طالب السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر الخارجية المصرية والمكاتب الإعلامية والسفارات المصرية بالخارج بسرعة توضيح حقيقة اشتباكات النصب التذكاري، التي وقعت بين أنصار مرسي وعناصر تأمين المظاهرات، خلال الساعات الأولى ليوم السبت للعالم أجمع من خلال تحقيق قضائى صارم وشفاف، داعياً - فى الوقت ذاته - الحكومة المصرية والجهات الأمنية لتقديم تحقيق سريع حول تلك الأحداث وعرض نتائج تحقيق أحداث الحرس الجمهورى . واوضح بيان اصدره الحزب امس الاحد ان تصريحات العرابي جاءت خلال لقائه ببرنامج " القاهرة 360 "مع الإعلامى أسامة كمال على قناة القاهرة والناس مساء السبت، حيث قال :" سيكون هذا أحد العوامل التى ستخيم على شكل مصر الفترة القادمة إذا أبطأنا فى التعامل مع هذا الحدث ". وشدد على وجوب التأكد من بيان وزير الداخلية الذى أكد فيه على تسليح قوات مكافحة الشغب بالقنابل المسيلة للدموع فقط وليس تسليح شخصى بطلقات حية ؛ معللا ذلك بأنه فى حال التأكد من ذلك ستتوجه أصابع الإتهام والإدانة لشخصيات محددة. وأوضح العرابي أن المرحلة القادمة تتطلب نشاط دبلوماسي مكثف لافتا إلى أن العالم الغربي حينما يشاهد عدد كبير من القتلى المدنيين فى أي دولة يجعل لديهم حالة من الإستعداد والتأهب لإدانة الطرف النظامي فيها خاصة وأن لديهم حالة ذهنية قريبة مما يحدث فى سوريا ،قائلا:" توجد دائما نظرة شك وتربص لأي نظام به لمحة عسكرية فى إدارته ". وحول الموقف التركي من مصر، قال العرابي أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان يتحرك من منطلق مصالحه الداخلية وكيانه القادم ويخشى على نفسه من مصير محمد مرسي في مصر لأنه يعاني من مشاكل داخلية ضده فى تركيا وقريبا ستكون نهايته . ورأى رئيس حزب المؤتمر أنه يتم تصدير التجربة المصرية للخارج لافتا إلى أن اتصالات الإخوان بأمريكا والغرب الهدف منها هو إيقاف قوة الدفع الموجودة في الدول الغربية نحو ثورة 30 يونيو ومابعدها . وأشار العرابي أن أمريكا تحاول الضغط على مصر من خلال تجميد تسليم الطائرات ال F-16 لها ، مؤكدا على أنها ستتقبل فى النهاية إرادة الشعب المصرى ومايحدث في مصر ؛ نظرا لأن مصر لديها نية للسير في مسار ديمقراطي مدني التى بدورها ستجعل المواقف الأمريكية تلين ، مضيفا الفترة القادمة ستشهد دفئ في العلاقات بين مصر وروسيا. وقال إن مايحدث الآن في مصر يعيد التوازن للمنطقة العربية بأسرها ويضع مصر في موقعها الرئيسى المطلوب كدولة كبرى وقائدة لتلك السفينة فى المستقبل ولدرء مخاطر كثيرة قادمة المنطقة خلال الفترة القادمة، مما يشكل مصلحة استراتيجية كبرى لتلك الدول. وأردف الموضوع ليس تغيير النظام في مصر فقط بل نظرة فيها إحساس بأن الأمن القومي الغربي يجب أن يكتمل بدورمصرالوسطية المعتدلة وليست المتطرفة اليمنية وهذا مكسب استراتيجي حققته ثورة 30 يونيو . وتابع قائلا: " نربأ بأنفسنا كحزب المؤتمر وكأعضاء فى جبهة الإنقاذ الوطني النظر في الموضوع الآن على أنه توزيع غنائم فليس لدينا مشكلة في إقصائنا من أي معادلة سياسية قادمة نتيجة انعكاس أشياء كانت موجودة في الفترة الماضية مابين بعض الشخصيات القيادية مما انعكست على الآخرين ". وتوقع العرابى اختلاف الحياة السياسية المصرية القادمة تماما عن الحياة في العامين الماضيين حيث ستكون بداية لشخصيات جديدة وستشهد اختفاء لشخصيات تاريخية رغبة منها في إتاحة الفرصة لوجوه جديدة يتطلع إليها الشعب . وحذر العرابى من أن حدوث أي تباطؤ وكسل فى المرحلة القادمة لن يرحمه الشعب وسيحاسب السياسيين حسابا عسيرا إذا أخطأؤا مشيرا إلى أنها ستكون سمة الحياة السياسية القادمة. وتوقع استمرار دعم الشارع المصري للقوات المسلحة حيث يبارك الشعب الخطوات التي يأخذها القائد العام للقوات المسلحة ويصطف وراءه . واختتم حديثه قائلا :" نشكر مرسي على أدائه الذى أوصلنا لتلك المرحلة المبهرة واتحاد الجيش والشعب والشرطة معا وستكون علامة مضيئة في تاريخ شعب مصر وأحد عوامل التقدم للأمة ".