المتابع للأوضاع في الشارع السياسي يكتشف أن الانتخابات البرلمانية القادمة سوف تشهد متغيرات كثيرة لكن أبرز ما يمكن ملاحظته مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى هو أن الحزب الوطنى يغرد منفرداً مع ضمان للفوز بأغلبية المقاعد سواء بالشعبية أو الخدمات أو أمور أخرى وهناك راحة للحزب الوطنى من ناحية الأحزاب الأخرى نظراً لصراعاتها الداخلية ، لكن جماعة الاخوان تقف دائماً فى وجه الحزب لذلك يضع رجاله أعينهم على الجماعة لمنعها من الحصول على عدد كبير من المقاعد كما حدث فى انتخابات الشعب السابقة .. ومن ناحية أخرى فإن الصراعات داخل الأحزاب هي " كلمة السر " فجميع الأحزاب بلا استثناء تعاني من صراعات داخلية .. مصر الجديدة ترسم لك عزيزي القارئ خريطة الانتخابات القادمة للشورى ونبدأ بالحزب الناصري الذى أعلن دخوله السباق بعشر مرشحين وأبتعد ضياء الدين داود بسبب ظروف مرضه تاركاً الساحة للصراع بين أحمد حسن الأمين العام للحزب و سامح عاشور و محمد أبو العلا و أحمد الجمال و وضح هذا الخلاف بشدة أثناء اجتماع إئتلاف أحزاب المعارضة حيث تعمد كل منهم تجاهل الآخرين وهذه مؤشرات تؤكد أن نسبة الناصريين في الانتخابات القادمة ضعيفة ومن الناصري إلي حزب التجمع الذي لا يختلف فيه الوضع كثيراً ، حيث أنه يدخل الانتخابات القادمة بعشرة مرشحين أيضاً ، و ما يحدث داخل الحزب لا يمت بصلة لإسمه حتي أن بعض السياسيين أطلقوا دعابة و قالوا الاسم الأنسب " حزب التفرق " و لعل رفعت السعيد رئيسه الحالي هو العامل المشترك في جميع النزاعات التي حدثت في الآونة الأخيرة و خلال فترة وجيزة اشتعلت الخلافات فلا ينس الشارع السياسي خلاف السعيد مع أبو العز الحريري عضو المكتب السياسي السابق بالحزب ، أيضاً الصراع الدائر الآن بين السعيد و نائبه أنيس البياع نظراً لرغبة الأخير في التحالف مع الإخوان ، و يواجه السعيد اتهامات بالجملة أبرزها أن سياسته الخاطئة جعلت عضوية الحزب تنخفض بشكل غير مسبوق ، و يري البعض أمثال أنيس البياع و أبو العز الحريري أن التحالف مع الإخوان هو الملاذ الوحيد للترشح في الانتخابات القادمة . و من التجمع إلي أحد أبرز الأحزاب التاريخية في مصر وهو حزب الوفد و تأتي الخلافات التي تحدث داخل الوفد لتؤكد أن هذا العام هو عام الانشقاقات داخل الأحزاب عن جدارة فقد أعلن محمود أباظة خوض الحزب الانتخابات القادمة بعشر مرشحين و يذكر أباظة نجد أن الصراع داخل الحزب علي أشده بين أباظة من جانب و بين فؤاد بدراوي و محمد عبد العليم داوود و أحمد ناصر و قدامي الوفديين من جانب آخر و يتشابه أباظة مع رفعت السعيد في بعض الاتهامات حيث يصفه الوفديين أنه ديكتاتور وأنه أستولي علي حق رئاسة الحزب و هذا ليس من حقه كما أضر بسمعة الحزب التاريخي عندما سمح لعدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب بالجمع بين عملهم الحزبى و بين العمل في منظمات أمريكية مشبوهة ، و هي سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ الحزب إلا أن أباظة أستطاع أن يناور و يحصل علي موافقة الجمعية العمومية بالتمديد لمدة عام آخر علي رئاسة الحزب و إذا