يجري مجلس الأمن الدولي مشاورات بشأن الوضع في سوريا الأربعاء، وقال دبلوماسيون إن الهدف من هذه المشاورات هو تهيئة الأجواء لتحرك سريع بِشأن مشروع قرار ترعاه الدول الأوروبية يدين القيادة السورية وطريقة تعاملها مع المتظاهرين. وسيستمع المجلس إلى تقرير مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة للشئون السياسية لين باسكوي بشأن أحدث التطورات في سوريا خاصة تلك التي وقعت في نهاية الأسبوع وأسفرت عن مقتل العديد من الأطفال. وقال وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه إن التصويت على مشروع قرار يدين النظام السوري لقمعه المحتجين سيكون في غضون أيام وربما ساعات داعياً المجتمع الدولي للنهوض بمسئولياته. وكان سوريون قد فرو صباح الاربعاء من بلدة مضطربة متجهين الى حدود تركيا خوفا من العنف واراقة الدماء مع اقتراب قوات تدعمها الدبابات لديها أوامر بالسيطرة على الموقف بعد أن اتهمت الحكومة عصابات مسلحة هناك بقتل عشرات من قوات الامن. وعلى الرغم من تردد أنباء عن سقوط قتلى على مدار أيام في بلدة جسر الشغور تفاوتت بين تقارير رسمية تحدثت عن مسلحين ينصبون كمائن للقوات وبين أقوال سكان عن تمرد داخل الجيش فان الوضع هناك أثار قلقا دوليا من أن العنف ربما يدخل مرحلة جديدة أكثر دموية بعد ثلاثة أشهر من الاضطرابات الشعبية التي خلفت اكثر من 1000 قتيل. وقادت فرنسا وبريطانيا الجهود الداعية لاتخاذ الاممالمتحدة خطوات ضد الرئيس السوري بشار الاسد، لكن روسيا قالت انها ستستخدم حق النقض /الفيتو/ في مجلس الامن التابع للامم المتحدة ضد اي تدخل في سوريا مشيرة الى عمليات القصف غير الحاسمة التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي في ليبيا. ويساور دول مجاورة منها اسرائيل وتركيا القلق من أن تحول البلاد الى الفوضى يمكن ان يشعل صراعا طائفيا ويفرز اسلاميين متشددين يلجأون الى العنف كما حدث في العراق المجاور بعد الغزو الامريكي عام 2003 . لكن القوى الغربية واصلت الضغوط، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في كلمة للبرلمان تحدث خلالها بلهجة مشددة "الرئيس الاسد يفقد الشرعية وعليه اما الاصلاح أو التنحي، وقال ان حكومات اوروبية تتطلع لفرض مزيد من العقوبات، ونحن نعمل على اقناع دول اخرى بأن مجلس الامن لديه مسؤولية اتخاذ موقف، وتعارض روسيا فيما يبدو ادانة عامة للاسد فضلا عن السماح بأي عمل عسكري ضده. ولم يذكر الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي حث الاسد الشهر الماضي على قيادة عملية تحول للديمقراطية أو الابتعاد عن الطريق في تصريحات خلال افادة صحفية الثلاثاء، وفي بروكسل قال فلاديمير تشيزوف سفير روسيا لدى الاتحاد الاوروبي "احتمال صدور قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة على غرار القرار 1973 بخصوص ليبيا لن يلقى تأييدا من جانب بلادي. وفى سياق متصل أعلنت وكالة الاناضول التركية للانباء ان حوالى 122 سوريا بينهم نساء وأطفال عبروا الحدود الى تركيا مساء الثلاثاء طلبا للجوء، وأضافت أنهم نزلوا في خيام نصبت قرب الحدود في اقليم هتاي التركي