الامم المتحدة - فشل مجلس الامن الدولي في استصدار بيان مدعوم اوروبيا يدين فيه النظام السوري بقمع المتظاهرين "السلميين" بوحشية. وقال المجلس انه سيحاول مرة ثانية اليوم الاربعاء استصدار بيان بعد ايجازات مسؤولين في الاممالمتحدة للمجلس حول اخر تطورات الاوضاع في سوريا. وقال السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الليلة الماضية للصحافيين في اعقاب اجتماع اطلع المجلس على الاوضاع في سوريا واليمن وليبيا وغيرها من القضايا "سأدعو مساعد السكرتير العام للشؤون السياسية لايان باسكو الى تقديم ايجاز مفصل لاعضاء مجلس الامن بالتفصيل (الاربعاء) حول الاوضاع لمساعدتهم في كيفية التعامل الافضل مع المسألة واتمنى بان تاخذ القيادة السورية هذا الوضع بجدية والاستماع الى التطلعات الحقيقية لشعبها". من جهته قال رئيس مجلس الامن الدولي السفير الكولومبي نستور اوسوريو للصحافيين في اعقاب الاجتماع ان اعضاء المجلس سيحاولون الاربعاء (اليوم) بعد ايجاز باسكو مناقشة الوضع "وسأرى موقف المجلس ازاء اصدار بيان". وفي اعقاب ايجاز بان امس ناقش مجلس الامن مشروع استصدار بيان يدين فيه الاعتداء على المتظاهرين ويدعو الى ضبط النفس من قبل جميع الاطراف واحترام حقوق الانسان والموافقة على دعوة السكرتير العام بان كي مون لفتح تحقيق دولي مستقل في اعمال العنف. ويقال في الاممالمتحدة ان روسيا والصين ولبنان سيعارضون اصدار مثل هذا البيان علما بان اصدار اي بيان من قبل مجلس الامن يجب ان يكون بالاجماع. من جهتها قالت السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس للصحافيين الليلة الماضية ان مجلس الامن اجتمع بشكل رئيسي للاستماع الى ايجاز بان حول عدد من المواضيع مضيفة ان المجلس سيناقش اليوم الاربعاء تقرير باسكو. وذكرت ان المجلس سيجري نقاشا حول رد فعل المجلس ازاء التقرير وسيدرس المدى الذي ستصل اليه هذه المسألة "ولهذا لم تتح لنا الفرصة الكاملة للقيام بهذا الامر واتمنى ان نتمكن من القيام به قريبا". وحول ما اذا كان مجلس الامن يتعامل مع الاوضاع في ليبيا وسوريا بشكل مختلف وانه ليس صارما ازاء دمشق كما كان ازاء طرابلس قال بان "عندما تصل الامور الى المبادىء الاساسية لحقوق الانسان فان المعايير نفسها يجب ان تطبق ولكن ما اقوله ان الاوضاع التي نراها في الكثير من الدول تختلف..فهي مختلفة قليلا هنا وهناك ولذا علينا اتخاذ الاجراءات الضرورية التي تتماشى مع كل وضع". واوضح "لكل وضع خلفية مختلفة وهو بالفعل وضع مختلف والواضح ان الوضع في ليبيا مختلف عن الوضع في سوريا". ورحب بان بدعوة الحكومة السورية للمفوض الاعلى لمكتب حقوق الانسان قائلا "لنرى كيف يجد المفوض الاعلى الوضع هناك وبعدها سنناقش الاجراءات التي يتطلب اتخاذها كما انني بانتظار مناقشات اعضاء مجلس الامن الاربعاء (اليوم)". وعارضت رايس بشدة معاملة الحكومة السورية لمواطنيها قائلة "نعارض بشدة هذه المعاملة وسنواصل معارضتنا لتصرفاتها المخلة بالاستقرار بشكل عام ومن بينها دعمها للارهاب والجماعات الارهابية". واضافت انه بدلا من الاستماع الى شعبه "فان الرئيس الاسد يلقي باللوم على جهات خارجية في حين يسعى الى المساعدة الايرانية في قمع المواطنين السوريين من خلال الاساليب الوحشية نفسها التي يستخدمها النظام الايراني". وحول التورط الايراني في قمع المتظاهرين السوريين قالت رايس "لن اخوض في التفاصيل حول هذا الموضوع ولكن اوضحنا مرارا اننا واعون جدا وقلقين ازاء الادلة بوجود تورط ايراني نشط ودعم للحكومة السورية في قمع شعبها". وردا على سؤال حول تعامل مجلس الامن ازاء الوضع في سوريا بشكل مختلف عن ليبيا اضافت رايس "اجرينا نقاشا مبدئيا اليوم (امس) وسنخوض بالتفاصيل غدا الاربعاء (اليوم) واعتقد انه نظرا لخطورة الوضع يحتمل ان يكون لهذا الصراع الاثر على الامن والسلام الاقليميين". وقالت "كل وضع مختلف من حيث طبيعته واسبابه وعواقبه كما ان الاجراءات التي ستتخذ ستكون مختلفة وفقا لما يراه مجلس الامن مناسبا". من جهته قال السفير السوري بشار الجعفري للصحافيين ان دعوة مجلس الامن لاجراء تحقيق تخطى حدود تفويضه مؤكدا ان " لسوريا حكومة وبامكاننا اجراء التحقيق بانفسنا بكل شفافية فليس لدينا ما نخفيه". واضاف ان الرئيس بشار الاسد شكل لجنة تحقيق وطنية بدأت بالتحقيق في الاحداث الاخيرة وما نجم عنها من ضحايا "فنحن نقوم بواجبنا ولسنا بحاجة الى مساعدة من احد". وما اذا كان هذا يعني ان سوريا لن تتعاون مع الاممالمتحدة والسماح باجراء تحقيق مستقل قال الجعفري "من المبكر جدا البت بالامر لان مجلس الامن لم يتخذ موقفا بعد.. الوضع في سوريا ليس بحاجة الى تحقيق دولي فنحن لسنا غزة". واضاف ان الرئيس الاسد اصلاحي ويجب ان يعطى فرصة لمهمته الاصلاحية السياسية في البلاد.