كان كلا من الناصري و التجمع يسعيان بقوة لعقد صفقات مع الإخوان المسلمين ، فإن الوفد يسعي بقوة لعقد صفقة مع الحزب الوطني و علي الرغم من النفي المتكرر من قبل قياداته إلا أن هذه هي الحقيقة حسبما يرى المراقبون. فرص ضئيلة ومنهم إلي حزب تاريخي آخر وهو حزب الأحرار الاشتراكيين حيث أعلن حلمي سالم رئيس الحزب عن دخول الانتخابات القادمة بعدد خمسة مرشحين و منذ حسم لجنة شئون الأحزاب الصراع القائم بين حلمي سالم و طارق درويش لصالح الأول لم نجد أي دور بارز له في الشارع حتي الآن و تبدو فرصه في الحصول علي مقاعد في الشورى ضئيلة للغاية ، ومن ناحية أخرى يبدو حزب شباب مصر برئاسة أحمد عبد الهادي الذي قرر دخول السباق بخمسة مرشحين مستقراً ويخلو تماماً من الانشقاقات نظراً لحالة التفاهم الواضحة بين عبد الهادي الرئيس و السيد العادلي الأمين العام و يوسف عمري أمين التنظيم و يراهن عبد الهادي علي القرى و النجوع ، و يدخل مرشحيه بلا أي دعم مادي من الحزب في مواجهة أصحاب الملايين و يأمل رئيس حزب شباب مصر في الحصول و لو علي مقعد واحد حتي يتمكن من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث سيكون مر علي حزبه خمس سنوات ، و يبقي حزب الغد فعلي الرغم من الفرقعات الإعلامية من زعيم الحزب أيمن نور و معه إيهاب الخولي رئيس الحزب إلا أن الواقع العملي يؤكد أن الرئيس المعترف به من قبل لجنة شئون الأحزاب ، و هو موسي مصطفي الرئيس الحالي للحزب قد أعلن عن دخول السباق بأربعة مرشحين معللاً ذلك بصعوبة معركة الشورى . فيما يأتى حزب الجبهة الديمقراطية صاحب أكبر مفاجأة بعد أن أعلن رئيسه أسامه الغزالي حرب عن انسحابه من الانتخابات القادمة معللاً ذلك بعدم ضمان نزاهتها ، و منه إلي الدستوري الحر الذي تحول إلي لهيباً حيث أجتمع ممدوح رمزي مع الجمعية العمومية و أقرت بالإجماع الموافقة علي فصل الرئيس الحالي ممدوح قناوي الذي أجتمع هو الآخر و قرر فصل رمزي و لم تبتعد الخلافات عن حزب الوفاق القومي الذي أشتعل فيه الصراع بين محمد رفعت و أعضاء الهيئة العليا و منها إلي الأحزاب التي ليس لديها أي دور في الفترة القادمة مثل حزب الأمة حيث يشتعل الصراع بين سامي حجازي و محمود و نادية الصباحي و يعيش أبو رجيعة و حزب مصر العربي الاشتراكي ، حيث الصراع بين الرئيس المعترف به من لجنة شئون الأحزاب وحيد الأقصري و عادل القلا كلا منهم يريد الاستيلاء علي المقر و الأول أعلن عدم خوض الحزب للانتخابات القادمة لعدم ضمان نزاهتها. أحزاب على الورق أيضاً هناك أحزاب علي الورق فقط مثل حزب السلام الديمقراطي ورئيسه أحمد الفضالي و حزب مصر 2000 ورئيسه فوزي غزال و حزب المحافظين ورئيسه مصطفي عبد العزيز و الحزب الجمهوري الحر ورئيسه حسام عبد الرحمن و الخضر ورئيسه عبد المنعم الأعصر الذي يكتفي بتعينه في الشورى و التكافل لرئيسه أسامة شلتوت و الشعب الديمقراطي لرئيسه أحمد جبيلي الذي أعلن بتميزه و علل ذلك بتصريحه الشهير يسب " الإخوان و النسوان " ، وأخيراً الإخوان الذين أعلنوا خوض معركة الشورى بخمسة عشر مرشح و ينتظر الشارع السياسي ماذا سوف يفعل الإخوان في الانتخابات القادمة.