تبادلت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة الاتهامات قبيل وصول وفد الحكومة لمفاوضات الدوحة، اليوم السبت، لإجراء مشاورات مع الوساطة القطرية لإحلال السلام في إقليم دارفور رغم تلويح الحركة بالانسحاب منها. وقال رئيس وفد الحكومة لمفاوضات الدوحة أمين حسن عمر: إن الوفد سيجري مشاورات مع الوساطة اليوم في الدوحة تمهيدًا لانطلاق التفاوض مع الحركات الدارفورية. وأوضح عمر أن حركة العدل والمساواة غير جادة وغير راغبة في التفاوض مع الحكومة وغير جادة في التوصل إلى تسوية سليمة، وأن الحكومة ستمضي قدمًا مع الحركات التي ترغب في ذلك. وأضاف: "قضية دارفور لا تُحل بتوقيع ورقة مع هذه الحركة أو تلك والأهم هو ما يجري من اختيار أهل دارفور لقياداتهم بجانب ما يجري من تفاعل المجتمع المدني وجهوده لتوفير الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية. من جانبها قالت حركة العدل والمساواة، حسب ما أفاد موقع البشير للأخبار: إن مفاوضاتها مع الحكومة السودانية لن تستأنف في المدى المنظور. وقال المتحدث باسم الحركة: إنهم أصبحوا أقرب إلى الانسحاب من المفاوضات التي تجرى في قطر بعدما وصفه بانقلاب الحكومة على اتفاق وقف إطلاق النار. من ناحية أخرى أكَّد الجيش السوداني مساء الجمعة أن قواته سيطرت على قاعدة رئيسية لحركة العدل والمساواة المتمردة وقتلت 108 من عناصرها في جبل مون في ولاية غرب دارفور. ونقل التليفزيون السوداني صورًا لقيادات من الجيش وهي تزور المنطقة بثت في الواحدة صباحًا، وقال المتحدث باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد للصحفيين: "حرّرنا جبل مون من حركة العدل والمساواة وقتلنا 108 متمردين وأسرنا 61 واستولينا على 16 عربة لاند كروزر وثلاث شاحنات كبيرة". ويقع جبل مون على بعد سبعين كيلومترا جنوبالجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. ولم يُشر المتحدث إلى خسائر الجيش السوداني كما لم يتسن الحصول على تعليق من حركة العدل والمساواة. من جهة ثانية، قال وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود للصحفيين: إن "قوات شرطة الاحتياطية المركزية صدت هجومًا للعدل والمساواة على الطريق ما بين الضعين ونيالا (عاصمة ولاية) جنوب دارفور". وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الشرطة السودانية اللواء عبد المجيد محمد أن "ما يسمى بالعدل والمساواة هاجمت عصر الخميس الطوف التجاري الذي يحمل المواد التموينية لمواطني دارفور بين منطقتي ياسين وساني سندو بولاية جنوب دارفور وتصدَّت لها قوات الاحتياطي المركزي التي كانت تقوم بمهمة تأمين الطوف التجاري". وأضاف دون أن يقدم حصيلة واضحة: "احتسبت قواتنا عددًا من الشهداء واستولت على عربة من القوات المتمردة وأحدثت خسائر كبيرة في صفوفهم يجري حصرُها الآن". لكن حركة العدل والمساواة نفت حدوث قتال مع الشرطة الخميس، وقال المتحدث باسم الحركة أحمد حسين آدم لوكالة فرانس برس: "هذا حديثٌ غير صحيح إطلاقًا، وقواتنا تقوم بالدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات جيش الحكومة الذي كثَّف عملياتِه منذ انتهاء الانتخابات ونحن لا نهاجم القوافل التجارية". وعلّقت المحادثات بين الخرطوم وحركة العدل والمساواة، الأكثر تسلحًا بين المجموعات المتمردة في دارفور، أثناء الانتخابات المتعددة التي جرت في إبريل في السودان وفاز بها الرئيس السوداني المنتهية ولايته حسن البشير. وكانت الحركة وقَّعت في فبراير في الدوحة وقفًا لإطلاق النار مع الحكومة السودانية، في انتظار جدول زمني للتوصل إلى سلام دائم. وفي بداية مايو، هدَّدت العدل والمساواة بالانسحاب من المفاوضات الجارية في الدوحة بسبب معارك اندلعت مع القوات السودانية في معقل المتمردين في جبل مون، كما ذكرت مصادر متطابقة، ولكن الجيش السوداني نفى حينها مشاركته في تلك المواجهات.