في ضوء فعاليات ملتقى تنشيط السياحة العربية البينية الذي تم أفتتاحه أمس و الذى تعقده وزارة السياحة بالتعاون مع منظمة السياحة العربية وتحت مظلة جامعة الدول العربية وذلك يومى 19 و20 إبريل الجارى بشرم الشيخ وقد شارك فى الملتقى وزراء سياحة كل من البحرين والسودان والأردن وفلسطين. وقد ألقى السيد بندر بن فهد آل فهيد أمين عام منظمة السياحة العربية كلمة أعرب فيها عن شكره لوزير السياحة المصرى السيد منير فخرى عبد النور للتنظيم المتميز للملتقى والحفاوة الأستقبال كما تقدم بالشكر لجميع المشاركين بالملتقى على اهتمامهم وتفاعلهم لتنمية السياحة العربية البينية. و أوضح أمين عام منظمة السياحة العربية فى كلمته الصعوبات التى تواجه المنطقة العربية الآن والتى أدت إلى أن تصل خسائر القطاع السياحى فى بعض البلدان العربية إلى 4 مليار دولار حيث أشار إلى أنه حينما واجهت السياحة العربية أزمات عديد مثل أنفلونزا الطيور ، أنفلونزا الخنازير ، الأزمة الاقتصادية العالمية أستطاعت السياحة العربية البينية آنذاك الحد من آثار هذه الأزمات مؤكدا على أنه يجب العمل الآن تحت شعار "نحو سياحة عربية متكاملة" حيث أن السياحة العربية البينية هى الملاذ الآمن لمواجهة تلك الأزمات والمعوقات، متمنيا أن تنطلق الشراكة المثمرة بين القطاعين الحكومى والخاص وتقوية الروابط وتوحيد الجهود المشتركة فى ضوء الدور الأستراتيجى للسياحة العربية البينية فى تنمية المجتمعات المحلية وتدعيم جسور الإخاء بين الشعوب وأبراز تاريخ المنطقة أمام المجتمع الدولى. كما شدد آل فهيد على ضرورة الخروج من الملتقى بتوصيات يتم تفعيلها تتضمن تنمية الصادرات والمساهمة فى تنمية الأستثمارات العربية والعالمية لكافة دول المنطقة. ثم ختم آل فهيد كلمته بتوجيه الشكر لكافة رعاة الملتقى على ما بذلوه من جهد لإخراج الملتقى فى هذه الصورة المشرفة. ثم ألقى السيد منير فخرى عبد النور كلمة أكد فيها على أهمية السياحة العربية البينية التى تُعد دائما جسرا قويا لمد أفاق التعاون والتفاهم بين كافة دول المنطقة حكومات وشعوب فمصر من الدول التى تضع السياحة العربية البينية فى مكانة متميزة وتعول عليها بشكل كبير فى نمو حركة السياحة الوافدة إليها ، مشيرا إلى الجهود المبذولة من تواصل دائم مع أشقائنا فى مختلف الدول العربية ومنها حملات الترويج فى وسائل الإعلام العربية وإيفاد قوافل سياحية إلى معظم الدول العربية أو استقبال وفود من هذه الدول لإطلاعهم على آخر مستجدات وتطورات السياحة المصرية مؤكدا على أن من أهم عوامل جذب السائح العربي إلى مصر هو ما يستشعره من تآلف ومودة مع أشقائه المصريين الذين يوضحون دائما فى تعاملهم مع أشقائهم من الدول العربية أنهم فى وطنهم الثانى. وأستطرد عبد النور حديثه موضحا ما شهدته مصر مؤخرا من أحداث هامة أثرت بشكل كبير على القطاع السياحى مما أدى إلى أنخفاض عدد السائحين الوافدين إلى مصر منذ أواخر يناير حتى نهاية مارس 2011 إلى (1.9) مليون وهو ما يمثل نسبة إنخفاض قدرها -45.3% عن نفس الفترة من العام السابق وقد شمل هذا الإنخفاض أيضآ الحركة السياحية الوافدة من السوق العربية حيث بلغ عدد السائحين العرب الوافدين إلى مصر خلال الفترة يناير/ مارس 2011 (296.068) سائح بنسبة انخفاض بلغت -40.8% عن نفس الفترة من العام الماضى. وفى نهاية كلمته أوضح وزير السياحة المصرى على أن هناك دعوة مشتركة من مصر وتونس والأردن ولبنان لزيارة هذه الدول حيث أنهم يئنون تحت وطأة الظروف الإستثنائية التى تمر بها هذه الدول ، كما وجه الدعوة لوزراء السياحة العرب والقائمين على هذه الصناعة في كل الدول العربية لبذل مزيد من الجهد والتعاون لإثراء السياحة العربية البينية والتي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أهميتها ليس فقط في دعم الأقتصاد في كافة الدول العربية ولكن أيضاً في تقوية وتعزيز العلاقات بين الدول العربية بعضها وبعض. وأخر شئ أود ذكرة والكلام لايزال على لسان وزير السياحة المصرى هو توجيه الدعوة لكافة أشقائنا فى الدول العربية المختلفة لزيارة وطنهم الثاني مصر والإستمتاع بما فيه من مقومات سياحية مختلفة والتي يحرص القائمون على صناعة السياحة المصرية على تطويرها دائماً بما يتناسب مع ما يفضله جميع السائحين العرب. ومن جانبها أشارت الدكتورة هيفاء أبو غزالة وزيرة سياحة الأردن إلى مبادرة "الأردن أحلى" والتى يتم من خلالها التعامل مع جميع السائحين العرب بالأردن كما يتم التعامل مع المواطنين الأردنيين ، وهو ما يعد عاملآ مؤثرا فى جذب المزيد من السائحين العرب إلى الأردن. كما تحدث السيد سليم شاكر المشرف على قطاع السياحة فى تونس موضحا ما تعرض له القطاع السياحى من خسائر إثر الأحداث التى تشهدها تونس والمنطقة بوجه عام ومؤكدا على ضرورة التكاتف لإثراء السياحة العربية البينية حتى يتم تجاوز هذه المحنة.
ويستمر ملتقى تنشيط السياحة العربية البينية فعاليانه اليوم بعقد عدة جلسات ستتناول عدد من الموضوعات منها الخسائر المتوقعة والخطة المقترحة لتنشيط القطاع السياحى العربى وكيفية تأمين الإستثمار ضد المخاطر الإقليمية ودور التسويق الألكترونى فى تنشيط السياحة العربية البينية.