد رغم دعواته المستمرة بأنه حزب كل المصريين مبرراً الإشكالات التي أثارتها الرسومات من حملات مقاطعة لشركات ساويرس ومسيرة ضد الحزب واستقالات جماعية بالإسماعيلية بسعي بعض القوي السياسية إلي عرقلة مسيرة حزب المصريين الأحرار.. لكني أقولها للمهندس نجيب ساويرس وأنا أعلم يقينا أنه رجل ذكي جدا وبيحسبها بالورقة والقلم.. لم يعد كافيا الآن أن تدخل كل ساعة تقريبًا علي حسابك بموقع تويتر لقراءة آخر الانتقادات المكتوبة لك بسبب هذه الصورة والرد علي كل منتقديك ومحاولة تبرير موقفك وتكريرك لجملة "أنا أعتذر" علي الأقل وتأكيدك أنك لم يكن لديك أي نية للسخرية من أي دين وأنك لن تفعل هذا مجددا..وقولك بشكل صريح: "أعتذر لمن لم يأخذ الصورة علي محمل المزاح أنا اعتبرتها صورة مضحكة ولم أعني بها عدم احترام لأي أحد.. أسف"!.. آقولها لك: بلاش تهزر تاني.. السياسة مش لعبتك والمصريين بيفهموا بسرعة اللي بيلعب معاهم!.