تراجعت الأخبار والتقارير الخاصة بالثورات العربية في الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس، لكن ملفات أخرى متعلقة بمنطقة الشرق الأوسط بقيت في منطقة الضوء. "رجال الدين السعوديون يستغلون شبكات التواصل الاجتماعي لنشر دعوتهم"، كان هذا هو العنوان الذي اختارته مراسلة صحيفة الفاينانشيال تايمز عبير علام لتقريرها من الرياض. تقول الكاتبة إن الشيخ عبد الله بن جبرين، الذي تصفه بأنه "رجل دين سعودي بارز"، استطاع أن يحشد ما يقرب من 6000 مؤيد خلال أسابيع فقط من "انضمامه" إلى موقع تويتر على شبكة الانترنت. ويعرض التقرير نماذج لبعض الاسئلة التي يطرحها الشباب على بن جبرين مثل الاستفسار عن قيادة السيارات دون السن القانونية المسموح بها، فيجيب قائلا "إنها خطرة وذلك بسبب نزوع الشباب إلى التسابق، ولذلك فهي غير إسلامية". وسؤال آخر عن صفات المسلم الصالح، فيجيب بن جبرين "يجب أن لا يشربوا الخمر وأن لا يشاهدوا المواد الخليعة". وسؤال ثالث "هل الاستحمام يوم الجمعة واجب إسلامي"، فيجيب "نعم، هو كذلك". لكن الكاتبة تعود لتخبرنا أن بن جبرين نفسه لم يعرف استخدام موقع تويتر، فهو قد توفي قبل عامين عن عمر ناهز 76 عاما، "لكن تلاميذه أحيوا الفتاوى التي أصدرها لتصل إلى الجيل الجديد". ويضيف التقرير أن رجال الدين السعوديين قد "تبنوا الوسائط الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب، مجتذبين الآلاف من المؤيدين". وتقول الكاتبة أن "الليبراليين والنشطاء والشباب الباحثين عن لقاء أناس من الجنس الآخر ربما كانوا أوائل المتبنين لهذه المواقع، لكن رجال الدين ينافسون الآن من أجل النفوذ". ويضيف التقرير أن "صور الملفات الشخصية للنجمات الغربيات المثيرات قد تراجعت أمام صور أخرى لرجال ملتحين يرتدون غطاء الرأس التقليدي الأبيض أو ذا اللونين الأبيض والأحمر وهم يلقون نظرة ملؤها التفكير العميق". وينقل التقرير عن سعود كاتب، وهو استاذ في الإعلام قوله "إنها خطوة في غاية الذكاء". ويضيف كاتب "نرى الآن على تويتر العديد من الآراء التي تعبر عن مجتمعنا المحافظ، إنها تعارض آراء الليبراليين الذين كانوا روادا"، في إشارة إلى انضمامهم إلى المواقع الاجتماعية في وقت مبكر. نطالع على صفحات الغارديان تفاصيل أزمة جديدة قد يتعرض لها الرئيس الأمريكي باراك أوباما. يقول ايد بيكينغتون مراسل الصحيفة في نيويورك إن إدارة أوباما صادقت على الاحتجاز السري لصومالي على خلفية اتهامات بالإرهاب، وذلك على متن سفينة عسكرية أمريكية. ويضيف المراسل في تقريره أن الصومالي أحمد عبد القادر احتجز لفترة شهرين خضع خلالها إلى التحقيق العسكري في غياب أي محام يدافع عنه ومن دون توجيه تهمة له. ويشير التقرير إلى أن القبض على أحمد والمعاملة التي تعرض لها قد أعادا إلى الواجهة الحوار بشأن التعامل الأمثل مع المشتبه فيهم بتهمة الإرهاب. ويضيف بيكينغتون أن الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي اعترضوا على ترحيل أحمد إلى نيويورك خلال الأسبوع الجاري لمحاكمته أمام محكمة جنائية. وهو ما يصفة بأنه "محاولة من إدارة أوباما لتجنب إرسال المعتقل إلى معتقل غوانتنامو الذي