أمست دمشق على صوت اشتباكات وانفجارات عنيفة هزت كافة أرجاءها بينما واصل الثوار تقدمهم في ريف حلب وأسقطوا عدداً من الطائرات العسكرية، في الوقت الذي تجددت فيه الآمال في احتمال التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية فقد قام أحد مقاتلي جبهة النصر باقتحام رحبة الدبابات القريبة من ساحة العباسيين وفجر فيها سيارة مفخخة تحوي الأطنان من المتفجرات حيث سمع دوي الانفجار في جميع أنحاء العاصمة دمشق وتلاه قصف عنيف بقذائف الهاون من قبل قوات النظام واشتباكات عنيفة في حيي جوبر والقابون المجاورين، كما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة الجسر الأبيض القريبة من مقر إقامة بشار الأسد في حي المهاجرين، وفي أحياء أخرى عدة
وفي ريف دمشق، فرض الثوار حصاراً خانقاً على مقر اللواء 39 في مدينة عدرا وقطعوا كافة الإمدادات عنه وقاموا بقصفه بقذائف الهاون والدبابات، وأعلن أكثر من 300 عسكري انشقاقهم عن جيش النظام في دمشق وريفها، وتعهد قادة ميدانيون في الجيش الحر بتأمين إيصالهم إلى ذويهم في محافظات حماة وإدلب وحلب
وتواصلت الاشتباكات العنيفة في ريف حلب لليوم الثاني على التوالي مع مواصلة عدد كبير من الثوار هجومهم على مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل، كما قام الثوار بإسقاط طائرة حربية من طراز ميغ وأخرى مروحية تم إسقاطها بصاروخ مضاد للطائرات فوق سماء مطار منغ العسكري، وقامت جبهة النصرة وعدد من كتائب الجيش السوري الحر بقصف مطار كويرس ومعامل الدفاع والرحبة الشقيف العسكرية بالصواريخ والمدافع الثقيلة ودمروا طائرة مروحية داخل المطار وأعطبوا طائرة مقاتلة أثناء محاولتها الإقلاع منه، كما واصل الثوار قصفهم لمطارات حلب الدولي والنيرب العسكري، وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن سقوط 11 شهيداً في صفوف الثوار ومقتل ستة من كبار ضباط جيش النظام
كما شن مقاتلون من جبهة النصرة هجوماً واسعاً في مدينة إدلب أسفر عن السيطرة على حاجز عنيسة الواقع على طريق إدلب الجنوبي وحاجز أمن الدولة أيضاً، كما قامت دبابة تابعة لهم بقصف مبنى أمن الدولة مما أدى إلى تدمير دبابة بداخله وتدمير جزء من المبنى، كما دارت اشتباكات عنيفة في دير الزور ودرعا وفي حمص وحماة
سياسياً، أعلن الائتلاف الوطني السوري تراجعه عن قراره في مقاطعة مؤتمر أصدقاء سورية الذي سيعقد في روما هذا الأسبوع، في حين أعلن وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم أثناء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم أن النظام السوري مستعد للحوار مع كل من يرغب فيه، بما في ذلك من يحمل السلاح، إلا أن رد الجيش الحر كان سريعاً حيث أكد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس، أن المعارضة المسلحة ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار قبل تخلي بشار الأسد عن السلطة وقبل وقف كل أنواع القتل وسحب الجيش من المدن
وصلت الحصية العامة لضحايا اليوم إلى 180 قتيلاً، بينهم 135 شهيداً، قضوا بنيران قوات النظام وميلشياته الموالية، منهم 15 امرأة و14 طفلاً، في حين سقط 26 شهيداً في صفوف الثوار وما يقارب عن 45 قتيلاً في صفوف قوات وميلشيات النظام أثناء الاشتباكات
فقد قصفت قوات النظام أكثر من 384 نقطة في مختلف أنحاء البلاد بينها 26 نقطة تم قصفها بالطيران الحربي، وتم استهداف محافظة الرقة بصاروخين من طراز سكود أسفر أحدهما عن سقوط 11 شهيداً وعشرات الجرحى معظمهم بحالة خطيرة في بلدة معدان في ريف الرقة الشرقي، في حين سقط صاروخ آخر بالقرب من قرية دركوش في ريف إدلب القريبة من الحدود التركية دون أن يسفر عن سقوط إصابات
كما أسفر القصف العشوائي عن سقوط 32 شهيداً في أحياء جوبر ومخيم اليرموك والقابون في دمشق وفي مدن وبلدات سقبا وعربين داريا وجسرين ومعضمية الشام في ريفها، و15 شهيداً في قرى مرعيان وبليون وخربة الجوز في ريف إدلب، وستة في بلدتي الحولة والبويضة الشرقية وقيرة كمام في ريف حمص، وأربعة في حي ضهرة عواد في مدينة حلب وفي بلدة منبج في ريفها، وأربعة آخرون في قرية نوى في ريف درعا