أحمد سيف الإسلام أكد" أحمد سيف الإسلام" نجل الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين؛ أن شخصية والده في مسلسل "الجماعة" الذي يعرض حاليا علي القنوات الفضائية لا تمثِّل الشخصية الحقيقية للإمام حسن البنا لا في المظهر ولا السلوك ولا التفكير ولا التصرفات، ولا يعطي انطباعًا حقيقيًّا عن الإمام حسن البنا. جاء ذلك خلال برنامج "مباشر مع" على فضائية (الجزيرة مباشر) مساء أمس، وقال: إن المسلسل حاول أن يصور الإمام بأنه يهدف إلى السلطة، وهو ما لم يحدث، مشيرًا إلى أنه لو كان البنا هدفه السلطة لنالها في سن مبكر، كما أنه لم يطلب شيئًا مقابل دعوته، ولم يتقرب من أحد مقابل أن يكون جزءًا من السلطة، وأوضح أنه في عام 1946م اعتذر البنا عن حضور "عيد الجلوس الملكي" بحضور الملك فاروق والقوات المسلحة؛ لأنه حفل وليس استعراضًا عسكريًّا وقال: إن الإمام البنا كانت صفته الأولى "الزهد" في المظاهرة.. وأشار إلى أن المسلسل زيَّف حقائق تاريخية واختلق أخرى، ضاربًا المثل بما ذكره المسلسل عن الشركة الفرنسية وتبرعها للإخوان المسلمين، وقال إن ما ورد ليس حقيقيًّا، موضحًا أن الحقيقة أوردها الإمام البنا في كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" بأن الشركة الفرنسية كانت مسيطرة على الإسماعيلية، ومتكفلة بالمياه والنور وكل شيء فيها، وقامت ببناء كنيسة في الإسماعيلية ب500 ألف جنيه، فاتهمهم الأهالي وقالوا لماذا لا تبني الشركة مسجدًا؟ ولكي تحسِّن الشركة صورتها أمام الشعب الإسماعيلي هبَّ مدير الشركة إلى موقع مسجد، وقال إنه سيتبرع ب500 جنيه، ورفض حسن البنا أن يأخذ هذا المبلغ. وأشار إلى أن المراجع التاريخية التي اعتمد عليها وحيد حامد مؤلف المسلسل غير كافية، إلا إذا تأكدت من مصادر أخرى، مستنكرًا أن يشوِّه حامد صورة الإمام عندما يظهره يقول: "بحبح إيدك شوية يا خواجة، وكتر خيرك، وكنا طمعانين شوية أكتر، وقال: "هذا الكلام لا يقوله الإمام حسن البنا، ولم يصدر عنه إطلاقًا، ولم يوجد في أي كتاب ولا أي مرجع. متسألا: "هل هذا ما يسمى "إبداع" عند وحيد حامد؟"، مشيرًا إلى أن هِبة شركة القنال رفضها البنا على عكس ما ذكره المسلسل. وأضاف: "حسن البنا عمل ثورة في فهم الإسلام وفي الدراسات الفقهية والإسلامية، وطالب في أول مقال له صدر عام 1936م العلماء بأن يعيشوا لعصورهم، وأن يكتبوا لهذه العصور، وإعجاز القرآن يقتضي هذا لاختلاف العصور والأزمان، وهو قائد مدرسة التجديد، وأعتقد أنه بذل أقصى جهد في تجديد الإسلام وتوصيله بفهم جديد مؤثر كنظام اجتماعي شامل، بطريقة أعجبت العالم والمتعلم والرجل والمرأة وكل طوائف الأمة. ونفى من جهتة أن تتأثر الجماعة بالتشويه المتعمد لجماعة الإخوان ومؤسسها، مشددًا على أن المسلسل سيأتي بنتائج عكسية تمامًا لما أراده صانعوه ومن يقف وراءه. واستنكر سيف الإسلام محاولات تشويه التيار الإسلامي عبر الأعمال الفنية، مشيرًا إلى أن وحيد حامد قام في عام 1992م بكتابة فيلم "طيور الظلام" الذي سَخِر فيه من انتصار لجنة الشريعة والتيار الإسلامي في نقابة المحامين، بالرغم من أننا جئنا بإرادة الناخبين، وبالديمقراطية التي حملت التيار الإسلامي بعد حرمانه من دخول النقابة بربع قرن من الزمان.وعن بعض الصور الإيجابية التي صوَّرها المسلسل عن الإخوان والإمام البنا. قال سيف الإسلام: "ما ورد في المسلسل لصالح الإمام حسن البنا وُجد بالضرورة؛ لأنه لا يمكن إنكار هذه الحقائق، ولا يمكن أن يقوم المسلسل على أكاذيب كاملة 100%، ولا بد من مجموعة حقائق تستر الأكاذيب وتغطِّيها وتحتويها. واستطرد حديثة قائلا : على الرغم من هذا فما من وقعة ذُكرت في المسلسل إلا وهي إما مشوَّهة وإما مكذوبة أو أُزيد فيها. وأشار سيف الإسلام إلى أنه رفع دعاوى قضائية على منتج المسلسل وعلى مخرجه ومؤلفه؛ باعتبارهم أطراف إخراج هذا العمل، وعلى الجهات الحكومية باعتبارها صرَّحت في قرار إداري ببث هذا المسلسل من خلال القنوات الفضائية الرسمية والخاصة، مشيرًا إلى أن التصريح ببث مثل هذا المسلسل يُعتبر مخالفًا للقانون؛ لمساسه بحقِّ الغير، فضلاً عن أن الرقابة على المصنفات الفنية التي تشترط إرضاء أصحاب ورثة المسلسل عن نشر هذا المسلسل لم تأخذ رأي وموافقة أسرة الإمام البنا كما ينص القانون.. وأضاف: "إذا أردت التعرُّض لقضية معينة عليك بذكر الحقيقة كاملة، ولا شيء غير الحقيقة لا زيادة ولا نقصان، ولكي نكون عادلين ومحايدين، أما عن العرض الرياضي فالإخوان الآن ليس لديهم تنظيم مسلَّح، ولا يريدون استخدام السلاح، ولم يستخدموا العنف، ومعي مقال للإمام حسن البنا عندما تمَّ ضرب النحاس باشا، كتب فيه مقال رائع بعنوان "باب من الشر ينبغي أن يُغلق"، فنحن لسنا مع العنف بأي حال من الأحوال". وحول مزاعم تصوير الأمن المصري في هذا المسلسل بأنه جاء بشكل متوازن باعتراف أحد الضباط بأن الأمن قد ارتكب أخطاءً في الماضي، ولم يعد يرتكب مثل هذه الأخطاء؟ قال سيف الإسلام: "الرد يتمثَّل في تقارير جمعيات حقوق الإنسان في مصر وفي خارج مصر، والتقارير الدولية أثبتت أن الأمن لا يتعامل مع القضايا السياسية طبقًا للقانون"".