وعد بإغلاقه". ويشير بيكينغتون إلى وجهة النظر الأخرى، "تعترض جماعات ناشطة في مجال الحقوق المدنية على الاستجواب السري الذ خضع له أحمد على متن سفينة عسكرية". ويصف التقرير هذا النوع من الاعتقال بأنه "إبتكار" تخشى الجماعات المدنية من أن يتحول إلى شكل جديد من مراكز الاعتقال التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية. ويضيف الكاتب "هناك دليل ما على أن الحكومة الأمريكية قد تحولت إلى الاعتقال في عرض البحر كوسيلة لتفادي العوائق القانونية والسياسية بشأن معاملة المشتبه في أنهم إرهابيون". وتقول الغارديان إن الأدميرال ويليام ماكرافين، الذي سيصير قريبا رئيس قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، قد أخبر لجنة اعتماده للمنصب في الكونغرس الأمريكي بان المسلحين الذين يلقى القبض عليهم خارج افغانستان غالبا ما "يرسلون إلى سفينة حربية". صحيفة الاندبندنت نشرت تقريرا عن محاولات اسرائيلية تركية للتوصل إلى تسوية بشان الهجوم الاسرائيلي على أسطول الحرية في مايو/ أيار 2010، بعنوان "الخلاف الاسرائيلي التركي يؤجل تقرير الأممالمتحدة عن أسطول الحرية". تقول الصحيفة، في التقرير الذي أعدته كاترينا ستيوارت من القدس، إن مسؤولين اتراك وإسرائيليين يعملون "بصورة محمومة في الخفاء" للتوصل إلى وثيقة لتسوية الأزمة بين البلدين. وتذكر الاندبندنت بأن تلك الحادثة أدت إلى مقتل تسعة ناشطين أتراك على متن السفينة التي كانت متجهة لكسر الحصار الاسرائيلي البحري على قطاع غزة. وتضيف الصحيفة أن "النشاط الدبلوماسي الذي شهدته واشنطن" ظل خطوة ضرورية لاتمام تقرير الأممالمتحدة بشان حادثة اسطول الحرية، والذي طال انتظاره لفترة طويلة. وتقول الاندبندنت أن تقرير الأممالمتحدة كان من المفروض أن يرى النور اليوم. وتنقل الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن إصدار التقرير سيؤجل إلى أن تتمكن الحكومتان التركية والاسرائيلية من التوصل إلى تفاهم. ونطالع على صفحات الدايلي تيليغراف تقريرا بعنوان "الثوار يشنون حربا ليلة سرية على شوارع طرابلس"، أعده أدريان بلومفيلد من العاصمة الليبية. يقول بلومفيلد إن هناك "حرب عصابات خفية تشنها خلايا سرية تابعة للثوار". ويضيف الكاتب أن هذه الهجمات التي تنشط بصورة أساسية في الليل تمثل تحديا متزايدا لسيطرة القذافي على طرابلس. وينقل التقرير عن سكان العاصمة الليبية أن موجة من حوادث إطلاق النار من سيارات متحركة والهجمات على نقاط التفتيش وعن معارك متكررة بمجرد حلول الظلام. ويشير الكاتب إلى أنه على الرغم من دخول الحكومة الليبية في معارك مع المعارضة على ثلاث جبهات في شرق العاصمة وجنوبها، إلا أنها تؤكد بسط الهدوء في طرابلس. ويضيف الكاتب أن الحكومة الليبية تصور طرابلس على أنها "معقل للولاء الثابت للعقيد معمر القذافي". ويصف بلومفيلد الوضع في طرابلس، مشيرا إلى اختلاف ما بين ساعات الليل والنهار. يقول الكاتب "تكتسب المدينة في ساعات النهار مظهرا خادعا بأن كل شىء طبيعي وبالولاء إلى النظام". ويتابع "لكن الطلقات النارية الغامضة يمكن أن تسمع ليلا بمعدلات أكثر تكرارا من صوت قنابل الناتو المتساقطة". .