لقى 93 شخصا مصرعهم وإصابة 63 آخرين إثر تجددت المواجهات المسلحة أمس بين قبيلتي البني حسين والرزيقات الشمالية (الأبالة) في منطقة السريف بني حسين بشمال دارفور للمرة الثانية منذ بداية هذا العام في اختراق للهدنة التي أعلنت اليومين الماضيين . وقال محمود محمد بخيت عمدة بني حسين، إنهم فقدوا خلال الاشتباكات التي وقعت صباح أمس 53 شخصاً من القبيلة بينهم امرأتان وثلاثة أطفال، إضافة لجرح 63 آخرين تم نقلهم إلى مستشفى الفاشر، وأوضح العمدة ، أن الهدنة بين الطرفين (راحت في خبر كان) . وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة أن مسلحين من "الأبالة" كانوا على متن عدد من السيارات "اللاند كروزر" رباعية الدفع والجمال شنوا هجوما هو الأول من نوعه على المحلية صباح أمس مما أسفر عن مقتل هذا العدد . وتعتبر هذه الحصيلة من الضحايا الأكبر التي تشهدها المواجهات المسلحة في يوم واحد منذ اندلاع الاشتباكات بين الجانبين فى الأسبوع الأول من شهر يناير الماضي بسبب التنقيب العشوائي عن الذهب بمنطقة (جبل عامر) والتي توقفت باتفاقية هدنة تم التوقيع عليها بين الجانبين في يناير الماضي . وقد توجه إلى مكان الحادث عثمان يوسف كبر والي الولاية وأعضاء لجنة أمن الولاية لتهدئة الموقف ونقل بطائرته الخاصة الجرحى إلى مستشفى الفاشر. وكشفت مصادر أن الاشتباكات التي وقعت راح ضحيتها حوالي 40 قتيلاً من قبيلة الرزيقات الأبالة.
في سياق آخر كشفت قيادات بارزة من قبائل دينكا نجوك عن عودة 6 آلاف أسرة من دولة جنوب السودان إلى منطقة أبيي عقب توتر الأحداث فيها. وقال أمين كير ضيل القيادي بالقبيلة في تصريح له أمس إن الأسر عادت طوعاً بسبب الجوع والأمراض بدولة جنوب السودان، مشيراً إلى أن المنطقة ستشهد عودة طوعية مكثفة خلال الفترة القادمة اعترافاً منهم بسودانية المنطقة. وشدد على ضرورة إحياء التعايش السلمي بين المسيرية ودينكا نجوك وفق الأعراف السابقة بينهم، مشيراً إلى استقرار الأحوال الأمنية والإنسانية بالمنطقة. وطالب كير قيادات المسيرية بالمنطقة بتقديم المعونات الإنسانية لإخوانهم من دينكا نجوك العائدين إلى المنطقة.
من جهة أخري وصل إلى الخرطوم مساء أمس نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداق والوفد المرافق له قادما من الصومال في زيارة رسمية للسودان تستغرق عدة أيام. ويضم الوفد المرافق لنائب رئيس الوزراء التركي وزير التنمية ورئيس الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، وعددا من المسئولين . ويتضمن برنامج الزيارة لقاءات مع عدد من المسئولين السودانيين لبحث القضايا ذات الإهتمام المشترك مع الجانب التركي ، والمشاركة فى إفتتاح مركز للتلقيح الصناعي بمنطقة (المناقل) ، ومركز التدريب المهني والتقني بالحلفايا ، والمركز الحديث للبصمة بوحدة الأدلة الجنائية . وتعد هذه المشروعات ضمن أكثر من 50 مشروعا نفذتها الوكالة التركية للتعاون والتنسيق فى السودان منذ إفتتاح مكتبها بالخرطوم عام 2006 ، فى مجالات الزراعة ، الثروة الحيوانية ، التدريب المهنى ودعم الجامعات ، بالإضافة الى إنشاء المستشفى التركي في (نيالا) عاصمة ولاية جنوب دارفور. وقال نائب رئيس الوزراء التركي في تصريحات صحفية لدى وصوله إن الزيارة تأتي في إطار حرص تركيا علي تطوير العلاقات الثنائية مع السودان. واضاف بكير أن الزيارة ستشهد افتتاح عدد من المرافق والمشاريع الخدمية بالسودان منها مشروع التلقيح الصناعي بدينة المناقل بولاية الجزيرة ومركز للتدريب المهني بولاية الخرطوم منطقة الحلفايا اضافة الى عدد من المراكز والدور . في سياق آخر أعرب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عن أمله في مشاركة أحزاب المعارضة وكافة الكيانات الأخرى في إقرار دستور جديد توافقي لأجل استقرار البلاد في المرحلة المقبلة . وقال القيادي بالحزب الحاكم محمد الحسن الأمين في تصريح له أمس إن هناك جهودا مستمرة لكتابة دستور جديد، ، وكشف عن الاتجاه لتشكيل لجان فنية خصيصا لهذا الأمر . وناشد كافة القوى الحية للمشاركة في صناعة الدستور ، مضيفا أن الباب مفتوح للجميع للمشاركة ، وشدد على أهمية إقرار مسودة جديدة للدستور قبل قيام الانتخابات . وأشار إلى أن الانتخابات المقبلة ستكون في وقتها ، ولكنه أعرب عن أمله أن تتوافق كل القوى السياسية على دستور جديد قبل قيامها .