كل الشكر والتقدير للسادة المزورين الذين قاموا بواجبهم على أكمل وجه، حيث خرجت انتخابات الشورى بالصورة المتوقعة لها مسبقا، وهي التزوير والبلطجة، ولا ينجح احدحسب الخطة الموضوعة. سطر أيها التاريخ في صفحاتك المتشحة بالسواد أسماء أبطال التزوير والتزييف والبلطجة ، هذا هو المطلوب في ظل حكومة تفعل ما تريد، ولا تعترف بحقوق الإنسان ولا يوجد في قاموسها كلمة "انتخابات حرة نزيهة" أو ربما تكون قد فهمت بالخطأ معنى "حرة" أي أنها حكومة حرة تفعل ما تشاء دون رقيب أو حسيب، وربما تكون قد فهمت معنى نزيهة ، أن تكون الانتخابات على خلفية "والقطنة ما بتكدبش". نعود إلى الوراء "فلاش باك" قبل الانتخابات يحضرني إعلان شاب يصرخ في مواطن أمامه : " انت على طول ساكت، كل شيء حولك يتحرك قول رأيك، أنت حر لازم تعبر عن رأيك، أنت أيه ما زهقتش من السلبية واللامبالاة. في النهاية يسأله على ماذا نويت، فيرد الشاب : علي أن أشارك في الانتخابات! حاجة ثانية: فنانون وفنانات يحرضون الناس على المشاركة في العملية الانتخابية وشعارهم "شارك انتخب". السؤال "البايخ" الذي يجب أن نسأله: أشارك مع مين وأنتخب مين، إذا كان لا يوجد من يحترم رغبتي، وصوتي لا قيمة له، فلماذا أتعب نفسي، وبلاش أروح أحسن. الطبيعي أنه إذا حدث تزوير فليكن في حالات قليلة جدا، وفي السر، عملا ب : " إذا بليتم فاستتروا"، ولكن للأسف حكومتنا النظيفة لا تخشى أحدا ولا تخاف من أحد ، لأنها الحكومة التي لا بد أن يخاف منها كل الناس، وهذا أعطاها الحق في أن تزوير وتزيف وتمنع وتحرف بل وتكذب، فكل شيء عندها مباح، إذن علينا الاعتراف بأنه "مفيش فايدة". أحد الأصدقاء اتصل بي وأخبرني أنه ذهب للمشاركة في الانتخابات وسمع كلام الست يسرا، لازم تشارك، ولأنه معجب بها قوي، فنفذ أوامرها، وراح الدايرة بتاعته ولكنه وجد – بسم الله ما شاء الله- اتعلم له في الدائرة، ووضع أمام اسمه علامة "صح". ولكنه قال يعني هروح وأنا كده ما عملتش حاجة، بالمرة بحث في ذاكرته فوجد خاله اللي مات من سنتين، فقال فكرة أحط صوته بالمرة، ولكن للأسف، وجد إن خاله طلع من قبره وقال : نعم لمرشح الحزب الوطني. وعلق قائلا: سبحان الله، الحكومة بتاعتنا حكومة معجزات، دا رجعت خالي من القبر أدلى بصوته ورجع تاني، وطلب مني إذا كنت أعرف أحدا من هؤلاء الذين يملكون العصا السحرية لإحياء الموتي- أن أتوسط له عنده يرجع والده مرة أخرى إلى الدنيا، ولكنه استدرك قائلا: أرجو ما تقولش علشان الانتخابات، لأنني فعلا عايز أشوفه أصله وحشني اوى. شخص آخر، صعبت عليه نفسه جدا عندما دخل لجنة الانتخابات وأعطى صوته لمرشح معين، ولما خرج، كان موظف من اللجنة خلفه وأمسك بأذنه: أنت جاي علشان تنتخب ولا علشان تعمل مشاكل. فرد عليه المواطن قائلا: لا طبعا، علشان انتخب والإعلانات كلها بتقول: شارك وانتخب والست يسرا وهشام سليم كمان قالوا كده. الموظف: طيب يا أخي التليفزيون بتاع الحكومة والفنانين أحباب الحكومة تخليهم يزعلوا منك ليه، وتعطي صوتك لمرشح معارض، على العموم احنا غيرنا صوتك وخلينا صوتك للمرشح بتاع الحكومة. المواطن: ماشي يا فندم ، أنا آسف والله مخدتش بالي من الموضوع على العموم، وعد مني عدم المشاركة في أي انتخابات مرة تانية وشكرا لكم. الموظف ابتسم : يا عم واحنا مش عايزين نزعلك، ومفيش داعي تتعب نفسك احنا هنقوم باللازم ، ألف سلام يا حبيب الحكومة.