تفاقمت المشكلة وبات من الضروري البحث لها عن حل إنها مشكلة الجنازات في الولاياتالمتحدة. فهي تصبح بحق موتا وخراب ديار في وقت واحد. فقد وصلت تكلفة الجنازة الواحدة في المتوسط هناك إلي 6500 دولار لابد أن يدفعها أهل المرحوم حتي يسجي نعشه في القبر. واحيانا تصل التكلفة إلي عشرة آلاف دولار. وللهروب من هذه التكلفة العالية كان بعض الأمريكيين يوصون بحرق جثثهم بعد الوفاة. لكن مع الحرق لم تنخفض التكلفة كثيرا إلا في قيمة النعش. وحتي هذا الانخفاض التهمته بعض المصاريف الأخري مثل الاخشاب التي تستخدم في الحرق ومكان الحرق وغيرها. وتقدر الاحصائيات أن شركات الجنازات تحصل علي 11 مليار دولار سنويا من جيوب أهالي الموتي. وهناك توقعات بزيادة الايراد بحلول عام 2020 بسبب الارتفاع المتوقع في نسب الوفيات من 8 حالات لكل الف نسمة حاليا إلي 3.9 حالة في .2020 من هنا حاولت إحدي متاجر السلسلة الكبري في الولاياتالمتحدة "وول مارت" اقتحام هذا السوق بشكل جزئي عن طريق طرح نعوش بأسعار تقل بنسبة كبيرة عن أسعار شركات دفن الموتي. ولا يزيد سعر أغلي نعش عن 2900 دولار إذا كان من النحاس الفاخر. وإذا كان من الصلب فيمكن أن يصل ثمنه إلي ألف دولار. وفي الوقت الحالي لا تعرض النعوش في فروع الشركة بل يتم طلبها هاتفيا ودفع الثمن عند الاستلام. وبالطبع فإن الشركة دورها ينتهي عند تسليم النعش لأهالي المرحوم وليس لها دور في إجراءات الجنازة الأخري. والبضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل مالم يكن بها عيب. لا منافسة وتوقع الكثيرون أن تثور شركات الجنازات علي هذا الوافد الجديد. لكنها في الحقيقة لم تبد أي اهتمام ولم تعتبر السلسلة منافسا لها. وكما يقول كوي جريميلون صاحب شركة ماجنوليا لدفن الموتي في ولاية لويزيانا. فإن النعش عادة يتم صنعه بسرعة حسب مواصفات جسم المرحوم ووصيته إذا كان له وصية. لكن وول مارت لديها خط لتصنيع النعوش وتتأخر بعض الوقت في ارسال النعش. وإذا وصل ربما يحتاج تعديلات مكلفة ليناسب المرحوم. والنعش في النهاية مجرد جزء من الجنازة وتبقي إجراءات أخري لا يقوم بها سوي الحانوتي. ويمكنه وقتها التعويض. ورغم ذلك يصر المسئولون في وول مارت علي ثقتهم في نجاح هذا المشروع. ويؤكد واحد منهم أن المشروع سوف ينجح وسوف تعرض الشركة في فروعها النعوش إلي جانب غرف الاطفال ودبل الخطوبة علي حد تعبيره. ويكفي أن الشركة تسعي لانقاذ أهالي الموتي من استغلال شركات الجنازات.