محمد دحلان نفى محمد دحلان مفوض الإعلام في حركة فتح الفلسطينية وجود أي مبادرات جديدة من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدًا أنه لا يوجد على الطاولة غير الورقة التي أعدتها مصر والتي كانت خلاصة ساعات طويلة جدًا من الحوار والنقاش بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة استمر لمدة عامين. وقال دحلان في تصريحات للصحفيين في القاهرة اليوم "الثلاثاء" إن كل ما نريده هو توقيع حماس على الورقة التي أعدتها مصر، كما وقعت فتح، ولا نريد مبادرات جديدة، فكلام الرئيس محمود عباس بهذا الشأن واضح ولا غموض فيه، وينطلق من أنه لا يوجد أي مكان للتوقيع غير مصر لأسباب كثيرة والجميع يعلمها، موضحًا أن هذا ليس من باب النفاق أو المبالغة، فنحن سياسيون ونتصرف بسياسة، ونعتقد أن الجهد المصري لن يضاف له جهد آخر من أجل إقناع حماس إلا إذا جاءتها أوامر أخرى من إيران، وفي النهاية نحن وحماس سنعود إلى مصر. وتابع: تربطنا مع مصر علاقة إستراتيجية قائمة على الاحترام، وفيها علاقة أبوة وتبني وتاريخ وكل شيء، ولكن لم نجبر مرة واحدة على تغيير موقفنا السياسي ومن يدعي غير ذلك كاذب .. فمن يدعي أن مصر أو غيرها من الدول العربية الشقيقة مارست الضغط علينا كحركة فتح " كاذب " والقيادة الفلسطينية حرة في اختيار قراراتها، فنحن نسمع ونزن الأمور ومصر في ثقلها السياسي وعلاقاتها الدولية المميزة مهمة، ومن هنا نستمع إليها، ومصر ليست دولة بمجاهل أفريقيا، فنحن نستمع لكل الدول العربية الشقيقة، ولكن في النهاية القرار فلسطيني. وأكد على أن جهود ودعم مصر للقضية تاريخي وقديم، ونحن سنصبر على الجراح من أجل الوطن ونعمل على تناسي انقلاب حماس الدموي من أجل أن نبني للمستقبل. ورأى دحلان أن حماس، فوق هذا وذاك لا تريد ذلك، ولازالت تتحدث عن نظام حكم عظيم إسلامي، معتبرًا أن ما يجري في غزة نكبة حقيقية .. فهناك ضريبة على الهواء وضريبة على الأولاد ومن يذهب للمستشفى ومن يذهب لشاطئ البحر ومن يذهب للمقهى لأخذ نفس نرجيلة "الشيشة"، وضريبة على إنجاب الأولاد، متسائلا بتهكم هل هذا نظام الحكم الإسلامي الذين يبشرون ويتغنون به ؟ وهل هو إجحاف بحقوق الناس وفرض ضرائب على نفسهم؟. وحول عدم توقيع حماس على الورقة المصرية قال أن ما يرعب حماس في الحقيقة بالنسبة للورقة المصرية هو وجود استحقاق يتمثل بالانتخابات الرئاسية والتشريعية .. فقد طرحوا تأجيل الانتخابات لعامين والتجديد للرئيس، ونحن رفضنا ذلك .. فما هو مطلوب هو التوجه إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومن يفوز مبروك عليه. وذكر أن حماس لها ارتباطاتها وعلاقاتها وعلى الدوام كل الأحزاب السياسية والحركات الوطنية لها ارتباطات، ولكن العبقرية تكمن في ألا تؤثر هذه الارتباطات فى القرارات السياسية .. فهذا ما فعله الشهيد ياسر عرفات، ولن نجد أفضل من العلاقة بين أبو عمار والقيادة المصرية، ولكن لا يوجد أي مرة خضع فيها القرار الوطني الفلسطيني للموقف السياسي المصري، وأنا شاهد على ذلك. وقال حين بدأت جولات المصالحة برعاية مصرية لم يكن هناك مواطن عربي يشك بأن حماس لن توقع اتفاق المصالحة .. الكل كان يهاجم فتح على أنها طرف في المشكلة، ونحن لم نعد طرفًا لا بالتعقيد ولا بالحل، فنحن الآن مستسلمون تماما لأفكار حماس ولا نعارض ولا نتحفظ على أى بند في الورقة المصرية حتى لا تتذرع به حماس في عدم التوقيع، لذا مطلوب منهم التوقيع على الورقة مثلنا. وأوضح لا ننسى أن خالد مشعل كان هنا في القاهرة نهاية سبتمبر من العام الماضي، وقال أبشروا أيها المواطنون في الأمة العربية والإسلامية وأمريكا اللاتينية والهنود والزنوج .... إن حماس ستوقع على الورقة المصرية " .. ماذا فعل بعد ذلك؟ .. لقد ذهب بعد ذلك إلى إيران فقالوا له " إلى أين أنت ذاهب ؟ " وعاد من هناك وأعلنت حماس عن تحفظاتها ومن يومها توقف الجهد تماما وتجمد الحوار. وقال أن حماس بررت حينها عدم التوقيع على الورقة بأسباب غريبة وبدأت تخرج بملاحظات واستدراكات وطبعا اللغة العربية غنية ويستخدمون الألفاظ كما يريدون، لكن أنا أرى أن من دلل حماس هم بعض المثقفين العرب الذين يقولون إن المشكلة ليست في حماس بل في فتح، فكل الاتهامات لحركة فتح انجلت ودفعة واحدة، وعندما وقعت فتح على الورقة، أسأل " ما هو المطلوب أكثر من ذلك من فتح لكي تفعله ؟". وحول أمكانية إعادة قطاع غزة بالقوة قال ..حركة فتح ترفض بالمطلق استخدام القوة لاستعادة قطاع غزة .. فهذا معيب ولا نقبل به ولم نرغب باستخدام القوة حتى بالدفاع عن أنفسنا قبل الانقلاب .. ورغم ذلك يأتي بعض الصحفيين والكتاب ويقولون إننا في حركة فتح كنا نخطط للانقلاب فحماس فانقلبت هي علينا قبل أن نفعل ذلك.