حاول عشرات المحتجين، اليوم الجمعة، اقتحام منزل "مجتبي أماني" رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في مصر، لكن قوات الأمن تصدت لهم. وأفاد مراسلون أن محتجين ينتمون للتيار السلفي تجمعوا عصر اليوم أمام منزل أماني، الكائن على طريق صلاح سالم "المحوري"، شرق القاهرة، قبل أن يقوموا بإلقاء الحجارة على المبنى، ويحاولوا اقتحامه. لكن عناصر تأمين المنزل، بحسب المراسل، تصدت للمقتحمين باستخدام طفايات الحريق، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتفرض كردونا أمنيا حول المبني لمنع اقتحامه مرة أخرى. ويطالب المحتجون بطرد أماني من القاهرة؛ احتجاجا على الموقف الإيراني الداعم لنظام بشار الأسد، ووقف ما وصفوه بالمد الشيعي في مصر. وكتب المحتجون عبارات مناهضة لإيران على منزل أماني من بينها: "مصر سنة وإيران شيعة"، "تسقط إيران"، "الإخوان باعونا لإيران"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي. وإلى جانب روسيا، تتبنى إيران موقفا داعما لنظام بشار الأسد؛ حيث ترفض أي تدخل عسكري ضد نظامه، وتدعم ما تسميه ب "الإصلاحات" التي يجريها الأسد، وتؤيد حلا سلميا للأزمة لا يتضمن رحيل رئيس النظام. وتسود مخاوف لدى التيارات السلفية في مصر من المد الشيعي، على خلفية التطور الإيجابي في العلاقات المصرية - الإيرانية بعد ثورة 25 يناير 2011. وخلال الأسبوع الماضي بدأت مصر تستقبل أفواجًا سياحية إيرانية، وسط مخاوف من أن ينشر الإيرانيون مذهبهم الشيعي في مصر. وانحسرت العلاقات المصرية - الإيرانية خلال الأعوام ال34 الماضية، بين التوتر والفتور، على خلفية استضافة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لشاه إيران محمد رضا بهلوي عقب الثورة الإسلامية في إيران أوائل عام 1979، ثم دعم مصر للعراق في حربها ضد إيران (1980- 1988)، إضافة إلى اتهام القاهرة لطهران برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال تسعينيات القرن الماضي.