حذرت حركة النهضة الجزائرية المعارضة مما سمته ب"عواقب وخيمة" على مصر في حالة الاستمرار في بناء الجدار الفولاذي على حدودها مع قطاع غزة، ودعت الحركة الدولَ العربية والإسلامية لقطع علاقاتها مع مصر، إذا ما أصرت على الاستمرار في تشييد الجدار العازل. وأكد الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعى، أن الدعوة لمقاطعة مصر هدفها الضغط على القاهرة من أجل العدول عن الاستمرار فى بناء الجدار،، إن "دعوتنا للشقيقة مصر بالعدول عن بناء الجدار، إنما ينطلق من حبنا وإشفاقنا عليها". وقال ربيعى: "نرجو من الإخوة فى مصر أن يرفعوا عنا حرج مطالبتنا بمقاطعة دولة عربية وشقيقة"، واستغرب الأمين العام للحزب إصرار القاهرة على المضى بإنشاء الجدار، وقال "فى الوقت الذى تحاصر فيه إسرائيل غزة من كل الجهات، تنضم إليها مصر فى محاصرة قطاع ليس له إلا حدود مصر ليتنفس منها". مشيرا إلى أن مصر لم تكتف بإحكام قبضتها على معبر رفح الحدودى، وإنما تبنى جداراً تحت الأرض من أجل قطع شريان الحياة الوحيد لأهالى غزة. في حين صرح الدكتور مفيد شهاب اليوم أن القوات المسلحة المصرية هى التى تقوم بتنفيذ الإنشاءات الهندسية لتعزيز الحدود المصرية مع قطاع غزة وتأمينها. وأضاف : إن بناء الجدار يأتي في إطار تنفيذ خطة تهدف إلي تأمين حدود مصر وسلامة إقليمها وأمان شعبها وإن ما تقوم به القوات المسلحة من إنشاءات "يأتي ضمن مسئولياتها التي أناطها بها الدستور لحماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها. واعتبر شهاب أن اقتحام الفلسطينيين للحدود المصرية عند معبر رفح في 23 يناير 2008 كان الدافع للإقدام المصري على هذه الخطوة. وأشار كذلك الى اقتحام مسلحين للسياج الأسمنتي في عام 2006 وتدمير جزء كبير منه متسائلا: "هل هناك دولة في العالم تترك حدودها لكل من هب ودب يعبث بها وكأننا مستباحون". وتطرق شهاب الى عدد من الأعمال العدائية والمتسللين الى مصر عبر الانفاق التي كانت وسيلة لتهريب الأسلحة والمتفجرات والارهابيين واستخدمت كذلك في هروب عناصر إجرامية مطلوبة أو محكوم عليها في جرائم وقعت داخل البلاد وكذلك تهريب المخدرات والبضائع. وكان مجلس الشعب المصري أكد الأربعاء الماضي حق البلاد الكامل فى الحفاظ على سيادتها الأقليمية واتخاذ ماتراه من اجراءات للحفاظ على أمنها القومى وتأمين حدودها وضمان سلامة أراضيها وأمن مواطنيها مؤيدا ماقامت به الحكومة من اجراءات على حدودها. وذكر وزير الخارجية أحمد ابوالغيط في هذا السياق أن الانشاءات التى تقيمها مصر على حدودها الدولية مع غزة تتعلق بضرورات الدفاع المصرى وتفرضها الامور ولايمكن البوح بأسرارها فيما كان المتحدث باسم وزارة الخارجية قد ذكر أن مثل هذه الاجراءات "أمر لايخضع للنقاش . وكان مجمع البحوث الاسلامية في مصر قد أصدر فتوى بتأييده لبناء جدار على الحدود مع قطاع غزة لمنع عمليات التهريب من مصر الى الأراضي الفلسطينية. في حين أقام كل من النواب د. محمد البلتاجي (أمين العلاقات بالكتلة البرلمانية للإخوان) ود. حمدي حسن (أمين الإعلام بالكتلة) ود.حازم فاروق بمشاركة عدد من نواب البرلمان والمثقفين والمحامين، دعوى قضائية أمام مجلس الدولة ضد كل من رئيس الجمهورية، ووزراء الدفاع، والداخلية، والري، والموارد المائية، والبيئة يطلبون فيها وقف تنفيذ قرار بناء الجدار العازل على الشريط الحدودي بين رفح وغزة، وكذلك إزالة ما تم بناؤه منه مع ما يترتب على ذلك من آثار.