يتوجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الى طهران هذا الاسبوع لمحاولة انقاذ اتفاق رعته الاممالمتحدة لمبادلة اليورانيوم وسط مطالب متزايدة بفرض عقوبات على ايران لكن لا يتوقع كثيرون أن تسفر وساطة أنقرة عن انفراجة. وعرضت تركيا التي عززت علاقاتها مع ايران منذ تولي حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية السلطة في أنقرة استغلال قربها من القيادة الايرانية للمساعدة على حل نزاع بين القوى العالمية وطهران بشأن برنامجها النووي. وفتحت التوجيهات التي أصدرها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الاسبوع الماضي ببدء انتاج يورانيوم أكثر نقاء الباب أمام مطالب جديدة من قوى غربية بفرض عقوبات دولية جديدة. وفي مقال عنوانه "مبادرة أنقرة في ايران" كتب سميح اديز معلق الشؤون الخارجية بصحيفة ميليت الليبرالية يقول "اذا لم تتمكن أنقرة من اقناع طهران بموقف معقول فيما يتعلق بقضية تخصيب اليورانيوم فانها تتعرض لاحتمال العزل بين حلفائها." وأضاف أن زيارة داود أوغلو يمكن أن تتحول الى اختبار لمدى نفوذ تركيا في المنطقة. وسيلتقي وزير الخارجية التركي بنظيره الايراني منوشهر متكي يوم الثلاثاء لاجراء محادثات تشمل اتفاق المبادلة المحتمل الذي تنظر له القوى الغربية على أنه وسيلة لضمان عدم تخصيب طهران اليورانيوم لدرجة أكبر تتيح استخدامه في صنع سلاح نووي. وتنفي ايران اعتزامها صنع قنبلة نووية. ويقول مسؤولون أتراك ان الزيارة ربما تشمل اجتماعات مع أحمدي نجاد الذي وصفه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأنه "صديق مقرب" ومع رئيس هيئة الطاقة الذرية الايراني علي أكبر صالحي. وقال مسؤول بالحكومة التركية "سنتحدث عن اقتراح المبادلة. ما زال اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية قائما. نعتقد أن المفاوضات والدبلوماسية ما زالت أفضل الطرق لحل هذه المشلكة." وعرضت تركيا أن تكون طرفا ثالثا يمكن تبادل اليورانيوم من خلالها. ورغم أن اقتراح المبادلة ما زال مطروحا رسميا قال دبلوماسي رفيع مقرب من وكالة الطاقة الذرية لرويترز ان هذا الاقتراح أصبح " منتهيا" نظرا لانعدام الثقة المتبادل وبدء ايران التخصيب لنسبة أكبر. وفي الشهور الاخيرة ازدادت الاسئلة حول ما اذا كانت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي تبتعد عن الغرب لتعمق علاقاتها مع الدول المسلمة. ومما ساهم في ترسيخ هذه الفكرة تدهور العلاقات مع اسرائيل. وترفض أنقرة أي حديث عن "تغير المحور" في سياستها الخارجية وتقول انها يمكنها أن تستغل ثقلها الدبلوماسي لمنع انتشار القنابل النووية في المنطقة. لكن البعض في أوروبا يرى أن دور تركيا قد لا يكون مساعدا بقدر ما قد يكون معوقا من خلال تقويض عزلة طهران. وقال دانييل كورسكي من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية وهو مركز أبحاث "هناك اقرار بأن تركيا يمكن أن تكون حليفا حيويا. في بعض الاحيان تظهر مخاوف من أن تتعارض هذه السياسة مع المصالح الاوروبية." ويتشكك بعض الدبلوماسيين والمحللين في أن تتمكن أنقرة من اقناع ايران بالتخلي عن أي طموح ربما كان يتملكها لحيازة قنبلة نووية. ويعتقد البعض أن ايران تستغل تركيا لصالحها في أزمتها مع الغرب